عباس وشارون يعلنان الهدنة والفصائل تتمسك بشروطها

f_L TO R) Palestinian Prime Minister Mahmud Abbas, Jordanian King


انتهت القمة الرباعية التي عقدت في شرم الشيخ بإعلان كل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون وقفا لـ"أعمال العنف" ضد الطرف الآخر.

وقال عباس في كلمته أمام الجلسة العلنية للقمة اتفاقه مع شارون على "وقف كافة أعمال العنف ضد الفلسطينيين والإسرائيليين أينما كانوا". وأضاف عباس أن "الهدوء الذي ستشهده أراضينا ابتداء من اليوم هو بداية لحقبة جديدة للسلام والأمل".

واعتبر أن إعلان شرم الشيخ يمثل تنفيذا لأول بنود خارطة الطريق ووصفه بأنه "خطوة أساسية هامة توفر فرصة جديدة كي تستعيد عملية السلام مسارها وزخمها وكي يستعيد الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي الأمل والثقة في إمكانية تحقيق السلام".

لكن الرئيس الفلسطيني أقر باستمرار الخلافات بشأن قضايا الأسرى والمستوطنات والجدار العازل مشيرا إلى أن الاتفاق على وقف إطلاق النار يمثل بداية لتضييق هوة الخلاف بين الجانبين.


undefinedشروط إسرائيلية
من جهته كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي شروطه المتعلقة بضرورة توقف جميع عمليات المقاومة الفلسطينية لتوقف إسرائيل عملياتها العسكرية في كل مكان. وطالب شارون بأن يكون وقف ما أسماه بالعنف دائما وأن تتحرك السلطة الفلسطينية ضد ما وصفه بالإرهاب.

وأكد شارون أنه سيتم إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين في إطار ما أسماه بسلسلة تفاهمات مع الجانب الفلسطيني تحقق الهدوء والأمن للشعبين.

وأعلن أيضا إصراره على تنفيذ خطة الانسحاب من قطاع غزة معتبرا أنه إذا جاء التغيير الحقيقي وبشكل عملي من الجانب الفلسطيني فستكون خطة الفصل نقطة انطلاق جديدة لعملية يجري تنسيقها للبدء في تنفيذ خارطة الطريق.

وفي تصريح للجزيرة قال رعنان غيسين مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إن اللقاء بين عباس و شارون كان وديا ووجه الأخير دعوة لرئيس السلطة لزيارة مزرعته في النقب التي قال إنها ليست الأولى.

وأوضح أن ما أسفر عنه اللقاء هو نية الطرفين كسر هوة الخلافات مؤكدا أن ما تم التوصل إليه لا يتضمن آليات محددة أو جدولا زمنيا ولكنه مجرد تفاهم يوقف فيه الفلسطينيون ما أسماه بجميع أشكال العنف لتوقف إسرائيل عملياتها العسكرية.

من جهته أكد وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث في تصريح لموفد الجزيرة إلى شرم الشيخ أن وقف إطلاق النار بدأ تطبيقه فعليا منذ عشرة أيام وأن القمة كرست الاتفاق.

وقد ترددت أنباء خلال القمة عن وقوع مشادة كلامية بين عباس وشارون خلال لقائهما الثنائي بسبب الخلاف على من تسميهم إسرائيل بالملاحقين وقضية الأسرى.


undefinedعودة السفيرين
وفي بداية الجلسة أشاد الرئيس مبارك بما أسماه الروح الإيجابية التي شهدتها قمة شرم الشيخ بين الجانبين وإصرارهما على تنفيذ الالتزامات المتبادلة واتخاذ الإجراءات المطلوبة لبناء الثقة وإحياء الأمل.

وفي أولى النتائج السياسية للقمة على المستوى الإقليمي أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحفي بشرم الشيخ أن مصر والأردن قررتا إعادة سفيريهما إلى إسرائيل.

وأكد وزير الخارجية الأردني هاني الملقي هذا النبأ في لقاء مع الجزيرة مشيرا إلى أن سحب السفيرين لم يؤد إلى وقف الاتصالات الدبلوماسية بين القاهرة وعمان وتل أبيب.

رد المقاومة
وقد أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أن وقف العمليات العسكرية المتبادل في قمة شرم الشيخ في مصر لا يعبر إلا عن موقف السلطة الفلسطينية مشددة على أنه لا هدنة مع إسرائيل دون "ثمن حقيقي".

"
الفصائل تتمسك بالضمانات الدولية وتنتقد إعلان عباس وقف إطلاق النار دون التشاور مسبقا على تفاصيل الاتفاق
"

وقال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مشير المصري إنه تم الاتفاق قبل القمة مع السلطة على أن يتم التشاور مع القوى والفصائل مسبقا قبل أي إعلان كهذا.

وأضاف في تصريح للجزيرة أن القمة لم تحمل جديدا لأن الموقف الإسرائيلي لم يتغير وقال إن الحركة لم تغير موقفها في أنه لا هدنة دون ثمن حقيقي مشيرا إلى أن إطلاق سراح الأسرى ووقف العدوان يتصدر قائمة الشروط للهدنة المقترحة.

وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش في تصريح للجزيرة نت أن عباس حمل للجانب الإسرائيلي شروط الفصائل لقبول الهدنة التي تشمل وقف كافة الاعتداءات على الشعب الفلسطيني وإطلاق سراح جميع الأسرى.

كما طالبت الفصائل القيادة الفلسطينية بالحصول على ضمانات دولية لتنفيذ أي تفاهمات مع إسرائيل. وبحسب القيادي في الجهاد فإنه إذا عاد عباس بموافقة على هذه الشروط فسيتفاوض مع الفصائل لتعلن من جانبها وقف إطلاق النار. وأكد البطش أن أي هدنة دون هذه الشروط لن تلتزم بها المقاومة الفلسطينية.

من جهتها أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد لقاء الوفد المصري الأمني في غزة برئاسة اللواء مصطفى البحيري أن مسألة وقف إطلاق النار دون ضمانات دولية والتزام إسرائيلي صريح تشكل ربحا للاحتلال.

المصدر : الجزيرة + وكالات