دعا الرئيس العراقي السابق صدام حسين أثناء جلسة محاكمته في قضية الأنفال التي استؤنفت اليوم العرب والأكراد إلى التسامح والعفو والتصالح.
وقال صدام ردا على شاهد إثبات كردي سمع كلاما مفاده أن صدام وصف الأكراد بأنهم "مخربون" إن "أقرب الناس أساؤوا للرسول بينهم أعمامه لكنه عفا عنهم عندما فتح مكة والسيد المسيح طلب المغفرة لمن أساء إليه في محنته المعروفة".
وشكك صدام خلال المحاكمة بأقوال أحد الشهود الذي خلع قميصه ليظهر ندوبا قال إنها نتجت عن إصابته بالنار بناء على أوامر صدام.
وخصصت جلسة اليوم للاستماع للشهود، وقد بدا صدام حسين هادئا ومبتسما عند دخوله لقاعة المحكمة وهو يرتدي بزة سوداء.
وحضر جميع المتهمين، فيما واصلت هيئة الدفاع مقاطعتها للجلسة التي بدأتها قبل شهر احتجاجا على قرار الحكومة إبعاد القاضي السابق، وحضر الجلسة محامون كلفتهم المحكمة الاضطلاع بدور الدفاع.
وقرر القاضي محمد عريبي الخليفة رفع الجلسة إلى الأربعاء القادم. ويواجه صدام وستة متهمين آخرين تهما بالإبادة الجماعية لدورهم في حملة الأنفال العسكرية ضد الأكراد عام 1988 التي يقول الادعاء إن ما يصل إلى180 ألف كردي قتلوا خلالها كثيرون منهم بالغاز.
الدفاع واصل مقاطعته للجلسة احتجاجا على تغيير القاضي (الفرنسية-أرشيف)
الدجيل
ويأتي انعقاد جلسة الأنفال اليوم بعد يومين من صدور حكم الإعدام ضد صدام حسين، وهو الحكم الذي أثار انقساما واضحا في الموقفين الدولي والعراقي.
وفي أحدث ردود الفعل الدولية على الحكم أعرب رئيس الوزراء الماليزي السابق عن صدمته من الحكم، وقال "لا يحق لمحكمة أنشأها أعداء صدام محاكمته".
وبدورها رفضت الولايات المتحدة الاتهامات الموجهة لها بأنها تدخلت في صدور القرار، أو توقيته لغايات انتخابية، ومع ذلك فقد استغل الرئيس الأميركي هذا القرار لصالح حزبه عشية الانتخابات العامة واعتبره إنجازا للحزب.
عراقيا هدد حزب البعث العراقي المحظور ببيان اليوم بتكثيف هجماته على القوات الأميركية والمؤسسات العراقية والسفارات الأجنبية في حالة تطبيق حكم الإعدام ضد صدام.