أحمدي نجاد ببغداد في أول زيارة لرئيس إيراني للعراق

Iranian President Mahmoud Ahmadinejad (L) is greeted his Iraqi counterpart Jalal Talabani at his Baghdad residence on March 2, 2008.
الرئيس العراقي (يمين) في استقبال نظيره الإيراني في بغداد (الفرنسية)

وصل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة تاريخية تعتبر الأولى لرئيس إيراني للعراق، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة تضمنت إغلاق عدد كبير من شوارع العاصمة، ومن المتوقع أن يكون ملفا الأمن في العراق والنزاع الحدودي مع إيران أهم ما ستتناوله هذه الزيارة التي تستمر ليومين.

 
وكان الرئيس العراقي جلال الطالباني في استقبال نجاد لدى وصوله على رأس جمع كبير من المسؤولين العراقيين، بينهم نائب الرئيس عادل عبد المهدي ونائب رئيس الوزراء برهم صالح ووزراء آخرون.
 
وقال عادل عبد المهدي نائب الرئيس العراقي إن العراق يريد استثمار زيارة أحمدي نجاد لبغداد لحل نزاعات قديمة من بينها ترسيم الحدود المشتركة بين البلدين.
 
وقال عبد المهدي في حديث لوكالة رويترز قبيل زيارة الرئيس الإيراني التي جاءت بدعوة من الحكومة العراقية "كان البلدان في حرب ثماني سنوات أورثت كثيرا من المسائل، ويجب أن نسير أكثر نحو حل هذه المشاكل".
 
ولم ترد معلومات مفصلة بشأن برنامج الزيارة التي تعد أول زيارة لرئيس إيراني للعراق منذ الثورة الإسلامية عام 1979، إلا أنه من المرجح أن تكون الاتهامات الأميركية لإيران بأنها تسلح وتدرب مليشيات شيعية في العراق على رأس ما سيتضمنه جدول الزيارة.
 
وأعرب أحمدي نجاد عن أمله في ترسيخ العلاقات مع العراق بعد عشرين عاما على الحرب التي وقعت بينهما. وفي هذا الصدد نقلت عنه وكالة أنباء فارس قوله "آمل في أن تشكل زيارتي خطوة كبيرة في تعزيز الروابط الأخوية بين الأمتين".

اتهامات أميركية
من جهة أخرى دعا الرئيس الأميركي جورج بوش إيران إلى "الكف عن إرسال أسلحة إلى العراق" قال إنها تستخدم في محاربة الأميركيين.

 
كما قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية توم كيسي "نتطلع بشدة لأن تلعب إيران دورا إيجابيا في العراق" وأضاف أنه "من الواضح أن هناك كثيرا من الأسئلة التي نثيرها نحن ويثيرها العراقيون حول ما إذا كانت تصرفاتهم (الإيرانيين) تتطابق فعلا مع حديثهم عن رغبتهم في حسن الجوار".
 
وتتهم واشنطن طهران بتزويد مليشيات في العراق بقنابل خارقة للدروع تزرع على جوانب الطرق لمهاجمة القوات الأميركية، وهي اتهامات تنفيها إيران وتقول إن الغزو الأميركي للعراق منذ سنة 2003 هو المسؤول عن العنف في مختلف المناطق العراقية.
 
وألقى أحمدي نجاد في الوقت نفسه باللائمة على الولايات المتحدة، وقال إن "الذين يحتلون العراق ينسقون غياب الأمن والخلافات والتوتر".
 
وشدد على القول إن استقرار العراق مهم لأمن بلاده، مضيفا أن "إيران ليست بحاجة للتدخل في شؤون العراق" وأن "من طبيعة الولايات المتحدة عندما تهزم أن تقدم الآخرين على أنهم المسؤولون".

جلسات مفاوضات
وتساءل الرئيس الإيراني "أليس من الغريب أن يقوم الذين لديهم 160 ألف عسكري في العراق باتهام الآخرين بالتدخل"؟ وكرر مطالبته بانسحاب القوات الأميركية من العراق, قائلا إن العراقيين بوسعهم توفير الأمن وإدارة بلدهم.

 
وأشار أحمدي نجاد إلى أن المفاوضات التي جرت بين الولايات المتحدة وإيران بشأن أمن العراق ساعدت بشكل لافت على تعزيز الاستقرار في هذا البلد وفي تغيير وجهة النظر الأميركية إلى العراق.
 
وقال "في المفاوضات مع الأميركيين لم نبحث أي شيء آخر سوى المصالح الوطنية ومتطلبات العراقيين وهذه المفاوضات ستستمر في الاتجاه ذاته".
 
وكانت واشنطن وطهران قد عقدتا العام الماضي ثلاث جلسات مفاوضات عن الأمن في العراق على الرغم من التوتر المتزايد بين العاصمتين على خلفية البرنامج النووي الإيراني، وعلى الرغم أيضا من العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين البلدين منذ 1980.
المصدر : وكالات