أفغاني

قتل 15 مدنيا على الأقل في العاصمة الأفغانية كابل إثر إصابة منطقة سكنية بصاروخ أميركي. في غضون ذلك استعد آلاف من المسلحين الباكستانيين للعبور إلى أفغانستان للانضمام إلى قوات طالبان في حربها مع الولايات المتحدة وأعلنت السلطات الباكستانية أنها لن تمنعهم من العبور.

وأفاد شهود عيان أن 15 شخصا على الأقل قتلوا بينهم ثمانية أطفال قتلوا في كابل إثر إصابة ثلاثة منازل في العاصمة الأفغانية بصاروخ أميركي. وأصاب الصاروخ حي شار قلعة حسب وقالت الأنباء إن ثمانية أشخاص من عائلة واحدة هم الأب والأم وستة أطفال قتلوا في القصف. قال مواطن أفغاني إنه سمع هدير طائرة فخرج لاستطلاع الأمر عندما تعرض منزله للقصف ففقد اثنين من أولاده الأربعة.

وأفاد مراسل الجزيرة أن البحث لايزال جاريا عن مفقودين تحت الأنقاض. وأضاف المراسل أن القصف الأميركي استمر طوال ليلة أمس مستهدفا مواقع يعتقد بأنها خطوط خلفية لحركة طالبان.

وحلقت طائرة أميركية في أجواء كابل في الساعة الرابعة بتوقيت غرينيتش من صباح اليوم وألقت صاروخا سقط في المدينة، وهو الصاروخ الثالث الذي يصيب العاصمة الأفغانية اليوم.

وقد تصدت المضادات الأرضية الأفغانية للطائرات المغيرة من عدة جهات لكنها لم تستطع تهديدها. ونقل المراسل عن أفراد من طالبان أن المناطق التي هوجمت هي ثكنات مهجورة كانت توجد فيها بعض الأسلحة الثقيلة التي تم نشرها في أماكن أخرى.

قصف قندهار
في قندهار ذكر موفد الجزيرة أن المدينة تعرضت لقصف عنيف ظهر اليوم أصاب أهدافا متعددة شملت المطار ومحيط المدينة والقرى المجاورة دون التبليغ عن وقوع ضحايا.

وأضاف أن مسؤولين في طالبان أبلغوه أنهم تمكنوا من اعتقال الرائد المتقاعد مظهر أيوب خان الباكستاني الأصل والحاصل على الجنسية الأميركية، وهو يعمل في هيئة إغاثية، وقد اعتقل في منطقة أديش الأفغانية الحدودية ووجهت له تهمة التسلل إلى داخل أفغانستان وأن الأميركيين جندوه تحت ستار عمله الإغاثي لتقصي أحوال النازحين والتغلغل في البلاد. ولايزال أيوب خان رهن الاعتقال.

في هذه الأثناء أعلن الملا محمد عمر في مقابلة معه نشرتها صحيفة (ليوم)أن المعركة الحقيقية في أفغانستان لم تبدأ وتعهد بتلقين الأميركيين درسا اشد مرارة من الذي لقيه الروس.

ونفى الملا عمر مقتل أو إصابة أعضاء من عائلته أو قادة في طالبان في الضربات الأميركية مؤكدا في الوقت نفسه إصابة منزله. وجدد الملا عمر استعداد طالبان لمحاكمة أسامة بن لادن داخل أفغانستان أو في ثلاث دول عربية بحضور مراقبين من منظمة المؤتمر الإسلامي والدول الغربية في حال تلقى طالبان لأدلة مؤكدة تثبت تورطه في الهجمات على الولايات المتحدة.

المسلحون الباكستانيون
علي صعيد آخر استعد آلاف من المسلحين للعبور من باكستان إلى أفغانستان اليوم للانضمام إلى طالبان في حربها مع الولايات المتحدة وحلفائها. وتجمع الحشد الكبير من الباكستانيين والأفغان المنفيين في بلدة لاغاري الصغيرة الواقعة على بعد نحو ستة كيلومترات من الحدود حاملين أسلحة تتراوح بين بنادق قديمة إلى مدافع الرشاشة الحديثة.

ولم يكن هناك أي تواجد للشرطة أو الجيش الباكستاني في لاغاري اليوم وقال مسؤول محلي إن السلطات لا تعتزم اعتقال صوفي محمد زعيم أحد الاحزاب الاسلامية والذي يقود المقاتلين.

وأوضح المسؤول أن السلطات في لاغاري لا تعتزم أيضا منع المسحلين من العبور إلى أفغانستان لأن الناس يتحركون من الجانبين من خلال هذه المعابر الحدودية غير الرسمية منذ قرون. ويتراوح عدد المقاتلين الباكستاانيين بين عشرة و12 ألفا بينما تقول السلطات إن العدد الرسمي 3500 وإنهم أرسلوا وفدا إلى أفغانستان لمقابلة مسؤولي طالبان.

