السودان يهاجم التهديدات الغربية ومصر تدعو للحوار

r_Internally displaced Sudanese women collect water in Abu Shouk refugee camp in Darfur region March 24, 2007. U.N. humanitarian chief John Holmes said he was barred from

أزمة دارفور فاقمت معاناة سكان الإقليم (رويترز-أرشيف)

هاجمت الحكومة السودانية دعوات لندن وواشنطن لفرض عقوبات عليها، وقالت إن ذلك يدل على احتقار واضح للأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية التي رحبت بموافقة السودان على الدعم الأممي للقوة الأفريقية في دارفور.

وأعرب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية علي الصادق عن الأمل بألا تواكب الدول الأخرى هذه الدعوات، معتبرا أن "السودان قام بكل ما عليه من التزامات حيال المجتمع الدولي والاتفاقات الموقعة بشأن حل مشكلة دارفور".

من جهتها حذرت مصر الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن من فرض عقوبات جديدة على السودان بسبب أزمة دارفور، ودعت بدلا من ذلك إلى إجراءات لبناء الثقة وفتح حوار مع الخرطوم.

وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في بيان إنه بعث برسائل شفهية عاجلة بهذا الشأن إلى وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، مضيفا أنه كان من المتوقع والمنطقي أن يقابل المجتمع الدولي التجاوب السوداني مع مقترحات حزم الدعم المقترحة من الأمم المتحدة لبعثة حفظ السلام الأفريقية في دارفور بالترحيب والتشجيع بدلا من التهديد وممارسة الضغط.

وحث الوزير المصري الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن على التروي وعدم التسرع باستصدار قرارات جديدة تزيد من تعقيد الموقف ويصعب تنفيذها على الأرض، مشددا على ضرورة مواصلة الجهود السياسية لضم الأطراف غير الموقعة على اتفاق أبوجا إلى ركب السلام في دارفور.


معارضة

تشوركين اعتبر أن الوقت غير مناسب لفرض عقوبات جديدة على السودان (الفرنسية-أرشيف)
تشوركين اعتبر أن الوقت غير مناسب لفرض عقوبات جديدة على السودان (الفرنسية-أرشيف)

كما أعلنت الصين وروسيا وجنوب أفريقيا معارضتها تهديدات واشنطن وولندن بفرض عقوبات جديدة على السودان، مشيرة إلى تعاون الخرطوم الإيجابي مع الأمم المتحدة في دارفور.

ورأى مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن الوقت غير مناسب لمثل هذا العمل، وقال إن العقوبات تعد أمرا غير جيد بعد كل هذا الانتظار الطويل والتقدم الذي أحرز في الحوار بين الأمم المتحدة والخرطوم.

من جهته عبر مساعد مندوب الصين لدى الأمم المتحدة ليو جينمين عن الموقف نفسه، وقال إن من الأفضل عدم السير في هذا الاتجاه.

وأضاف أن أطرافا عدة التزمت بحوار مع الحكومة السودانية وتم التوصل لاتفاق على عملية دعم أممي للقوة الأفريقية، موضحا أن المرحلة المقبلة يجب أن تكون البدء بعملية انتشار القوة.

أما مندوب جنوب أفريقيا لدى الأمم المتحدة دوميساني كومالو فأعرب عن استغرابه لسعي الغربيين إلى فرض عقوبات في هذا الوقت بينما أحرز السودان تقدما كبيرا حول طلب الأمم المتحدة دعم قوة الاتحاد الأفريقي في دارفور.

وكان الرئيس الأميركي جورج بوش هدد الأربعاء السودان بعقوبات جديدة، في حين أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أن نقاشات بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي ستبدأ الخميس لإعداد مشروع قرار يقضي بفرض عقوبات على السودان بشان أزمة دارفور.


إيضاحات

"
 سفير السودان في الأمم المتحدة يصف الأنباء عن استخدام بلاده طائرات تحمل ألوان الأمم المتحدة لقصف دارفور بأنها ملفقة
"

من جهة أخرى ينتظر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إيضاحات من الحكومة السودانية حول المعلومات التي وردت في تقرير سري أكد أن السودان يستعمل طائرات تحمل بشكل مزور ألوان الأمم المتحدة لنقل أسلحة وقصف دارفور.

وقالت ميشال مونتاس المتحدثة باسم الأمين العام للمنظمة الدولية إن بان قلق جدا من هذه المعلومات التي في حال تأكدت ستثبت خرقا واضحا للقانون الدولي ومخالفة للوضع الدولي.

وعبر المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك عن قلقه من المعلومات التي وردت في التقرير، وقال إنه سبب قلق حقيقي حول تحركات الحكومة السودانية المخالفة للحظر المفروض على الأسلحة.

أما سفير بريطانيا إيمير جونز باري فرأى أن هذا التقرير يبرر ممارسة ضغوط على الحكومة السودانية وعلى المتمردين.

في المقابل وصف سفير السودان في الأمم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم محمد مضمون التقرير بأنه "ملفق"، موضحا أنه قدم احتجاجا لدى مؤسسات المنظمة الدولية ضد انتهاك سريتها.

المصدر : وكالات