إسرائيل تصعد إهاناتها للفلسطينيين على الحواجز العسكرية


undefined

زادت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها المهينة للفلسطينيين على الحواجز العسكرية التي تحاصر القرى والمدن الفلسطينية. ولم يسلم الصحفيون أيضا من هذه الإجراءات.

وأنهت تلك القوات بعد ظهر اليوم احتجاز أعداد كبيرة من الفلسطينيين كانت قد أوقفتهم بين حاجزي المحكمة العسكرية والارتباط شمالي رام الله. وكان بين المحتجزين أطفال وشيوخ ونساء.

وتعرض المحتجزون للغازات المسيلة للدموع التي أطلقها الجنود الإسرائيليون عليهم وهم يقتربون من حاجز أمني في طريق عودتهم إلى قراهم في أطراف الخليل. وقد اعترض الجنود الإسرائيليون سبيل معظمهم وردوهم.

وقد صادر جنود الاحتلال الإسرائيلي كاميرا الجزيرة وشريط التصوير وهوية المصور مجدي بنورة، وذلك خلال التقاطه صوراً للوضع على الحاجز العسكري قرب مخيم قلنديا جنوبي رام الله. وكان الجنود قد تهجموا على المصور، رغم التقاط الصور خارج نطاق الحاجزالعسكري الذي يحتشد عنده مئات المواطنين وعشرات السيارات المسافرة بين القدس ورام الله.

وانسحب الجنود الإسرائيليون المدعومون بالمدرعات صباح اليوم بعد توغل استمر بضع ساعات في مدينتين خاضعتين للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بدعوى تعقب رجال المقاومة.

وكانت دبابات وناقلات جند مدرعة وسيارات جيب اقتحمت جنين في ساعة مبكرة من الصباح. وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن المروحيات الإسرائيلية أطلقت على جنين طلقات تحذيرية لم تسفر عن سقوط أي ضحايا، كما لم ترد أي معلومات عن اعتقال فلسطينيين.

undefinedوانسحبت القوات الإسرائيلية الغازية من جنين بعد خمس ساعات من عملية التوغل لكنها أبقت حصارا مشددا حول المدينة. وقال ناطق عسكري إسرائيلي إن التوغل في جنين جاء عقب تحذيرات بإعداد مقاتلين فلسطينيين في جنين لشن هجمات على أهداف إسرائيلية داخل الخط الأخضر.

كما توغلت دبابات وحاملات جنود مدعومة بالمروحيات الإسرائيلية في مدينة طولكرم في وقت متأخر من مساء الجمعة قبل أن تنسحب منها فجر اليوم.

وتعتقد سلطات الاحتلال أن عددا من منفذي الهجمات الفدائية على الأهداف الإسرائيلية في الضفة وإسرائيل قدموا من مدينتي جنين وطولكرم المحاذيتين للخط الأخضر الوهمي الفاصل بين إسرائيل والضفة الغربية.

محادثات السلام
وتأتي هذه التطورات مع إنهاء الإدارة الأميركية مشاوراتها بشأن خطة للسلام في الشرق الأوسط بعد أن استمعت أمس إلى كل من وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ووزير التعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث.

ويعكف الرئيس الأميركي جورج بوش في مزرعته هذا الأسبوع على وضع تصوره النهائي لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال إقامة دولتين تعيشان جنبا إلى جنب بأمان وسلام.

وتشارك مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس الرئيس بوش في مناقشة هذه الرؤية في وقت لاحق كما يشارك في دراسة هذه الرؤية وزير الدفاع دونالد رمسفيلد ونائبه بول ولفويتز إلى جانب وزير الخارجية كولن باول ومساعده لشؤون الشرق الأوسط وليام بيرنز.


undefined
واستبعدت مصادر صحفية إسرائيلية أن يحمل الخطاب المرتقب للرئيس الأميركي أي جديد، وقالت إن واشنطن طلبت من طرفي النزاع خفض سقف توقعاتهما من الخطاب الذي سيتضمن مطالبة السلطة الفلسطينية بتنفيذ إصلاحات جذرية وإعلانا بإيفاد باول إلى المنطقة للبحث في عقد المؤتمر الدولي للسلام, تمهيدا للتوصل إلى اتفاق مرحلي طويل الأمد يشمل إقامة دولة فلسطينية من دون رسم حدودها النهائية.

وكان وزير التعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث قال أمس إنه بحث مع وزير الخارجية الأميركي مسألة الجدول الزمني لإقامة الدولة الفلسطينية. وأوضح أن الجانب الفلسطيني يعتقد أن سنة واحدة للمفاوضات وأخرى لتطبيق الاتفاق ستكون مدة معقولة لتحقيق ذلك.

كما ألمح شعث إلى أن الفلسطينيين قد يقبلون بإعلان الدولة على الرغم من بقاء بعض أراضيها تحت الاحتلال في الوقت الراهن "وأن ذلك لا يعني أنها دولة مؤقتة".

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز قد أكد أمس أنه استأنف اتصالاته مع مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية, وقال إنها اتصالات أولية دون أن يكشف عن تفاصيلها.



undefinedجدار أمني
وفي سياق متصل أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر أمس أن العمل على إقامة جدار أمني على طول الخط الأخضر الوهمي الفاصل بين إسرائيل والضفة الغربية سيبدأ غدا الأحد.

وقال بن إليعازر إن الهدف هو منع تسلل منفذي العمليات الفدائية, موضحا أن المرحلة الأولى تتضمن إقامة سياج بطول 120 كلم على ثلث الخط الأخضر البالغ طوله أكثر من 300 كلم. وتضم الحواجز خنادق وجدرانا مجهزة بأنظمة مراقبة إلكترونية, على أن ينتهي بناؤها في غضون ستة أشهر.

وقالت السلطة الفلسطينية من جانبها إن من شأن سياسة العزل والكانتونات التي تسعى إسرائيل لفرضها أن تزيد التوتر. وقال نبيل أبو ردينة مستشار عرفات إنه من غير المسموح به إقامة جدران أمنية كحدود غير حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.

المصدر : الجزيرة + وكالات