العراق يلغي ترخيص بلاك ووتر ورايس تأسف لحادثتها

AFP/ in a file picture dated 05 February 2005, members of the US-based Blackwater private security firm scan Baghdad city centre from their helicopter. Iraq's interior minister Jawad al-Bolani 17 September 2007
بلاك ووتر والشركات الأمنية الأميركية الأخرى تعتبر جيشا أميركيا آخر بالعراق (الفرنسية) 

ألغى وزير الداخلية العراقي جواد البولاني ترخيص عمل شركة بلاك ووتر الأمنية الأميركية في العراق, بعد أن تأكد ضلوع حراس أمنيين تابعين لها في قتل ثمانية مدنيين عراقيين وإصابة أكثر من عشرين آخرين بجروح إثر انفجار في ساحة النسور غربي بغداد الأحد.

 
وقال مدير مركز القيادة الوطنية في وزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف "لا يحق لهذه الشركة من الآن فصاعدا العمل على كل الأراضي العراقية", مؤكدا أن "الوزارة فتحت تحقيقا جنائيا مع المجموعة التي ارتكبت الجريمة وتعمل مع مجلس القضاء الأعلى العراقي للتحقيق القضائي معها".
 
وأدان رئيس الوزراء نوري المالكي العملية ووصفها "بالإجرامية". ونقل تلفزيون "العراقية" الرسمي عن مكتب المالكي قوله إن "وزارة الداخلية قررت إحالة منفذي جريمة ساحة النسور إلى القضاء العراقي ومنع الشركة من مزاولة عملها على أراضي العراق".
 
من جهته قال مصدر رسمي في السفارة الأميركية إن موكبا تابعا للخارجية الأميركية تعرض لإطلاق نار في بغداد وإن التحقيق جار بشأن الحادث.
 
ودفعت تفاعلات القضية بوزارة الخارجية الأميركية لإعلان أن الوزيرة كوندوليزا رايس ستتصل هاتفيا بنوري المالكي "لتعبر له عن أسفها" لمقتل هذا العدد من المدنيين العراقيين. 
 
وقال الناطق باسم الوزارة شون ماكورماك في مؤتمر صحفي إن "رايس ستعرب للمالكي عن أسفها لخسارة أرواح بشرية ولتؤكد له أننا نجري تحقيقا في هذه الأحداث".
 
وأضاف "نريد معرفة حقيقة ما جرى", مشيرا إلى أن رايس "تريد التأكد من  أننا نبذل كل ما في وسعنا لتفادي خسارة أرواح بريئة وحتى لا يتكرر مثل هذا العمل".
 
روايات الشهود

الحكومة العراقية تعهدت بتقديم قتلة المدنيين من بلاك ووتر إلى العدالة (الفرنسية)
الحكومة العراقية تعهدت بتقديم قتلة المدنيين من بلاك ووتر إلى العدالة (الفرنسية)

وقال المحامي حسن جابر سلمان المياحي وهو أحد الجرحى المقيمين حاليا بمستشفى اليرموك في بغداد, إن الانفجار وقع قرب ساحة النسور عندما كان متوجها إلى عمله في وزارة العدل.

 
وأضاف بعد ذلك أغلقت أربع من سيارات "المرتزقة" الشارع بصورة كاملة وأمروا المدنيين بالإنجليزية بالتراجع, موضحا أن سيارتين مدنيتين فقط كانتا أمامه, "فقمنا بالاستدارة والعودة وابتعدت مسافة نحو 150 مترا منهم".
 
"وبعدها بلحظات أطلقوا النار علي بصورة كثيفة ومباشرة, وكانت العجلات التي تقلهم عالية وأسلحتهم أوتوماتكية متوسطة وثقيلة… أصيبت سيارتي بـ12 طلقة دمرتها بالكامل وأصبت أنا بأربع طلقات في ظهري وواحدة في ذراعي".
 
ولفت المحامي إلى أن الانفجار وقع في مكان بعيد جدا عن منطقة إطلاق النار "ولم يكن هناك أي مبرر لهذه الفعلة من قبل المرتزقة". وقال "لقد قتلوا حتى شرطي المرور الذي يقف في ساحة النسور أمامي، ورأيت امرأة مسنة تحاول إخراج ولدها الذي قتل داخل سيارته, فقاموا بقتلها".
 
وتابع أنه رأى العشرات من المواطنين يزحفون على الأرض خارج سياراتهم والنيران فوق رؤوسهم. واستمر في روايته قائلا "عندما أصبت فقدت الوعي بصورة جزئية واتجهت سيارتي بسرعة إلى أحد الحواجز وارتطمت بشاحنة محملة بالغاز، وبعدها جاء جنود عراقيون سمعتهم يرددون أنه جريح وأخرجوني من نافذة السيارة بعد أن تأكدوا من هويتي".
 
وانتقد المحامي وهو أب لثمانية أطفال الولايات المتحدة وقال "هل هذه هي الديمقراطية التي وعدت بها أميركا… أنا إنسان أعزل أطلقت علي النار من الخلف دون سبب".
 
من جانبه، قال سامي حواس حمود وهو عامل يبلغ من العمر 43 عاما أصيب في ساقه وذراعه وكان برفقته ولده البالغ من العمر عشر سنوات, "كنت في طريقي إلى حي اليرموك في سيارتي بعد أن تزودت بالوقود من إحدى المحطات في منطقة المنصور فوقعت قذيفة هاون بالقرب من ساحة النسور".
 
وأضاف "وإذ بأربع سيارات رباعية الدفع تستخدمها شركات الحماية الأمنية تطلق النار على المدنيين بصورة عشوائية… رأيت تلك السيارات تفتح النار بطريقة مقصودة, لكن المؤسف هو وجود حاجز تفتيش للجيش العراقي لم يتدخل أفراده لحماية المدنيين".
المصدر : وكالات