بيان إدانة قرار الجامعة بشأن التفاوض مع إسرائيل

بيان صادر عن المؤتمرات الثلاثة: المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي والمؤتمر العام للأحزاب العربية

قرار الجامعة العربية يشكل نكوصاً إلى الوراء ويناقض التصريحات التي سبقت القمة

تلقى المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي والمؤتمر العام للأحزاب العربية بالصدمة والاستنكار قرار مجلس الجامعة العربية بتكليف مصر والأردن بمفاوضة أولمرت نيابة عن الجامعة العربية حول المبادرة العربية، الأمر الذي يعتبر في هذه المرة، تنازلاً تطبيعياً مجانياً من قبل الجامعة العربية لا جدوى منه، ولا معنى له غير مساعدة أولمرت كما سبق أن طلبت كوندوليزا رايس في اجتماعها بالرباعية العربية.

هذا القرار يمثل نكوصاً إلى الوراء ورهاناً على الحصان الخاسر، ويتناقض مع التصريحات المتواترة قبل القمة التي كانت تؤكد على رفض إعادة النظر في المبادرة، وينبع من ضعف وسوء تقدير للموقف وموازين القوى، فأولمرت أصبح بطة عرجاء، يعاني سكرات الاستقالة بعد هزيمة جيشه الميدانية في حرب الصيف الماضي في لبنان، وبعد فشله في تركيع الشعب الفلسطيني تحت الحصار والعدوان العسكري والاغتيالات، ومثله الرئيس الأميركي جورج بوش بعد إخفاقاته "الشرق أوسطية" ولاسيما تفاقم مأزق جيشه أمام المقاومة في العراق، فكلاهما آفل لا محالة فمن ذا يراهن على الآفلين.

لقد كنا في مؤتمراتنا الثلاثة تفاءلنا مع مغالبة للنفس، بإيجابية الخطوات التي سارت عليها السعودية مثل لقاء مكة، ودعم مصر لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، والمصالحة السعودية السورية، ودعم الحوار اللبناني اللبناني (فشل للأسف)، بل تفاءلنا خيراً حين أشير في اجتماعات القمة العربية في الرياض إلى احتلال العراق، والتحذير من مخاطر التدخلات الخارجية، والدعوة إلى تصفية الأجواء العربية ورأب الصدوع الداخلية ووأد الفتن لاسيما بين السنة والشيعة، واستعادة الدور العربي من خلال التضامن والتعاون العربيين، ولكن أن يصبح تفعيل المبادرة العربية بعد قمة الرياض، هو الشغل الشاغل لمجلس الجامعة العربية، فذلك ارتداد إلى الخلف بكل المقاييس، إن لم يكن إجهاضا لكل ما اعتبر خطوات إيجابية.

هذا وإذا كنا في مؤتمراتنا الثلاثة الممثلة لقطاع واسع من شعوبنا، لا نحب أن نعقد الأمل بإيجابية التوجه الجديد الذي أوحت به تلك الخطوات، فإننا نطالبكم بعدم الانجرار، تحت الضغوط أو الوهم، وراء عبثية تفعيل المبادرة العربية بدلا من الانكباب على معالجة الأوضاع العربية ونصرة فلسطين ولبنان والعراق والصومال والسودان. بل تشديد الخناق والعزلة على أولمرت وبوش بسبب ما ارتكباه من جرائم وما خلفاه من تدهور في الوضع العربي راح يتهدد كل أقطارنا بلا استثناء.

ومن هنا مرة أخرى ندعو مجلس الجامعة العربية إلى التوقف عن هذا المسار الخاطئ والفاشل الذي لا يزيد الوضع العربي إلا تدهوراً ويفاقم الهوة بين الأنظمة وشعوبها، ويقدم دعماً مجانياً للإرهاب الصهيوني، ويشجع التدخلات الخارجية والتمادي في طلب المزيد من التنازلات العربية، ويضيع فرصة سانحة للتقدم وليس للتراجع.

المصدر : الجزيرة