جمال سليم

undefinedولد جمال سليم في مدينة نابلس عام 1958، وبعد أن حصل على بكالوريوس الشريعة الإسلامية من الجامعة الأردنية عام 1982، عاد إلى فلسطين ليعمل مدرسا لمادة التربية الإسلامية في المدرسة الثانوية الإسلامية في نابلس، وسرعان ما امتد نشاطه داخل حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بعد تأسيسها في عام 1987، فاشتهر بخطاباته ومحاضراته في مسجد "معزوز" في مدينة نابلس.

وبعد أن اختير أمين سر لجنة التوعية الإسلامية وأمين سر رابطة علماء فلسطين في نابلس، أخذ يركز في لقاءاته الجماهيرية على دحض فكرة عدم قبول الإسلاميين للآخر، واختيارهم الديمقراطية خيارا تكتيكيا لا إستراتيجيا ومن كلماته في هذا الأمر: "إن الحركة الإسلامية تقف بكل ما أوتيت من قوة ضد الحكم الفردي الديكتاتوري والاستبداد السياسي وظلم الشعوب، وترفض أن تسير في ركاب أي ديكتاتور مستبد، وإن أظهر الود لها".

أبعد الشيخ جمال سليم مع بعض أفراد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى منطقة "مرج الزهور" عام 1992. وهناك -بالاشتراك مع أقرانه المبعدين- أصروا على تقديم نموذج ديمقراطي في الانتخابات التي أجريت لاختيار قيادة جماعية تتحدث باسمهم، مكونة من 17 عضوا، يعاد انتخابها مرة كل ثلاثة أشهر. وجرى أثناء فترة إبعادهم أكثر من أربع جولات انتخابية.

وبالرغم من صعوبة الإبعاد والحرمان من الوطن فإن هذه التجربة ظلت حية في قلبه وعقله، وعنها يقول: "إن الإبعاد يمثل ملحمة بطولية صمودية حقيقية لأولئك الذين مثلوا الشعب الفلسطيني، وأعطوا صورة للثبات والصبر والإيمان بحتمية العودة، رغم صور العقلية الهمجية للصهيونية البشعة، التي استهدفت تفريغ الأرض عبر سياساتها البائسة التي فشلت في إطفاء جذوة الانتفاضة".

قضية اللاجئين الفلسطينيين كانت من أهم القضايا التي شغلت جمال سليم بقوة قبل اغتياله، والتي اعتبرها "لب الصراع العربي الصهيوني، وتجسيدا لمأساة شعب، دُمّر من قراه أكثر من 530 قرية". واعتبرها "أطول جريمة ضد الإنسان الفلسطيني، وقضية متوارثة لا تموت طالما بقي فلسطينيون يتوالدون ويتناسلون".

ورفض سليم فكرة العودة الجزئية لبعض الفلسطينيين إلى مناطق السلطة الفلسطينية أو العودة الفردية للجيل الأول إلى فلسطين 48 كحل إنساني ضمن إطار جمع شمل العائلة، واعتبر هذه الأطروحات والدعوات "التفافا على حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم وأوطانهم".

وترأس الشيخ سليم العديد من اللجان والفاعليات، خاصة بعد اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر2000، وكان من الأعضاء المؤسسين للجنة "التنسيق الفصائلي" في محافظة نابلس، التي كان من أهم أهدافها تنسيق المواقف بين المقاومة الفلسطينية بمختلف تياراتها في الميدان.

اغتالته إسرائيل ظهر يوم الثلاثاء الذي وافق اليوم الأخير من شهر يوليو/تموز 2001 حينما استهدفت طائرة أميركية الصنع يقودها طيار إسرائيلي مكتبا كان يجلس فيه بصحبة الشيخ "جمال منصور" فاستشهد على الفور هو وصديقه الشيخ جمال منصور وصحفيان وطفلان كانوا جميعا في المبنى المستهدف.

المصدر : الجزيرة