الأسد ومبارك يدعوان لإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار

دعا الرئيسان السوري بشار الأسد والمصري حسني مبارك إلى إزالة كل أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا الترسانة الإسرائيلية.

وجاءت دعوة الرئيسين في بيان مشترك صدر في ختام محادثاتهما التي جرت بشرم الشيخ على البحر الأحمر أمس الأربعاء.

وجاء في البيان الذي تلاه وزير الإعلام المصري صفوت الشريف أن الرئيسين "أكدا أن تطورات الأحداث الجارية في المنطقة تثبت الحاجة إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل تشمل جميع دول المنطقة بما في ذلك إسرائيل".

وأضاف "في هذا الإطار أكد الرئيسان على دعوتهما لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل والعمل المشترك بين البلدين لتحقيق هذا الهدف في إطار الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية المعنية".

وتأتي قمة الرئيسين المصري والسوري عقب قرار ليبيا الجمعة الماضي التخلي عن كل برامج وأسلحة الدمار الشامل لديها.

وأعلن أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري أن على إسرائيل أن تتعاون من أجل إزالة أسلحة الدمار الشامل "كغيرها من دول المنطقة". وقال الباز متحدثا إلى المراسلين "لا يمكن أن تتم عملية إخلاء المنطقة من تلك الأسلحة بشكل أحادي الجانب لأن هذا يعني أن يحدث إخلال خطير بالأمن والتوازن الإستراتيجي بين الجانبين العربي والإسرائيلي".

وتعليقا على دعوة الزعيم الليبي معمر القذافي لسوريا بأن تحذو حذو ليبيا بشأن أسلحة الدمار الشامل، قال الباز "لسنا هنا في موقع الحكم على أي مبادرات فكل دولة تعرف طريقها والظروف المحيطة بها وكون أن جميع الدول العربية تتجه إلى إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل فهذا أمر محمود من شأنه أن يزيد الضغوط على إسرائيل لتفعل الشيء نفسه".

وحول ما إذا كانت سوريا قد أصبحت أمام خيارين أحدهما خيار صدام والآخر خيار القذافي، قال الباز إن لكل دولة سياستها وظروفها وتوجهاتها وسوريا لا تعتقد أنها في مأزق إطلاقا وهي ليست في قفص الاتهام.

وكان وزير الخارجية الأميركي كولن باول دعا مساء أمس الثلاثاء طهران ودمشق وبيونغ يانغ إلى أن تحذو حذو طرابلس في التخلي عن أسلحة الدمار الشامل.

وبحث الرئيسان أيضا الوضع في العراق وشددا كما جاء في البيان على أهمية الحفاظ على استقلال العراق واستقراره ووحدته وعودة السيادة الكاملة لشعبه وسيطرته على مقدراته وتمكينه من حكم نفسه بنفسه وفقا لبرنامج زمني محدد.

وكان الأسد قد وصل اليوم إلى شرم الشيخ في زيارة قصيرة أجرى خلالها محادثات مع مبارك، في وقت تتزايد فيه تكهنات بتصاعد الضغوط الأميركية على دمشق لكي تتخلى كما فعلت ليبيا عن أي برامج لأسلحة دمار شامل قد تكون لديها.

ويقول محللون إنه بعد تخلي ليبيا عن برامج تطوير أسلحة الدمار الشامل فإن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش ستحول الانتباه على الأرجح تجاه سوريا التي اتهمها مسؤولون أميركيون بأنها تسعى إلى إنتاج أسلحة كيماوية وبيولوجية.

وتتخذ مصر مواقف مؤيدة لسوريا في مطالبتها بأن تكون إسرائيل ضمن عملية لإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل.

وحول عملية السلام في الشرق الأوسط، قال البيان إن الرئيسين استعرضا التطورات الأخيرة على المستويين الدولي والإقليمي بدءا بالتطورات التي تمر بها المنطقة والاتصالات الجارية لاستئناف عملية السلام على المسارات المختلفة.

وكانت محادثات سلام قد جرت بين سوريا وإسرائيل وفق مرجعية مؤتمر مدريد للسلام ولكنها انهارت قبل نحو أربع سنوات بسبب الخلاف على الوضع النهائي لمرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

المصدر : الجزيرة + وكالات