عباس ينفي انشقاق قريع

مؤتمر صحفي للرئيس الفلسطيني محمود عباس
عباس قال إن الانتخابات شهدت ممارسة الديمقراطية بجميع أشكالها (الجزيرة)

نفى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وجود أي بوادر انشقاق في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بعد الاعتراضات التي أبداها قياديون في الحركة على الطريقة التي جرت بها انتخابات المؤتمر العام السادس في بيت لحم خاصة تلك التي تحدث عنها أحمد قريع (أبو العلاء).
 
وقال عباس في مؤتمر صحفي عقب رئاسته أول اجتماع للجنة المركزية الجديدة لحركة فتح بمقر الرئاسة في رام الله إن الانتخابات شهدت ممارسة الديمقراطية بجميع أشكالها، وإن من حق المشككين وعلى رأسهم عضو اللجنة المركزية السابق أحمد قريع إبداء ملاحظاتهم عليها.

 
وأكد عباس بعد يومين من الانتخابات أن من لم يحالفهم الحظ بالنجاح في اللجنة المركزية مثل قريع وعبد الله الإفرنجي وغيرهما سيستمرون في أدوارهم ضمن الأطر الموجودة مشيرا إلى دور قريع في التفاوض والتعبئة والتنظيم.
 
وشدد عباس على التزام فتح بإجراء التفاوض مع إسرائيل طبقا لخريطة الطريق وقرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها أن تكون الحدود طبقا لحدود 4 يونيو/حزيران 1967 وأن القدس هي مفتاح الحل وضرورة تحقيق حل الدولتين ورفض التوطين وإطلاق الأسرى مع بدء تفاوض الوضع النهائي. كما أكد استمرار المساعي لاستعادة الوحدة الوطنية.
 
وكشف قريع رئيس وفد المفاوضات الفلسطيني السابق النقاب عن حالة من الغضب في أوساط الكثير من أعضاء حركة "فتح" بسبب "عمليات التلاعب" التي جرت في انتخابات اللجنة المركزية الأخيرة.
 
علامة استفهام كبيرة

أحمد قريع (الجزيرة)
أحمد قريع (الجزيرة)

ونقلت صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن عن قريع قوله "إن هناك علامة استفهام كبيرة حول الانتخابات وطريقة إجرائها وفرز نتائجها، وإن ترتيبات حدثت خلف الستار وأدت إلى استبعاد بعض الأسماء وفرض أسماء أخرى"، حسب قوله.

 
وأكد أن "الأسلوب الذي تقرر في لجنة الإشراف على الانتخابات لم يُتَّبع"، وقال "لقد اتفقنا أن تكون أصوات انتخاب أعضاء اللجنة المركزية في صندوق واحد، وإذا بها تجري في عشرة صناديق". وأشار إلى أن "هناك بعض التدخلات التي حدثت" وعلق مازحا "يبدو أن ما جرى في طهران (من تزوير) أخف كثيرا مما جرى في فلسطين"، على حد تعبيره.
 
وقال قريع "المرحلة صعبة وقاسية، وهناك عروض لدولة مؤقتة وحل بلا لاجئين أو قدس، وتقطيع أوصال، وكتل استيطانية باقية، ويبدو أن بعض الناس يضعون ذلك في الاعتبار". ولفت النظر إلى فوز أربعة من قادة الأمن ومنسقين مع الاحتلال، وتساءل "هل تم ذلك بمحض الصدفة"؟
 
وشدد على أنه تقدم بطعن رسمي "ليس في نتائج الانتخابات فقط، وإنما في العملية الانتخابية برمتها" وقال "أنا تحفظت على عقد المؤتمر في الداخل، ولكن بعد أن تقرر عقده في بيت لحم عملت بجد لوضع المؤتمر على السكة، ولكن الأمور انقلبت رأسا على عقب بسبب وجود مجموعة أرادت شيئا آخر غير الذي نريده".
 
وأكد أنه "لن يكون هناك انسجام بين المجموعة المنتخَبة"، وقال "يبدو أن هناك بحثا عن "بصِّيمة"، وسأخرج على الملأ غدا أو بعد غد وأتحدث عن كل شيء بالتفصيل".
 
ووصف ما حدث من إنجاح 19 عضوا، ومراجعة نتائج الانتخابات بحيث يفوز الطيب عبد الرحيم بأنه "مخجل"، متسائلا عن كيفية حدوث هذا "شيل هذا، وحط ذاك.. ثم حط الثلاثة.. ما هذا؟"، حسب قوله.
 
وأشار قريع إلى منع وصول أوراق تصويت من غزة، و"تحكّم" فئة محددة في عملية التصويت عبر الهاتف، وأن محمد الصياد رئيس لجنة الانتخابات استقال احتجاجا على هذه الممارسات، لكنه رجع عن استقالته نتيجة ضغوط.
 
وكشف قريع أنه "لم يعد يؤمن مطلقا بحل الدولتين، لأن هذا الحل بات شبه مستحيل، فأي دولة هذه التي لا تعرف لها حدود ولا تتمتع بأي سيادة، وتمزق تواصلها الجغرافي الكتل "الاستيطانية"، والقدس ربما لا تكون عاصمة حقيقية لها".
 
وكان قريع حصل على الترتيب العشرين في الانتخابات وبفارق صوت واحد فقط عن الطيب عبد الرحيم صاحب المركز التاسع عشر، وصوتين عن السيد محمد أشتية الذي حصل على المركز الثامن عشر، قبل أن يعاد فتح أحد الصناديق فينجح الاثنان اللذان سبقاه.
 
في الوقت نفسه كشفت مصادر في المؤتمر السادس لحركة "فتح" النقاب عن أن عباس أوقف الليلة الماضية عملية فرز الأصوات للمجلس الثوري لحركة "فتح"، بعد ساعات من بدء فرزها، إثر شكاوى من بعض المرشحين، بحدوث "خروقات وتلاعب في قراءة الأسماء المدونة في أوراق الاقتراع لصالح بعض الأسماء من جانب بعض القائمين على فرز الصناديق".
 
ومن المقرر أن تعقد اللجنة المركزية الجديدة لحركة فتح أول اجتماعاتها مساء الخميس بحضور عباس.
المصدر : الجزيرة + وكالات