إسرائيل

undefined

وافق الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان على طلب إسرائيل تأجيل مهمة لجنة تقصي الحقائق التي كان من المقرر أن تتوجه إلى مخيم جنين للاجئين للتوصل إلى معرفة ما حصل فيه من ممارسات إسرائيلية.

وأعلنت إسرائيل أنها لن تسمح لبعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بالوصول إلى مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين بالضفة الغربية ما لم تضم البعثة أيضا عسكريين وخبراء في مكافحة الإرهاب. ورد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بالقول بان البعثة ربما يجري توسيعها "إذا اقتضت الضرورة" لكنه توقع تأجيلا قصيرا لمهمة البعثة التي يريدها أن تصل إلى المنطقة بحلول يوم السبت المقبل.

وقال ممثل السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة ناصر القدوة في اتصال مع الجزيرة إن أنان قبل التأجيل لمدة 48 ساعة، لكنه رفض بحث تركيبة الفريق والتكليف الذي يعمل به. وأشار إلى أن الموقف الإسرائيلي يستهدف ابتزاز الأمين العام للأمم المتحدة بهدف مواصلة عملية إخفاء أدلة الفظائع التي ارتكبت في جنين.

undefinedوعلى الصعيد نفسه طالب مجلس الأمن الدولي في اجتماعه الليلة الماضية إسرائيل بعدم إلحاق أي أذى بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، معربا عن قلقه حيال سلامته الجسدية, وفقا لما أعلنه الرئيس الحالي للمجلس مندوب روسيا سيرغي لافروف.

وفي إعلان تلاه الدبلوماسي الروسي, أعرب المجلس عن قلقه البالغ للوضع في مقر قيادة عرفات في رام الله وطالب برفع الحصار عنه حتى يستعيد حرية التنقل والقيام بمهامه.

وكان متحدث باسم القيادة الفلسطينية قال إن انفجارا قويا وقع مساء أمس داخل مبنى السجن الملاصق لمقر عرفات، ولم يكن داخل السجن أحد وقت وقوع الانفجار.

عقبات أمام المهمة
وأعلن مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة في وقت سابق الليلة الماضية أن تل أبيب طلبت من الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان تأجيل إرسال لجنة تقصي الحقائق التي يرأسها رئيس فلندا السابق مارتي أتيساري إلى مخيم جنين للاجئين.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية مساء أمس أن الحكومة الإسرائيلية قررت سحب موافقتها السماح للجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة بزيارة مخيم جنين للاجئين.

وقال مسؤول إسرائيلي إن رئيس الوزراء أرييل شارون ووزير الدفاع بنيامين بن إليعازر علقا موافقتهما على اللجنة بسبب انحياز بعض أعضائها المسبق ضد إسرائيل, وقال المسؤول إن إسرائيل غير راضية عن عدم وجود شخصية عسكرية في اللجنة.


undefined
وذكر مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تؤيد بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق إلى بلدة جنين بالضفة الغربية رغم إعلان إسرائيل سحب موافقتها على السماح للبعثة بالمضي قدما في مهمتها. والولايات المتحدة هي التي تبنت قرار مجلس الأمن الدولي الذي أنشأ البعثة يوم الجمعة الماضي.

وقال المسؤول الأميركي الذي طلب عدم ذكر اسمه "نحن الذين تبنينا ذلك ونريد أن يتم تنفيذه حسب ما ورد في النص … إننا نؤيد مبادرة الأمين العام".

وأضاف أن واشنطن تحاول معرفة حقائق الموقف الإسرائيلي من تل أبيب ومن الأمم المتحدة. وقال مسؤول أميركي آخر إن التحفظات الإسرائيلية "ربما تكون مجرد تهويش". وأوضح أن قرار الأمم المتحدة حدد أن هدف البعثة يجب أن يكون جمع معلومات دقيقة عن الوضع في جنين.

إدانة بريطانية
وقد أدانت بريطانيا القرار الإسرائيلي محذرة من أن تل أبيب تلحق بنفسها ضررا لا يمكن إصلاحه في أعين المجتمع الدولي.

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني بن برادشو لإذاعة بي بي سي إن القرار الإسرائيلي "سيكون أمرا بالغ الحماقة وآخر ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية في مجموعة من الأخطاء الكارثية". وأضاف "إذا لم يكن لدى إسرائيل ما تخفيه فلا عذر لهم على الإطلاق بعدم السماح لهذا الفريق بالمضي قدما".

وقال "إنه لأمر أساسي أن تدرك إسرائيل أنها لا تستطيع الاستمرار في تحدي المجموعة الدولية والرأي العام العالمي". وخلص الوزير البريطاني إلى القول إن "إسرائيل تستطيع منع هذا الفريق من القيام بعمله لكن ليس من صلاحية إسرائيل أن تقرر من هم الأعضاء الذين سيتشكل منهم".


undefinedوفد أوروبي في جنين
وعلى الصعيد ذاته اعتبر النائب فرنسيس وورتز الناطق باسم وفد من 19 برلمانيا أوروبيا زار الضفة الغربية أمس الثلاثاء أن اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين "يعتبر بحسب كافة الدلائل جريمة حرب".

وأوضح وورتز أن حضور الوفد البرلماني الأوروبي يهدف إلى إظهار أن الأغلبية في البرلمان الأوروبي والرأي العام الأوروبي يدينون بشدة سياسة شارون". وقال النائب الأوروبي إثر زيارة الوفد المشكل من 9 مجموعات برلمانية تمثل 10 دول أن الوضع غير مقبول بالمرة.

وأشار إلى أن المجتمع الدولي "لا يمكنه القبول بهذا الوضع وإلا فقد مصداقيته". وأضاف "أعتقد أن شارون مصيبة كبيرة على الشعب الفلسطيني والشعب الإسرائيلي, لقد وعد بالسلام والأمن وجلب الحرب وانعدام الأمن".

ويتهم الفلسطينيون والمنظمات الدولية قوات الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب ومجازر في مخيم جنين, مشيرين إلى سقوط مئات القتلى بينهم عشرات الضحايا قتلوا في إعدامات بالجملة, الأمر الذي تنفيه إسرائيل وتكرر أنها قتلت "عشرات" المقاتلين. وأدان أعضاء الوفد تباعا التدمير المنهجي للبنى التحتية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمأساة الإنسانية التي حلت بها مؤكدين خطورة الوضع, وأعلنوا تأييدهم إرسال قوة فصل.

undefinedوأدان الوفد أيضا اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية مروان البرغوثي واعتبرته "غير شرعي".

وتتهم إسرائيل البرغوثي وهو أيضا عضو المجلس التشريعي الفلسطيني بالوقوف وراء عدد من الهجمات التي يشنها فلسطينيون في إسرائيل.

وكان البرلمان الأوروبي صوت في بداية الشهر الحالي لصالح قرار يدعو إلى تعليق العمل باتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل وإرسال قوة فصل دولية بإشراف الأمم المتحدة.

المصدر : الجزيرة + وكالات