اقتحام غير معهود للأقصى وتعدٍّ على جداره الغربي

اقتحمت عناصر أمنية إسرائيلية بزي مدني وحراسة مشددة اليوم المصليات المسقوفة في المسجد الأقصى، في حين قالت هيئات إسلامية إن الاحتلال اعتدى على الحائط الغربي للمسجد ونفذ حفريات أدت لسقوط حجر منه.

فقد قال مدير دائرة الأوقاف الإسلامية عزام الخطيب إن شرطة الاحتلال أرسلت اليوم إلى الأقصى -بحمايتها وبوجود ضباط كبار- مجموعة أشخاص بلباس مدني لم تعرف هويتهم، ودون إذن أو موافقة من الأوقاف.

وأوضح الخطيب للجزيرة نت أن أي زيارة للأقصى من أي جهة يجب أن تتم بتنسيق وعن طريق الأوقاف، مضيفا أنه تم التواصل مع الجهات المعنية في الحكومة الأردنية وبصدد اتخاذ إجراءات لمنع تكرار ما جرى.

‪اقتحام المباني المسقوفة بالأقصى اليوم يختلف عن الاقتحامات اليومية المعهودة للمستوطنين‬ (الجزيرة)
‪اقتحام المباني المسقوفة بالأقصى اليوم يختلف عن الاقتحامات اليومية المعهودة للمستوطنين‬ (الجزيرة)

اقتحام مختلف
وقالت مصادر فلسطينية إن قوة الاحتلال المقتحمة تتكون من ضباط وجنود ومن الوحدات الخاصة وقيادات أمنية، واقتحمت المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وداهمت الجامع القبلي والمصلى المرواني ومسجد قبة الصخرة.

ويختلف هذا الاقتحام عن غيره كونه يستهدف المصليات المسقوفة التي لا تطالها عادة اقتحامات المستوطنين التي تتم فترتي الصباح والظهيرة، وكونه يأتي دون التنسيق مع الأوقاف.

وتداول ناشطون مقاطع فيديو لنحو 15 عنصرا خلال اقتحامهم الجامع القبلي من المسجد الأقصى، ومغادرتهم المصلى المرواني أسفل المسجد.

وفي غضون ذلك نفذ عشرات المستوطنين جولات استفزازية في باحات المسجد بمصاحبة عشرات من الجنود.

وقالت مصادر دائرة الأوقاف الإسلامية إن 20 مستوطنا و15 شرطيا و13 طالبا يهوديا، شاركوا في اقتحام ساحات المسجد الأقصى خلال فترة الاقتحامات الصباحية.

‪
‪"سقالة" نصبتها قوات الاحتلال في الزاوية الجنوبية الغربية من الجدار الغربي للمسجد الأقصى‬ (مواقع التواصل)

من جهته كشف مجلس الأوقاف والهيئة الإسلامية العليا ودائرة الإفتاء ودائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، عن تعد جديد للاحتلال على الجدار الغربي للـمسجد الأقصى.

وأكد بيان مشترك للهيئات المقدسية قيام الاحتلال -أمس الأربعاء- بنصب "سقالات" في جزء من الجدار الغربي للـمسجد الأقصى من جهة الـمتحف الإسلامي، وتنفيذ عدة حفريات عميقة كشفت عن أساسات الـمسجد مما أدى إلى سقوط أحد حجارة المسجد الأقصى المبارك.

وأوضحت الهيئات الإسلامية أن الاحتلال سرق الحجر بعد سقوطه ونقله إلى مكان مجهول، رغم مطالبة الحكومة الأردنية والأوقاف الإسلامية بإرجاعه كي تقوم الأوقاف بإعادته إلى مكانه، إلا أن دولة الاحتلال ماطلت ولم تعد الحجر بعد.

أعمال ترميم جديدة
وأكدت الهيئات الإسلامية أن نصب "سقائل" عالية يوم أمس هو بنيّة مبيتة للقيام بأعمال ترميم في الجدار الغربي من جهة المتحف الإسلامي، وهو جدار الـمسجد الأقصى، أو أعمال مجهولة، "مما يعتبر اعتداءً صارخا على صلاحيات الأوقاف الإسلامية صاحبة الاختصاص في الترميم على مدار الزمان قبل الاحتلال وبعده".

وحذرت الهيئات المقدسية "الجهات الإسرائيلية وأدواتها وأذرعها من تغيير الوضع التاريخي والقانوني الذي أقرته مواثيق دولية وعالمية"، مطالبة بأن تقوم أجهزة الاحتلال بفك السقائل فورا وإلا فإن عليها أن تتحمل مسؤولية ما سينتج عن هذا الفعل.

وأكدت في بيانها أن الأوقاف ستقوم بمسؤولياتها -وتحت الوصاية الهاشمية- بصيانة جدران الـمسجد الأقصى وتنفيذ المشاريع المهمة فيه، "وعلى الشرطة أن تمتنع عن إعاقة هذه المشاريع".

وطالبت الهيئات الإسلامية الملك الأردني عبد الله الثاني -باعتباره صاحب الرعاية والوصاية على الأماكن الإسلامية والمسيحية- التدخل الفوري لوقف الاعتداء الإسرائيلي، معتبرة أن ما يجري هو استغلال من الاحتلال الإسرائيلي للوضع الإقليمي العربي والإسلامي، واستعانة  بالقرار الأميركي لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس والمسجد الأقصى. 

وتأتي هذه التطورات بعد أيام من توتر ساد المسجد الأقصى عقب منع شرطي يرتدي القبعة التلمودية من دخول مبنى قبة الصخرة، حيث أغلق الحراس أبوابها في حين ضرب الاحتلال حصارا عليها استمر عدة ساعات الاثنين الماضي.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع التواصل الاجتماعي