مار نصر الله صفير

الموسوعة - epa01901113 Lebanese Maronite Patriarch Cardinal Nasrallah Boutros Sfeir attends a mass wedding in Bkerki, northeast of Beirut, Lebanon, 17 October 2009. EPA/WAEL HAMNZEH

بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق، قام بدور سياسي بارز في لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990). طالب بانسحاب الجيش السوري من لبنان.

المولد والنشأة
ولد مار نصر الله صفير  يوم 15 مايو/أيار 1920 في ريفون، إحدى قرى كسروان. 

الدراسة والتكوين
 أتم دروسه الابتدائية والتكميلية في مدرسة مار عبدا هرهريا في عرمون بقضاء كسروان خلال الفترة من 1933 إلى 1939، ثم أكمل دراسته الثانوية في المدرسة الإكليريكية البطريركية المارونية في غزير بكسروان، وذلك من 1937 إلى 1939.

التحق فيما بعد بالمعهد الإكليريكي الشرقي التابع للجامعة اليسوعية، ثم تابع دروسه الفلسفية واللاهوتية في الفترة من 1944 إلى 1950. 

الوظائف والمسؤوليات
تقلد مناصب دينية عدة إلى أن اختير بطريركا للموارنة في 19 مايو/أيار 1986 وكان لبنان لا يزال آنذاك غارقا في الحرب الأهلية، ونصّب على كرسي أنطاكية وسائر المشرق في 27 من الشهر نفسه، ليكون البطريرك 76 على الموارنة الموجودين في لبنان منذ أكثر من 1500 سنة. 

الحياة السياسية
امتاز صفير بنشاطه السياسي، ومن أبرز إنجازاته أنه استطاع أن يوفر الغطاء لتأمين الموافقة المسيحية اللازمة لإقرار الاتفاق الذي أنهى الحرب الأهلية، أي اتفاق الطائف عام 1989.

وقام بتلك الخطوة بالرغم من معارضة الجنرال الماروني ميشال عون الذي كان يترأس آنذاك حكومة عسكرية في المنطقة الشرقية من بيروت ذات الغالبية المسيحية، وفي مقابله كانت حكومة الرئيس سليم الحص في بيروت الغربية. 

وقامت البطريركية بدور الراعي السياسي بعد سقوط حكومة الجنرال عون وما أعقبها من تشتت للقادة المسيحيين في الفترة التي يطلق عليها البعض "فترة الوصاية السورية". 

وكانت ذروة نشاطه السياسي في خريف عام 2001، عندما دعا صفير لإنهاء الوجود السوري في لبنان، وكلّف أحد المطارنة بترؤس تجمع لبعض الشخصيات المسيحية التي تستهدي ببيانات الكنيسة عرف باسم "قرنة شهوان". 

وبعد الخروج السوري من لبنان وعودة القيادات المسيحية التي انقسمت تبعا لانقسام بقية اللبنانيين ما بين قوى "8 آذار" وقوى "14 آذار"، بدا من تصريحات البطريرك أنه يريد أن يترك مسافة واحدة بينه وبين الفرقاء المسيحيين المتخاصمين، ولكن أحد قادة مسيحيي 8 آذار -وهو سليمان فرنجية- اتهم البطريرك صفير بأنه "أقرب إلى الفريق الآخر". 

ومن الواضح من نداءات صفير وعظاته أنه لم يكن يؤيد بقاء سلاح المقاومة بيد حزب الله، واعتبر أن إيجاد حل لهذا السلاح هو أحد الشروط لقيام الدولة اللبنانية، وهو يتعارض مع التحالف الذي أبرمه مسيحيو 8 آذار -مثل فرنجية وميشال عون- مع حزب الله.

وبالنظر إلى طبيعة لبنان الطائفية فإن للبطريرك الماروني أن يزاول السياسة ولو على طريق العظات والنداءات، خاصة أن الكنيسة تعتبر نفسها الراعي الأول لوجود لبنان منذ أن توجه البطريرك إلياس الحويك عام 1919 "بتفويض من اللبنانيين" إلى مؤتمر السلام الذي عُقد في فرساي، وطلب الاستقلال عن سوريا، حيث كان الانضمام إليها هو أحد الخيارات المتاحة.

الاستقالة
قدم صفير استقالته إلى البابا بنديكتوس السادس عشر بابا الفاتيكان الذي قبلها رسميا في 27 فبراير/شباط 2011، وخلفه على رأس الكنيسة المارونية البطريرك بشارة الراعي، وقد عزا صفير استقالته لتقدمه في السن.

المصدر : الجزيرة