تنديد أممي وحقوقي بإعدام برزان والبندر

r_Supporters carry the Iraqi flag-draped coffins of Saddam Hussein's half-brother Barzan Ibrahim al-Tikriti (L) and former judge Awad Hamed al-Bander during a funeral

قوبل إعدام برزان التكريتي الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والرئيس السابق لمحكمة الثورة عواد حمد البندر، بتنديد دولي وحقوقي.
 
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن أسفه لتجاهل السلطات العراقية نداء وجهه والمفوضة العليا لحقوق الإنسان لويس أربور قبل أسبوع بعدم تنفيذ الحكم.
 
وانتقدت المتحدثة باسمه ميشال مونتا أمس تنفيذ الإعدام، وأشارت إلى أنه قد يؤدي إلى عرقلة إرساء العدالة في العراق.
 
كما قالت أربور إن إعدام برزان وعواد يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان الأساسية "بعد محاكمة وإجراءات استئناف لا تحترم مبادئ تطبيق العدالة".
 
ووصفت عملية الإعدام بأنها تصرف شنيع "قد يزيد من صعوبة الكشف التام في أحد الأيام عن جرائم رهيبة أيضا ارتكبت في العراق".
 
أميركيا أكد سفير واشنطن في بغداد زلماي خليل زاد أن ذلك كان مسألة عراقية بحتة لم يكن للأميركيين دور فيها. أما وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، وأثناء تصريحات بالأقصر في مصر، فأعربت عن خيبة أملها وقالت إن إعدامهما كان يمكن أن يكون بطريقة أفضل وبشكل "أكثر صونا للكرامة".
 
وأعرب متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني عن أسف بلاده، معتبرا أن التنفيذ لم يتم بشكل لائق.
 
كما أدان رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو ورئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي الإعدام، عقب محادثاتهما في روما. وأيد باروسو مساعي روما لاستصدار قرار أممي بحظر عقوبة الإعدام.
 
وأكد متحدث باسم الخارجية الفرنسية أن بلاده ستعمل مع شركائها الأوروبيين لفرض حظر دولي على هذه العقوبة.
 
كما أعربت كل من إسبانيا وإيرلندا عن أسفهما لتنفيذ الإعدام ببرزان والبندر، فيما دعا وزير الخارجية الايرلندي ديرموت أهيرن السلطات العراقية إلى وقف إصدار أحكام الإعدام.
 
وسارعت المنظمات الحقوقية للتنديد بالإعدام، وقال مدير قسم الشرق الأوسط بمنظمة العفو الدولية مالكوم سمارتس للجزيرة إن التنفيذ ما كان يجب أن يتم في هذا الظرف بالذات "لأن الرجلين لم ينالا محاكمة عادلة".
 
وذكر ريد برودي، المستشار القانوني لدى هيومن رايتس ووتش، أن المنظمة تعارض أصلا عقوبة الإعدام. وأضاف أن التنفيذ سيساعد على تكرار هذا الخطأ في المستقبل، مشيرا مجددا إلى أن صدام ومعاونيه لم يحصلوا على محاكمة عادلة ونزيهة مما أدى لزيادة التعاطف معهم.
 
تسجيل الإعدام
undefinedوعرض مسؤولون بالحكومة على الصحفيين فيلما يظهر عملية الإعدام ظهر فيه التكريتي والبندر يقفان جنبا إلى جنب بملابس السجن، قبل أن يقوم خمسة حراس ملثمون بلف حبل المشنقة حول رقبتيهما.
 
وبعد ذلك أظهر الشريط جثة البندر متدلية من حبل المشنقة، فيما ظهر رأس برزان مفصولا وعلى بعد عدة أمتار من الجثة.
 
وتعقيبا على ذلك اعتبر طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي أن إعدام برزان وعواد يسيء إلى مشروع المصالحة الوطنية. وقال سليم الجبوري النائب بالبرلمان إن مرض السرطان الذي كان يعاني منه برزان ربما أضعف جسمه، لكنه أكد أن لديهم شكوكا ويريدون سؤال خبراء وأطباء ما إذا كان من الممكن أن ينفصل الرأس عن الجسم.
 
وقد اختلفت ردود فعل الشارع العراقي، فبينما أعرب بعضهم عن فرحته بما حدث مثلما جرى في مدينة الصدر, رفض آخرون ذلك وأبدوا مخاوفهم من أن تكون له تداعيات سلبية.
 
تشييع ودفن

تغطية خاصة
تغطية خاصة

وقد شيع أهالي بلدة العوجة (قرب تكريت) جثماني برزان والبندر، حيث دفنا في حديقة خارج القاعة التي دفن فيها صدام.

 
وكان عبد الله جبارة نائب محافظ صلاح الدين قد تسلم الجثمانين بالقاعدة العسكرية الأميركية بتكريت بعد إعدامهما فجر الاثنين. ونقل الجثمانان في نعشين ملفوفين بالعلم العراقي بسيارة إلى العوجة حيث شيعهما أهالي البلدة والمناطق المحيطة بها.
 
وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ في مؤتمر صحفي ببغداد إن رأس برزان انفصل عن جسده لدى شنقه، وأضاف أن ذلك أمر نادر الحدوث مؤكدا أنه لم يسجل أي خرق أو هتاف أو تعرض المدانين لأي نوع من الإهانة.
المصدر : الجزيرة + وكالات