وزراء أمل وحزب الله يعلقون عضويتهم بالحكومة اللبنانية

علق وزراء حركة أمل وحزب الله الشيعيين مساء الاثنين مشاركتهم في الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة بسبب تصويت مجلس الوزراء على قرار يطلب تشكيل محكمة دولية لمقاضاة المسؤولين عن سلسلة الاغتيالات التي شهدها لبنان.

وكان السنيورة قد طلب اجتماع عاجلا لمجلس الوزراء بعد ساعات من اغتيال النائب والإعلامي اللبناني جبران تويني بانفجار عنيف هز بيروت الشرقية ذات الأغلبية المسيحية صباح الاثنين، وقررت على أثره دعوة مجلس الأمن للنظر في حادث الاغتيال.

يأتي ذلك في وقت توالت فيه ردود الفعل الدولية المنددة باغتيال تويني، وقال مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة إن مجلس الأمن سيبحث الليلة الوضع في لبنان إثر عملية الاغتيال.

وقال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في بيان للصحفيين إنه سيبادر إلى مطالبة مجلس الأمن بالنظر في كل قضايا الاغتيالات والتفجيرات التي هزت لبنان وليس فقط حادث اغتيال تويني, مشيرا إلى أن بيروت ستطلب أيضا اتخاذ الإجراءات اللازمة لتشكيل محكمة دولية خاصة للتحقيق في هذه القضية.
 
كما أشار السنيورة إلى أنه التقى في وقت سابق السفراء العرب وممثلي الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن, وبعث برسائل إلى كوفي أنان والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى يدعو فيها إلى مساندة الشعب اللبناني.
 
وشدد السنيورة على أن التفجيرات المتوالية تجاوزت حدود الاستهداف الشخصي إلى مصير الشعب اللبناني, قائلا "إن المجرمين ماضون في قتلنا واحدا بعد الآخر ولن نرضخ".
 
وكان وزير الاتصالات اللبناني مروان حمادة قد هدد في وقت سابق بالانسحاب من الحكومة إذا لم يتبن مجلس الوزراء طلب إنشاء محكمة دولية في اغتيال تويني وكل القضايا السابقة بما فيها اغتيال الحريري.
 
من جانبه قال الرئيس اللبناني إميل لحود إن لبنان يقف على مفترق طرق يخطط له من وصفهم بالمتآمرين على وحدته ومستقبله ومصيره. وقال بعد ساعات من اغتيال تويني إن كلمات الشجب وعبارات الإدانة لم تعد تعكس حقيقة مشاعر اللبنانيين.
 
سوريا تدين

undefinedوقد سارعت سوريا لإدانة اغتيال تويني, وقال بيان رسمي نقلته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن توقيت الانفجار الذي وقع في بيروت الاثنين يدل على نية لإلحاق الضرر بسمعة دمشق.
 
وأعرب البيان عن "ألم سوريا لحوادث التفجير والاغتيال المدانة التي تستهدف أمن لبنان واستقراره والسلم الأهلي في ربوعه", مؤكدا أن "من يقف وراء هذه التفجيرات هم أعداء لبنان".
 
من جانبه اتهم وزير الإعلام السوري مهدي دخل الله ما وصفه بـ"التدخل الأجنبي" في لبنان بزعزعة السلام فيه. وأكد الوزير السوري في تصريحات صحفية أن سوريا "تدين أعمال الإرهاب ولا توافق على هذه الوسيلة بغض النظر عن الاختلاف السياسي مع هذا الشخص أو ذاك".
 
وتزامن اغتيال تويني مع تقديم تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري القاضي الألماني ديتليف ميليس إلى كوفي أنان على أن يجتمع مجلس الأمن الثلاثاء لمناقشته.
 
في هذه الأثناء تبنت جماعة مجهولة تطلق على نفسها اسم "المناضلون من أجل وحدة وحرية الشام" مسؤولية اغتيال تويني.
 
الموقف الدولي
undefinedوقد تواصلت ردود التنديد الدولي بالحادث واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة "أن الجريمة ارتكبت بدم بارد"، داعيا إلى إحالة المنفذين والمحرضين على هذا الهجوم وهجمات أخرى إلى العدالة للتحقق من وضع حد لإفلاتهم من العقاب.
 
كما أدانت الولايات المتحدة بشدة اغتيال تويني ووصفت الحادث بأنه عمل جبان. وطالب المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان بتطبيق قرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى إنهاء التدخل السوري في لبنان.
 
وأدانت الرئاسة البريطانية للاتحاد الأوروبي في بروكسل الاغتيال الذي أودى بحياة تويني، وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد قلق للغاية لهذا الهجوم الأخير في سلسلة استهدفت من وصفهم بأنصار الديمقراطية اللبنانية
 
من جانبه أدان الرئيس الفرنسي جاك شيراك اغتيال النائب جبران تويني، معتبرا أنها "جريمة" تثير الروع والاستنكار". وأكد شيراك في رسالة إلى أرملة تويني أن "لبنان ليس وحده" وأن "مقتل جبران تويني هو فرصة لنا لكي نضاعف الجهود لضمان تطبيق كافة قرارات مجلس الأمن بشكل تام".
 
كما أدان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير "بحزم شديد" اغتيال تويني, معتبرا أن هذه الجريمة تهدف إلى "نسف" عملية قيام لبنان حر ومستقل.
المصدر : الجزيرة + وكالات