حركة أمل

إسم أمل هو اختصار لتعبير"أفواج المقاومة اللبنانية" .وهو الجناح العسكري لحركة المحرومين التي أسسها عام 1974في لبنان الإمام موسى الصدر كتنظيم سياسي للشيعة بالتعاون مع النائب حسين الحسيني.

وكان الهدف من تأسيس حركة المحرومين هو دعم قضايا الشيعة في لبنان.ويتلخص ذلك بتمثيلهم بشكل متكافئ في مؤسسات الدولة والحصول على نصيبهم من ثروات البلاد وتنمية مناطقهم ومعظمها في الجنوب وتحصينها ضد اعتداءات إسرائيل.

في بداية تأسيس الحركة رفض السيد موسى الصدر توريط حركة أمل في الحرب الأهلية في لبنان عام 1975، الأمر الذي قوض مصداقيتها في أعين الكثير من الشيعة الذين توجهوا لتأييد منظمة التحرير الفلسطينية أو الأحزاب اليسارية الأخرى.كما أن الحركة لم تحظ في بداياتها بشعبية تذكر نظرا لتأييدها التدخل السوري في لبنان عام 1976.

غير أن اختفاء زعيم الحركة بشكل غامض في ليبيا عام 1978أعاد الحركة إلى الواجهة ما جعل الإمام المفقود رمزا دينيا لا يختلف عن تغييب الإمام الثاني عشر عند الشيعة.

وساهم انتصار الثورة الإيرانية عام 1979في بروز أمل باعتبارها ممثلة لشيعة لبنان إلا أنها اصطدمت بنفوذ فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحلفائها من اليسار اللبناني ووقعت صدامات عدة بين الطرفين كانت تنهيها وساطة الرئيس السوري حافظ الأسد.

استقال الحسيني عام 1980من زعامة أمل ليخلفه المحامي الشاب نبيه بري.شارك بري خلال الاجتياح الإسرائيلي عام 1982في هيئة الإنقاذ الوطني التي شكلها حكم الرئيس الياس سركيس بالتعاون مع حلفائه في حزب الكتائب الذين شجعوا اجتياح إسرائيل للبنان.وكان ذلك سببا في انفضاض عدد من كوادر الحركة الذين شكل بعضهم لاحقا حزب الله.

عادت أمل إلى الواجهة عام 1985 بعد مشاركتها مع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وبدعم سوري في الانتفاضة على حكم الرئيس أمين الجميل المدعوم من الولايات المتحدة والغرب.حيث سيطر الحليفان على غرب بيروت وانضمت إليهما الألوية غير المسيحية في الجيش اللبناني.

وقد فتحت العلاقة مع سوريا وإسهامها في إسقاط اتفاق السلام مع إسرائيل المعروف باتفاق 17أيار الباب لأمل كي تهيمن على جزء كبير من مؤسسات الدولة.

واستطاع نبيه بري الذي دعم اتفاق الطائف أن ينتزع حيزا مهما من المناصب للشيعة وفقا للاتفاق.كما منحه الاتفاق والانتخابات التي تلته مكانة أهلته للبقاء في منصب رئيس مجلس النواب بشكل متواصل منذ عام 1992.

اعتبر ميثاق حركة أمل القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى لكن ذلك لم يمنع الحركة من خوض حرب على الفلسطينيين في لبنان بين أعوام 1985-1987 نيابة عن الرئيس السوري حافظ الأسد الذي كان على خلاف مع زعيم منظمة التحرير ياسر عرفات.

وزرعت حرب المخيمات كذلك بذرة أول انشقاق شيعي.ففي نهاية عام 1987 اندلع قتال بين حركة أمل وحزب الله على خلفية تعاطف الحزب مع الفلسطينيين.

ثم انخرط الزعيم الدرزي وليد جنبلاط مع أحزاب أخرى في قتال ضد حركة أمل انتهى بتصفية مواقعها في بيروت الأمر الذي استدعى تدخلا عسكريا سوريا أعاد دمشق لأول مرة إلى بيروت منذ انسحاب قواتها منها عام 1982.

المصدر : الجزيرة