السعودية حذرة من مذهبية زرداري

afp/ Iranian President Mahmoud Ahmadinejad (R) welcomes his Pakistani counterpart Asif Ali Zardari (L) at the presidential palace in Tehran on March 10, 2009.

قرب زرداري من إيران أثار مخاوف السعودية من ميوله المذهبية (الفرنسية) 

قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في برقية سرية لها إن المملكة العربية السعودية تخشى نشوء مثلث شيعي يتكون من إيران وباكستان -التي يرأسها آصف علي زرداري الشيعي المذهب- والعراق تحت حكومة نوري المالكي.

وتذكر كلينتون -في برقيتها التي هي عبارة عن محضر اجتماع بينها وبين المسؤولين الإماراتيين في أبريل/نيسان 2009- أن وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد أخبرها بأن السعوديين لم يرتاحوا يوما لحزب الشعب الباكستاني –الذي يرأسه زرداري- وأنهم يشكّون في أن زرداري شيعي التوجه ويسعى لتقوية علاقاته بإيران، وبالتالي تشكيل ما يعرف بالمثلث الشيعي.

وكانت البرقيات الدبلوماسية التي سربها موقع ويكيليكس قد أظهرت أن السعودية كانت دوما لاعبا أساسيا في باكستان، ودورها هناك لا يقل حجما عن دور الولايات المتحدة.

ففي إحدى البرقيات التي يعود تاريخها إلى عام 2007، قال السفير السعودي في الولايات المتحدة عادل الجبير إن "السعوديين لا يراقبون الوضع في باكستان، إنهم شركاء".

وقد بينت تلك البرقيات أن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لا يثق في زرداري، ويفضل أن يكون في باكستان مشرف آخر.

"رأس فاسد"

"
وتقول البرقيات إن السعوديين يريدون للجيش الباكستاني أن يظل ممسكا بزمام الأمور في باكستان
"

وفي لقاء للملك عبد الله مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيمس جونز في يناير/كانون الثاني 2009 وصف الملك عبد الله زرداري بأنه "رأس فاسد، وسيمتد أثره إلى كامل الجسم".

وفي برقية لخصت محضر الاجتماع، وصف الأميركيون رؤية الملك عبد الله والسعوديين للوضع في باكستان كالآتي "يظهر أنهم يبحثون عن مشرف آخر، أي حاكم قوي صارم وزعيم يعرفونه ويستطيعون أن يثقوا فيه".

وتقول البرقيات إن السعوديين يريدون للجيش الباكستاني أن يظل ممسكا بزمام الأمور في باكستان، وقد أوردت إحدى البرقيات وصف وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز للجيش الباكستاني بأنه "الحصان الرابح" للسعودية في باكستان.

الشكوك السعودية في ميول زرداري المذهبية وقربه من إيران أكدها السفير الباكستاني في الرياض عمر خان علي شيرازي، الذي قال إن السعوديين لا يثقون في الرئيس زرداري لأنه قريب من إيران.

معاقبة باكستان
إلا أن زرداري لام السعوديين على ما سماها معاقبة باكستان كلها لأن الرئيس زرداري لديه علاقات مع الإيرانيين. وكان زرداري قد أزعج السعوديين عندما بدأ عهده بزيارات إلى الصين وأوروبا وأميركا، في إشارة واضحة إلى ابتعاده عن السعوديين.

ومن جهتها فإن السعودية جمدت مساعداتها النفطية لباكستان وقلصت مساعداتها المالية، في سياسة تهدف إلى التروي حتى تنجلي الأمور.

وتظهر برقيات أخرى أن الأميركيين غير مرتاحين للمكانة والرؤية السعودية لباكستان، وبدؤوا البحث عن حليف مسلم آخر ليعمل معهم في باكستان، وأنظارهم تتجه نحو تركيا التي وصف الدبلوماسيون الأميركيون في باكستان العمل معها بأنه "إيجابي".

المصدر : غارديان + موقع ويكيليكس