مقتل عشرة في إجلاء بالقوة للاجئين السودانيين بالقاهرة

A Sudanese man is beaten on the floor by Egyptian riot police during a forceful evacuation of thousands of Sudanese refugees on their third month protest outside UN offices in Cairo.


لقي عشرة سوادنيين مصرعهم وأصيب عشرون آخرون بجروح خلال مصادمات مع قوات الشرطة المصرية، التي دهمت متنزها عاما يعتصم فيه نحو 3500 سوداني منذ أكثر من شهرين في مسعى للسماح لهم ببدء حياة جديدة في الخارج.

وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها إن ثلاثين ضابطا وعنصرا من رجال الشرطة أصيبوا بجروح، خلال المصادمات التي جرت مع المعتصمين السودانيين، إثر رفض هؤلاء الانصياع لأوامر الشرطة بالصعود إلى الحافلات، لنقلهم إلى مقر آخر، تتوافر فيه خدمات صحية أفضل لهم على حد قول البيان.

وقال شهود عيان إن من بين القتلى السودانيين طفلة عمرها أربع سنوات، كما أصيب عدد آخر من النساء والأطفال خلال المصادمات، وقد استخدمت الشرطة مدافع المياه في الساعات الأولى من الصباح لتفريق اللاجئين، كما حاصرت المكان منذ ساعات الصباح الأولى، ومنعت أي شخص من الدخول إليه أو الخروج منه.

وقال مراسل الجزيرة في القاهرة إن الشرطة تمكنت من فض الاعتصام بعد مصادمات عنيفة مع المعتصمين، وقامت بنقلهم إلى أحد المعسكرات الأمنية تمهيدا لنقلهم إلى جهة لم يتم تحديدها بعد.

التحرك المصري جاء بعد رفض مفوضية اللاجئين العليا طلبات المعتصمين بتأمين الهجرة لهم إلى أوروبا، وذلك لعدم انطباق شروط الهجرة عليهم، بعد التوصل إلى اتفاق سلام بين الجنوب والحكومة السودانية في يناير/كانون الثاني الماضي.

ونوه المراسل إلى أن المفوضية العليا تشترط وجود حرب أهلية أو أن تكون حياة الشخص مهددة بالخطر في بلاده لأسباب سياسية أو دينية أو عرقية أو غير ذلك للحصول على اللجوء السياسي، منوها إلى أن أيا من هذه الشروط لا تنطبق على المعتصمين السودانيين.

تحذير
undefinedوأشار المراسل إلى أن وزارة الصحة المصرية كانت قد حذرت من انتشار الأوبئة في مكان الاعتصام، الذي يفتقر لكثير من المرافق والخدمات الصحية، التي لا تكفي لسد حاجة عدد المعتصمين.

وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إنها مستعدة لتقديم المزيد من المساعدة للسودانيين في مصر الفارين من الصراع في بلدهم، لكنها لا يمكنها أن ترتب إعادة توطينهم جميعا في بلد آخر.

وأكدت المتحدثة باسم المفوضية أن المفوضية على اتصال مع السلطات المصرية بشأن المحتجين، مشيرة إلى أنها أبلغت السلطات المصرية بضرورة معالجة الوضع بشكل سلمي، وأوضحت أن السلطات المصرية لم تبلغ المفوضية في اجتماع عقد صباح أمس الخميس أنها ستحاول نقل المحتجين إلى السودان.

يذكر أن الحرب الأهلية التي استمرت في السودان بين الشمال والجنوب نحو 21 عاما تسببت في تشريد نحو أربعة ملايين شخص، كما أدى صراع منفصل في منطقة دار فور غربي البلاد إلى تهجير مليوني سوداني آخر.

ورغم انتهاء حرب الشمال والجنوب، فإن كثيرا من المهاجرين السودانيين يقولون إنهم لا يأمنون العودة لبلادهم، واصفين اتفاق السلام بأنه هش.

المصدر : الجزيرة + وكالات