أول كتاب يوثق لحرب غزة

غلاف كتاب العداون على غزة

أحمد فياض-غزة

أصدر مركز رؤى الفلسطيني للدراسات والأبحاث أول كتاب يوثق الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، أشرف على إعداده وتأليفه 14 كاتباً وباحثاً وأكاديمياً مختصاً في الشؤون السياسية والاقتصادية والإستراتيجية والعسكرية، وقدم له رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية.

"العدوان على غزة.. حرب الفرقان 2008-2009″، هو عنوان هذا الكتاب الذي يتألف من 1253 صفحة يستعرض فيها بالتفصيل الأحداث اليومية خلال الحرب الإسرائيلية على غزة وما خلفته من دمار.

وأوضح المشرف العام على الإصدار إياد الدجني أمس الثلاثاء خلال حفل الإعلان عن الكتاب في غزة، أن عملية إعداده جرت قبيل وقوع الحرب لأن كافة المعطيات على الأرض كانت تؤشر لوقوعها، مؤكدا أن الكتاب صدر في ثلاثة أجزاء تعطي القارئ معلومات واسعة وتفصيلية عن الحرب التي تناولها بشكل دقيق شامل.

وقال الدجني إن الكتاب راعى التسلسل الزمني والمكاني والموضوعي للحرب وركز على الجانب التوثيقي واحتوى على مقابلات مع رواد وقادة فصائل المقاومة، مشيرا إلى أنه يضع القارئ أمام وصف لقطاع غزة بمعالمه الجغرافية وملامحه الديمغرافية وأبعاده الإستراتيجية والجيوسياسية وموارده الطبيعية، إضافة إلى تضمنه أهم الصراعات التي عاشها القطاع مع الاحتلال منذ عام 1948.

وتولدت فكرة الكتاب –وفق الدجني- من حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في القطاع وتزاحم الأحداث وقسوتها، منوهاً بدور مركز رؤى للدراسات الذي قال إن الفضل يعود إليه في توثيق الحرب يوما بيوم وساعة بساعة في موسوعة ضمت وثائق علنية وسرية، ليضع القارئ أمام الحقيقة الواضحة لجرائم الاحتلال خلال تلك الحرب.

ولكن المشرف العام على الإصدار أشار إلى ما سماها صعوبات تواجه الكتاب وتتعلق بالمحاذير الأمنية والعسكرية المتعلقة بنشر حقائق كاملة خاصة بفصائل المقاومة التي تعتبر من المعلومات السرية الواجب إخفاؤها عن الاحتلال.



صورة جماعية لمؤلفي الكتاب مع هنيةصورة جماعية لمؤلفي الكتاب مع هنية
صورة جماعية لمؤلفي الكتاب مع هنيةصورة جماعية لمؤلفي الكتاب مع هنية

فصول الكتاب
يتناول الفصل الأول أسباب الحرب ومقدماتها والظروف التي أحاطت بها محلياً وعربياً ودولياً، إضافة إلى الدور العربي والدولي في مراحل ما قبل الحرب وصولا إلى انتهاء التهدئة وبداية الحرب.

ويستعرض الفصل الثاني بداية المعركة ثم توثيقا ليوميات الحرب ورصدا لكل الأحداث في صورتها الإجمالية والتفصيلية على مدار الساعة، معالجاً إستراتيجية إسرائيل العسكرية مع جنودها ومع خططهم في ميدان الحرب.

ويتطرق الفصل الثالث لأحداث الحرب وكيف تصارعت فيها إرادة الحرب العسكرية مع المعركة السياسية عبر رصد أهم المواقف السياسية والدبلوماسية التي شهدتها المنطقة خلال الحرب وبعض المبادرات التي طرحت لوقف إطلاق النار.

أما الفصل الرابع فيسلط الضوء على صناع القرار في الساحة الفلسطينية وقادة المقاومة والحكومة الفلسطينية ويجيب على كافة التساؤلات التي يطرحها المراقبون لهذه المرحلة، وكيفية تعامل الفلسطينيين مع الحرب التي حققت لهم الصمود والثبات.

وبينما يركز الفصل الخامس على مواقف سكان قطاع غزة خلال الحرب من حيث احتضانهم للمقاومة وانضمامهم إليها، فضلاً عن روايات المقاتلين الذين عايشوا أجواء الحرب، يتطرق الفصل السادس إلى نتائج العدوان وآثاره في كافة الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية والنفسية والصحية، إضافة إلى آثاره على الجانب الإسرائيلي.

ويختتم الكتاب بفصل سابع يتضمن قراءات تحليلية لأهم معطيات وأحداث الحرب الإسرائيلية وتأثيراتها ومؤشرات أساسية للحكم على نتائجها.

إياد الدجني يسلم نسخة من الكتاب إلى هنية
إياد الدجني يسلم نسخة من الكتاب إلى هنية

كما يضم الكتاب أربعة ملاحق تعرض أسماء شهداء الحرب وأسماء المساجد التي تعرضت للقصف، علاوة على البلاغات العسكرية لفصائل المقاومة ومشاهد مصورة من تلك الحرب.


توثيق القضية
من جانبه، أثنى رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية خلال حفل الإعلان عن الكتاب، على جهود الباحثين الذين ساهموا في إنجازه وتوثيق الحياة اليومية التي عاشها سكان القطاع على مدار 22 يوماً.

ودعا هنية إلى توثيق القضية الفلسطينية والحفاظ على مقدراتها، مشيرا إلى أن أحداثا كثيرة مرت في تاريخ الشعب الفلسطيني دون أن تجد من يوثقها ويحفظها، ومعربا عن أمله في أن يكون هذا الكتاب رافداً مهماً لكل من يريد التعرف على ما جرى أثناء الحرب، وكل من يؤرخ للشعب الفلسطيني وقضيته.

المصدر : الجزيرة