لأنه هتف للقدس والشيخ جراح.. الاحتلال يعتدي على شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة

القدس المحتلة- أظهر مقطع مصور من حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة -عصر اليوم الاثنين- عناصر من قوات الاحتلال الإسرائيلي وهم يحاولون اعتقال شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، يدعى محمد مرشد العجلوني (25 عاما)، رغم صراخه وهلعه الشديدين، ومحاولة الأهالي للحيلولة دون اعتقاله وتوضيح وضعه الصحي.
تواصلت الجزيرة نت مع المسعف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، محمد دنون، الذي عالج العجلوني ميدانيا، والذي أكد أن أكثر من 5 جنود اجتمعوا حول الشاب واعتدوا عليه بالضرب المبرح، وجذبوه بقوة لاعتقاله، لكن إصرار الأهالي على حماية العجلوني وسحبه بعيدا عن الجنود حال دون ذلك.
"القسطل توثق بالفيديو لحظة اعتداء قوات الاحتلال على الفتى المقدسي محمد العجلوني في حي الشيخ جراح"#انقذوا_حي_الشيخ_جراح#SaveShaikhJarrah https://t.co/vbwuKotjDS
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) February 21, 2022
ويوضح دنون أن العجلوني نقل بعدها إلى مستشفى جمعية المقاصد الخيرية في قرية الطور المجاورة، بعد إصابته بحالة هلع وأوجاع في الرقبة والكتف، ثم غادر إلى البيت بعد التأكد من سلامته وإجراء الفحوصات اللازمة.
عبرت براءة العجلوني شقيقة الشاب -للجزيرة نت- عن صدمتها من المقطع المصور، واستهداف شاب أعزل من ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكدة أنه ما زال محمّر الوجه صامتا في حالة صدمة. وتضيف: "بيتنا في حي وادي الجوز، قريب جدا من حي الشيخ جراح، واعتاد محمد أن يخرج للصلاة، لكنه لا يجيب على هاتفه أحيانا، مما يزيد قلقنا، وعندما رأينا -عبر وسائل الإعلام- ما تعرض له حزنا كثيرا".
تربصوا به
ويفيد ملتقط المقطع المصور-فضل عدم نشر اسمه- الذي بث عبر شبكة القسطل الإخبارية بأن عريسا مقدسيا زار -عصر اليوم الاثنين- محيط منزل عائلة السعو المهددة بالإخلاء في الشيخ جراح، وقرر إقامة (زفّته) في الشيخ جراح، بمشاركة المعتصمين والأهالي الموجودين منذ أيام، لمساندة العائلات المهددة بالإخلاء.
وحسب شاهد عيان، فإن محمد العجلوني شارك في "الزفّة" بالهتافات الوطنية، وعندما هتف قائلا "خيبر خيبر يا يهود"، اغتاظ ضابط الشرطة الموجود وهدد باعتقاله أمام الموجودين، واستمر العجلوني بعدها في الاحتفال وظلت أعين الضابط تتربص به، رغم علمه بحالته الصحية.
انتهى الزفاف وتفرق الجمع، ووقف محمد جانبا ليستريح، حينها انقض عليه الضابط برفقة جنوده وحاولوا اعتقاله، فسارع الأهالي -رجالا ونساء- لسحبه وإنقاذه من بين أيديهم رغم اعتداء قوات الاحتلال عليهم ومحاولة تفريقهم، لكن رجلا احتضن العجلوني بقوة وسار به بعيدا عن أعين الضابط والجنود.
وجه مألوف
اشتهر محمد العجلوني بوجوده الدائم في المسجد الأقصى والأحداث الميدانية الساخنة في القدس رغم إصابته بمتلازمة داون. كما يحظى بشعبية واسعة بين المقدسيين، حتى غدا وجها مألوفا بينهم، بحضوره الشجاع وهتافاته القوية العالية.
العجلوني هو الأخ الثالث لـ6 إخوة، وتخرّج من مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة في القدس، حيث حرص والداه على تعليمه منذ صغره، ووفرا له مدرسين خصوصيين، وعلماه السباحة وركوب الخيل حتى أتقنهما. ويحب السفر والتجوال ويسافر كثيرا مع عائلته للاستجمام.
وكانت الجزيرة نت التقت العجلوني عامي 2019 و2020، وأعدت عنه تقريرين عن عشقه للأقصى وكيف هزم به متلازمة داون.