تهديدات الجماعات الباكستانية
وفي سياق متصل أطلقت اليوم تهديدات بالقتل ضد أنصار ملك افغانستان السابق ظاهر شاه في منطقة وزيرستان القبلية الواقعة في شمال غرب باكستان على الحدود مع أفغانستان.

وحذر بيان مشترك نشرته مجموعتان باكستانيتان مواليتان لطالبان- حركة النجونان وجمعية طلاب الاسلام- من أن كل شخص يعمل لعودة الملك السابق أو يشارك في الجهود للإطاحة بحكومة طالبان سيقتل وسيحرق منزله وستطرد عائلته من المنطقة.

ونشر البيان خلال تجمع عقد في بلدة ماكين ضم ما بين سبعة إلى ثمانية آلاف شخص.وأطلق المتظاهرون هتافات معادية للولايات المتحدة والرئيس الباكستاني برويز مشرف بسبب دعمه الحملة العسكرية الأميركية.

تصريحات شرودر والإبراهيمي
وعلى صعيد الجهود السياسية أعلن المستشار الألماني غيرهارد شرودر أن أي حكومة تخلف طالبان في أفغانستان ستحتاج لحماية الأمم المتحدة. وفي مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف في إسلام آباد قال شرودر إن مقتل المدنيين في حملة القصف الأميركي الحالية لأفغانستان أمر مؤسف.

إلا أنه عارض أي تهدئة للهجمات حتى تتم الإطاحة بطالبان التي تأوي أسامة بن لادن .وردا على سؤال بشأن وقف قصير لعملية القصف للسماح بتقديم المساعدات الإنسانية أو لمراعاة اقتراب شهر رمضان قال شردور"أعتقد أننا إذا علقنا العمل العسكري في هذا الوقت فان ذلك سيجعل عملية التوصل إلى حل سياسي أكثر صعوبة".

وأوضح شرودر أنه في الوقت الذي تستمر فيه الحملة العسكرية فان الحكومات الأجنبية يجب أن تمضي قدما في التخطيط لمواجهة الوضع الإنساني المتردي والبحث عن حكومة جديدة في أفغانستان الانسانية للبلاد.

في هذه الأثناء بدأ مبعوث الأمم المتحدة لأفغانستان الأخضر الإبراهيمي زيارته لباكستان لمناقشة الباكستانيين والأفغان حول إمكانية تشكيل حكومة شاملة لكل الطوائف تحل محل طالبان.إلا أن الإبراهيمي أعرب صراحة عن شكوكه إزاء مقترحات بإرسال قوة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة إلى أفغانستان بعد هزيمة طالبان أو تولي إدارة البلاد إلى حين تشكيل حكومة أفغانية جديدة.

أوضاع اللاجئين
وعلى صعيد الوضع الإنساني أعلنت وكالة الأنباء الأفغانية الإسلامية أن حركة طالبان أقامت ثلاثة مخيمات للاجئين قرب حدودهم مع باكستان لمساعدة المدنيين الأفغان الذين يفرون من الضربات الأميركية في منطقة قندهار جنوب شرقي البلاد.

وأوضح محمد عمر عمري المسؤول في طالبان للوكالة أنه تم نصب حوالى 700 خيمة في مدينة سبين بولداك قرب نقطة تشامان الحدودية على بعد حوالى 100 كلم شرقي قندهار معقل طالبان. وأضاف أن منظمات إسلامية وغيرها وفرت كافة أنواع المساعدات الإنسانية للاجئين الأفغان في هذه المنطقة.

وأكد محمد عمر عمري أن طالبان أنشأت لجنة خاصة مكلفة توزيع المساعدات الإنسانية للاجئين الأفغان.كما أعلنت المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة أنها أنشأت في باكستان بمحاذاة الحدود خمسة عشر مخيما كفيلا باستقبال 150 ألف لاجئ تحسبا لنزوح عدد هائل من الأفغان هربا من الضربات الأميركية.

وفي سياق متصل ناشد رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين رود لوبرز باكستان قبول اللاجئين الأفغان الذين تقطعت بهم السبل إثر فرارهم من الهجمات الجوية الأميركية . ودعا لوبرز أيضا باكستان إلى التوقف عن ترحيل الأفغان الذين يتسللون عبر الحدود. جاء ذلك خلال زيارة لوبرز إلى معبر تشامان الحدودي الواقع على بعد 106 كيلومترات جنوب غربي مدينة قندهار.

المصدر : غير معروف