إيران: قرار المغرب قطع العلاقات يضر بالوحدة الإسلامية

afp : Iranian Foreign Minister Manouchehr Mottaki gives a press conference with his Turkish counterpart Ali Babacan (not pictured) in Ankara July 18, 2008. Iran is open to the idea

منوشهر متكي قال إن القرار المغربي مثير للاستغراب والتساؤل (الفرنسية-أرشيف)

قالت إيران إن قرار الرباط قطع العلاقات الدبلوماسية معها "يضر بوحدة العالم الإسلامي" و"يثير الدهشة" ووصفت اتهامات المغرب لها بالتدخل في شؤونه الداخلية وبنشر المذهب الشيعي على أراضيه بأنها "اتهامات كاذبة ولا أساس لها من الصحة".

وأعربت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان لها أوردته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن أسفها لإعلان المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران بالتزامن مع مؤتمر دعم الشعب الفلسطيني وأهالي قطاع غزة، الذي عقد مؤخرا في طهران بمشارکة وفود برلمانية ورسمية من دول إسلامية وعربية.

وأضاف البيان "في الأحوال الحساسة الحالية عندما تكون وحدة وتضامن الدول الإسلامية هي الضرورة الأساسية لدعم الشعب الفلسطيني، فإن هذا الإجراء من جانب المغرب يضر بوحدة العالم الإسلامي".

وأکد البيان أن إيران "کانت دوما، وعلى مدى ثلاثين عاما، تدعو إلى وحدة الأمة الإسلامية ومنع أي فتنة وفرقة بين المسلمين" داعيا إلى "مراقبة الخبث الذي يمارسه أعداء العالم الإسلامي خاصة الصهاينة المصدومين من الانتصارات الأخيرة التي حققها أهالي غزة".

من جانبه قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي إن عدم مشاركة المغرب في مؤتمر "دعم فلسطين" بطهران أمر مثير للاستغراب والتساؤل، مضيفا أن "مختلف البرلمانات الإسلامية والعربية أدت دورا فاعلا في هذا المؤتمر الذي تم عقده من أجل دعم غزة، ولهذا فإننا كنا في مثل هذه الظروف نتوقع حضور الوفد البرلماني المغربي".


تصريحات غير مقبولة
وكانت وزارة الخارجية المغربية أعلنت أن الرباط قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران احتجاجا على ما قالت إنها "تصريحات غير مقبولة" ضد المغرب أثناء الأزمة السياسية التي نشبت بين البحرين وإيران الشهر الماضي.

وقالت الوزارة في بيان الجمعة إن "المغرب استدعى يوم 25 فبراير/شباط الماضي القائم بالأعمال المغربي بالنيابة بسفارته في طهران للتشاور لمدة أسبوع" مضيفة أن الرباط طلبت توضيحات من السلطات الإيرانية.

وأضاف بيان الخارجية المغربية أن إيران "سمحت لنفسها بالتعامل بطريقة متفردة وغير ودية ونشر بيان تضمن تعبيرات غير مقبولة في حق المغرب إثر تضامنه مع مملكة البحرين، على غرار العديد من الدول، بشأن رفض المساس بسيادة هذا البلد ووحدته الترابية".

وأكدت الرباط أن "هذا الموقف المرفوض والموجه حصرا ضد المغرب إضافة إلى نشاطات ثابتة للسلطات الإيرانية، وبخاصة من طرف البعثة الدبلوماسية بالرباط، تستهدف الإساءة إلى المقومات الدينية الجوهرية للمملكة والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي" وذلك في إشارة إلى اتهامات سابقة للبعثة بالتورط في نشر المذهب الشيعي بالمغرب.

وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري (الأوروبية-أرشيف)
وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري (الأوروبية-أرشيف)

وأضاف البيان أنه بعد انقضاء أسبوع لم يتسلم المغرب أي تفسير عن هذه التصرفات.

وكان المغرب سحب في 25 فبراير/شباط ممثله في إيران احتجاجا على ما قال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري إنه "تعبيرات غير مقبولة" في حق المغرب جاءت في بيان بثته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية.


رسالة الملك
وصدر البيان الإيراني ردا على رسالة دعم بعث بها ملك المغرب محمد السادس إلى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة قال فيها إن التصريحات الإيرانية بشأن سيادة البحرين "غير حصيفة".

وكتب محمد السادس في رسالته أن هذه التصريحات "تتناقض بشكل صارخ مع مبادئ وقواعد القانون الدولي فضلا عن قيم التعايش السلمي وحسن الجوار التي يحث عليها الدين الإسلامي".

واستهجنت عدة دول عربية التصريحات الإيرانية، في حين وصفها مصدر سعودي مسؤول بأنها عدائية، لكن إيران قالت إن التصريحات أسيء فهمها وتفسيرها، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي "كان هناك تصريح سبب سوء فهم، كما كان هناك بعض من سوء التفسير".

وكانت كل من البحرين وإيران قد أعلنت الجمعة الماضية أنها ستستمر في الحفاظ على علاقات جوار طيبة مع الأخرى، معتبرتين أن الخلاف الدبلوماسي الذي نشب بينهما بسبب التصريحات الإيرانية قد انتهى.

المصدر : وكالات