قداس بكنيسة صهيون.. الفنان كمال بلاطة يوارى الثرى بالقدس

كمال بلاطة
المؤرخ والأديب والفنان التشكيلي المقدسي كمال بلاطة (الجزيرة)


أسيل جندي-القدس المحتلة

ووري جثمان المؤرخ والأديب والفنان التشكيلي المقدسي كمال بُلّاطة الثرى اليوم في القدس المحتلة، بعد 16 يوما من وفاته في مدينة برلين الألمانية.

وأقيم قداس في كنيسة صهيون داخل أسوار البلدة القديمة على روحه ترأسه المطران عطا الله حنا، وحضره عدد من أقاربه وزوجته اللبنانية ليلى فرهود التي ارتبط بها قبل أربعة عقود وصممت على تنفيذ وصيته بدفنه في مدينة القدس التي حرم منها منذ احتلالها عام 1967.

ولد بُلّاطة في مدينة القدس عام 1942 وترعرع بها وغادرها عام 1967 إلى بيروت لافتتاح أحد معارضه الفنية ولم يتمكن من العودة لها بعد احتلالها.

 احتضن تراب القدس اليوم جسد المؤرخ والأديب والفنان التشكيلي المقدسي كمال بُلّاطة بعد ستة عشر يوما من وفاته في برلين (الجزيرة)
 احتضن تراب القدس اليوم جسد المؤرخ والأديب والفنان التشكيلي المقدسي كمال بُلّاطة بعد ستة عشر يوما من وفاته في برلين (الجزيرة)
ثم غادر منها إلى إيطاليا لإكمال تعليمه ومن هناك إلى أميركا التي عاش فيها لمدة 25 عاما، ثم انتقل إلى فرنسا وحصل على جنسيتها وعاش بها 14 عاما، وآخر محطاته كانت مدينة برلين في ألمانيا التي يعيش بها منذ سبعة أعوام.

تجربة كبيرة
تعلم بلاطة الرسم والتصوير في مرسم خليل حلبي بحي باب الخليل بالقدس، والتحق بأكاديمية الفنون الجميلة في روما وأكمل دراسته لاحقا في متحف الفنون الجميلة بواشنطن.

عاش في الولايات المتحدة وفرنسا والمغرب ولبنان، وحصل على منحة تفرغ لدراسة الفن الإسلامي بالمغرب من مؤسسة فولبرايت عام 1993.

أقام بلاطة معارض شخصية في مدن كثيرة حول العالم واشتهر برسم بعض أغلفة المجلات في بيروت، كم صدر لـه كتاب "استحضار المكان-دراسة في الفن التشكيلي الفلسطيني المعاصر" عام 2000 بتونس، واشتمل على 300 صورة لأعمال فنية لفنانين فلسطينيين.

زارها كغريب
زار القدس كسائح لأول مرة منذ منعه من دخولها بُعيد الحرب عام 1984، وقالت ابنة عمه تيري بلاطة التي حضرت مراسم الدفن إنه كان من المؤلم أن يزور كمال مدينته كغريب، وأثرت تلك الزيارة في نفسه بشكل عميق ولم يتمكن من العودة للقدس إلا بعد مرور عشرين عاما إذ كانت آخر زياراته لها عام 2003.

أوصى بلاطة بدفنه في مدينة القدس التي حرم منها منذ احتلالها عام 1967 (الجزيرة)
أوصى بلاطة بدفنه في مدينة القدس التي حرم منها منذ احتلالها عام 1967 (الجزيرة)
وأضافت تيري "غيبه الاحتلال قسرا عن مدينته التي انتمى إليها وها هو اليوم يعود لها يحتضن ثراها جسده، كانت إجراءات نقل الجثمان والدفن معقدة لكن ما يهمنا أن وصيته تحققت".

وفي كلمة ألقاها قبيل الدفن، قال المطران عطا الله حنا إنه التقى بالفنان الراحل في دول عدة، وكان أول سؤال يطرحه عليه كيف حال القدس؟ وتطرق المطران لحياة بُلاطة الغنية بالتجارب الثقافية المشرفة لكل فلسطيني.

في مقبرة صهيون المجاورة للكنيسة فُتح تابوت الفنان الراحل ورش رجال الدين وزوجته على جسده حفنات من تراب القدس، ثم أنزل التابوت في القبر الذي دُفنت فيه قبله جدته وابنة عمه، وغادر الجميع المقبرة وصوت تيري بُلاطة يتردد على مسامع من حولها قائلة "كمال سينام في حضن جدته هذه الليلة".

المصدر : الجزيرة