غارة إسرائيلية جديدة على لبنان بعد اشتباكات الجنوب

شنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية غارة على مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان فجر اليوم بعد فترة وجيزة من مواجهة عنيفة بين المقاومة الإسلامية الذراع العسكري لحزب الله وبين جيش الاحتلال الإسرائيلي، في القسم اللبناني من بلدة الغجر.

وقالت مصادر دبلوماسية إن خلافا بين الولايات المتحدة والجزائر حال دون الاتفاق على مسودة بيان أعدته فرنسا ويدين تبادل القصف الذي بدأه حزب الله -حسب زعم المسودة- إضافة إلى الانتهاكات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية.
وقالت تلك المصادر إن الجزائر وهي العضو العربي الوحيد في المجلس المكون من 15 عضوا رفضت إلقاء اللوم على حزب الله وحده في التصعيد الذي جرى.
من ناحية ثانية أجرى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة اتصالات مع سفيري الولايات المتحدة وفرنسا في بيروت في محاولة لوضع حد للتصعيد في الجنوب إثر القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله.
وقال مصدر حكومي لبناني إن السنيورة اتصل كذلك بقائد قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان (فينول) آلان بللغريني ومندوب الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسن وقيادة حزب الله.
تبادل الاتهامات
وسارعت الولايات المتحدة لإدانة حزب الله عقب المعارك ودعت إسرائيل إلى ضبط النفس. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شين مكورماك في مؤتمر صحفي بواشنطن إن لإسرائيل الحق في الرد على هجمات حزب الله، ولكنه دعاها لتجنب ردود الفعل التي تؤدي إلى تصعيد التوتر.
وأكد مكورماك أن واشنطن أكدت للحكومة اللبنانية أهمية ضبط الوضع بالجنوب، مشيرا إلى أن الهجوم يظهر ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 الداعي لنزع سلاح المليشيات في لبنان.
من جانبها اتهمت الحكومة اللبنانية إسرائيل بالتسبب في المواجهات، وربط وزير الخارجية اللبنانية فوزي صلوخ هذا التصعيد بالصعوبات الداخلية التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون الذي أعلن أمس تشكيل حزب جديد وحل البرلمان تمهيدا لإجراء انتخابات مبكرة.
وقال مسؤول حزب الله في الجنوب نبيل قاووق للجزيرة إن حكومة شارون تحاول من خلال التصعيد مع لبنان التغطية على أزمتها الداخلية ممتدحا رد الجيش اللبناني على قصف الطائرات الإسرائيلية.
ولكن وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز قال إن الضغوط الدولية على سوريا وإيران هي السبب في التصعيد الذي شهدته الحدود بين إسرائيل ولبنان.
وقال موفاز عقب اجتماع لتقييم الموقف إن انتشار القوات الإسرائيلية على الحدود الشمالية يحول دون أي محاولة يقوم بها حزب الله لاختطاف جنود إسرائيليين.
وأضاف أن القوات الإسرائيلية في المنطقة ستظل في حالة تأهب حتى الانتهاء من التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في فبراير/ شباط الماضي.