مدفع رمضان بالقدس.. حكاية عمرها 120 عاما مع عائلة صندوقة

يعتمد الكثيرون في البلدة القديمة بمدينة القدس ومحيطها على صوت مدفع يعود تاريخه إلى الحقبة العثمانية، لتحديد مواقيت الإفطار والسحور خلال شهر رمضان.

وينطلق صوت المدفع من مقبرة المجاهدين المقامة على تلة مرتفعة في شارع صلاح الدين، الذي يعتبر قلب المدينة التجاري خارج أسوار البلدة القديمة.

يقول رجائي صندوقة، المسؤول عن إطلاق المدفع، إن عائلته مسؤولة عن إطلاق مدفع رمضان منذ 120 عاما، وإنها كانت مسؤولية جده الحاج أمين، ومن بعده والده الحاج يحيى، قبل أن يتولى هو المسؤولية.

وكان صندوقة الجد يستخدم مدفعا عثمانيا، لكن في ستينيات القرن الماضي استبدلت الحكومة الأردنية المدفع العثماني بآخر يستخدم حاليا، في حين نُقل المدفع العثماني إلى المتحف الإسلامي في المسجد الأقصى، بحسب صندوقة.

ويوضح صندوقة أن فكرة استخدام المدفع لإعلام الناس بمواعيد الإفطار والسحور ظهرت في وقت لم تكن هناك مكبرات صوت، وأن المدفع المستخدم حاليا شبيه بالمدافع القديمة التي تستخدم في الحروب.

ويلفت إلى أن استخدام المدفع استمر حتى سنوات الثمانينيات من القرن الماضي، حيث كان يطلق في غالبية المدن الفلسطينية ومنها نابلس والخليل وبيت لحم والقدس. ويستدرك بالقول "لكن في فترة الانتفاضة الأولى منع الاحتلال تصنيع البارود الذي كنا نستخدمه للمدفع، وبالتالي منعه من العمل".

ويذكر صندوقة أنه منذ عشرين سنة يستخدم القنابل الصوتية بدل البارود في إطلاق المدفع. وأنه يتسلم القنابل الصوتية من قبل السلطات الإسرائيلية وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث تنتظر سيارة خارج المقبرة لحين إطلاق المدفع للتأكد من استخدام قنبلة الصوت لهدفها.

ويبيّن صندوقة أنه يتعرض إلى الكثير من المنغصات والتدخلات الإسرائيلية في عمله، ولكنه يبقى مصرا على الحفاظ على هذا الإرث القديم، مثل الإصرار الإسرائيلي على وجوب مشاركته في دورة خاصة في استخدام قنابل الصوت، والحصول على إذن خاص لإطلاق المدفع.

المصدر : وكالة الأناضول