هاربون من سندان حرب العراق إلى مطرقة مخيمات الأردن

ربما كانت البداية في فترة التهديدات الأميركية التي سبقت غزو العراق، لكن المخيمات المقامة على الحدود مع الأردن لم تشهد كثافة في الإقبال إلا في الفترة التي تلت سقوط بغداد وانهيار حكومة الرئيس العراقي صدام حسين.

ويوجد بجوار معبر الكرامة الأردني الحدودي مخيمان للفارين خوفا على حياتهم الأول للاجئين من ذوي الجنسيات المتعددة، وآخر أقيم لعناصر وعائلات منظمة مجاهدي خلق الإيرانية التي قادت معارضة مسلحة ضد الحكومة الإيرانية انطلاقا من الأراضي العراقية بالتفاهم مع الحكومة المنهارة.

والمخيمان مقامان بشكل متلاصق في المنطقة المحايدة بين الأردن والعراق يفصل بينهما حاجز بسيط وسط حراسة أمنية مشددة من قبل القوات الأمنية الأردنية ما يصعب على الصحفي مهمته.

وجاء إنشاء مخيم اللاجئين الإيرانيين حديثا بعدما رفضت السلطات الأردنية السماح للإيرانيين الذين غادروا العراق بعد سقوط حكم صدام حسين بدخول الأراضي الأردنية بعد التأكد من وجود دول أخرى تبدي استعدادا لاستقبالهم.

ويقول مسؤول في مركز الحدود الاردني إن القائمين على المخيم الإيراني منظمون ولهم متحدث باسمهم، ويأوي المخيم بعضا ممن كانوا موجودين في قواعد عسكرية في منطقة الرمادي وفي شرق بغداد. ويعتقد أن بين سكان المخيم شخصيات مسؤولة وهامة على مستوى قيادة المنظمة سياسيا أو عسكريا.

ويشرف على المخيم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهيئة الخيرية الهاشمية.

وتتوفر في المخيم الإيراني خدمات مميزة لا تتوفر في المخيم الآخر الذي خلا إلا من المضطرين وخاصة الفلسطينيين من حملة وثائق السفر.

undefined

وتمنع سلطات الأمن دخول المخيمين المتجاورين ومقابلة اللاجئين إليهما.

لكن شخصا تمكن من مغادرة مخيم اللاجئين غير الإيرانيين طلب عدم ذكر اسمه قال إن مخيمهم يفتقر للخدمات الأساسية، إذ يشكو من شح المواد الغذائية ومياه الشرب ونقص البطانيات والأغطية والإضاءة، كما تغمر المخيم النفايات والروائح الكريهة.

ويقول المتحدث إن مندوبي وكالات الإغاثة الإنسانية يوفرون لمخيم مجاهدي خلق الخدمات الضرورية وحتى الكمالية.

وأكد عامل في المركز الحدودي الأردني هذه الأوضاع، مشيرا إلى أن السلطات الأردنية طلبت من الصليب الأحمر ووكالات الإغاثة الدولية الإنسانية أن لا تميز في الخدمات المقدمة للمخيمين.
ـــــــــــــــ
موفد الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة