بعد 18 عاما.. متوالية الاقتحام والتصدي تتصاعد بالأقصى

JERUSALEM, ISRAEL - JULY 21: (ISRAEL OUT) Palestinian worshippers are seen during a pray in Ras el-Amud Area outside the Old City on July 21, 2017 in Jerusalem, Israel. Following last Friday terror attack at the holy site of Al Aqsa mosque Israeli police barred men under 50 from entering the Old City for Friday Muslim prayers as tensions rose and protests erupted over new security measures at the highly sensitive Al-Aqsa mosque compound. (Photo by Lior Mizrahi/Getty I
المقدسيون في مواجهة مستمرة مع الاحتلال حماية للأقصى والسيادة العربية عليه (غيتي)

 

أسيل جندي-القدس

لم يتغير مشهد اقتحامات المتطرفين لساحات المسجد الأقصى كثيرا منذ انطلاق انتفاضة الأقصى عام 2000 عقب اقتحام زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون المسجد بحماية نحو ألفين من الجنود والقوات الخاصة، وبموافقة من رئيس الوزراء في حينه إيهود باراك.

اندلعت حينها مواجهات بين المصلين وقوات الاحتلال التي ردت بعنف على احتجاجات المرابطين والمصلين بالأقصى، وفتحت نيران أسلحتها نحوهم، فاستشهد سبعة فلسطينيين، وأصيب العشرات بجراح. وسرعان ما امتدت المواجهات بالحجارة إلى كافة نقاط التماس في الأراضي الفلسطينية، ثم تحولت إلى انتفاضة مسلحة واجتياح للأراضي التي كانت تخضع لإدارة السلطة الفلسطينية.

وارتقى خلال سنوات الانتفاضة الخمس 4412 شهيدا، ونحو 49 ألف جريح فلسطيني، بينما قُتل 1100 إسرائيلي، بينهم ثلاثمئة جندي، وجرح نحو 4500 آخرين.

وتحل اليوم الجمعة 28 سبتمبر/أيلول الذكرى 18 لاندلاع الانتفاضة الثانية وسط اتساع رقعة اقتحامات المتطرفين للأقصى، واتخاذها أشكالا جديدة، كان آخرها الاقتحام باللباس التلمودي، وتأدية صلوات علنية مع تعمد الانبطاح على الأرض، خاصة في منطقة باب الرحمة.

وعادة ما تكون مواسم الأعياد اليهودية وبالا على حرمة المسجد، إذ احتفل اليهود هذه الفترة برأس السنة العبرية تلاها يوم الغفران، ويحيون الآن عيد العُرش الذي يستمر حتى 2 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وخلاله شهد الأقصى انتهاكات عدة آخرها اقتحام 1135 متطرفا باحات المسجد أمس الخميس، الأمر الذي دفع بدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس لإصدار بيان حمل عنوان "لقد بلغ السيل الزبى".

مستوطنون أثناء اقتحامهم الأقصى في صورة استفزازية نشروها على مواقع التواصل
مستوطنون أثناء اقتحامهم الأقصى في صورة استفزازية نشروها على مواقع التواصل

موسم الأعياد.. نقمة
الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص قال إن عيد العُرش كان دائماً أخطر الأعياد الإسرائيلية على الأقصى، وذروة العدوان عليه، ففيه كانت مجزرة الأقصى عام 1990 وهبة النفق عام 1996، وانتفاضة الأقصى عام 2000، وهبة القدس عام 2015.

ويرى ابحيص أن الإسرائيليين يشعرون بحاجة ماسة هذا العام لترجمة قرار ترامب اعتبار القدس عاصمة لهم من قرار معنوي إلى قرار مادي ملموس بتغيير الوقائع في الأقصى، عبر أداء الطقوس التلمودية فيه دون وجود المسلمين، ومحاولة استغلال أية فرصة تتاح لاقتطاع ساحته الشرقية عند باب الرحمة أو ساحته الجنوبية الغربية عند باب المغاربة.

ولوحظ خلال الفترة الأخيرة استهداف شرطة الاحتلال للمصلين على أبواب المسجد وداخل ساحاته خلال فترتي الاقتحامات الصباحية والمسائية، إذ ساد التوتر بشكل شبه يومي مؤخرا بسبب الاعتداء على المصلين وموظفي الأوقاف. وتعتقل الشرطة بشكل يومي عددا من المقدسيين وتسلمهم أوامر بالإبعاد عن الأقصى لفترات متفاوتة.

ويتصدى المصلون لاعتداءات المتطرفين وقوات الاحتلال المستمرة منذ سنوات بالوجود اليومي في الأقصى في حال سُمح لهم بدخوله، بالإضافة لمحاولتهم الاعتكاف فيه في الأوقات التي يُتوقع بها تصاعد الاقتحامات، إلا أن القوات الخاصة تقتحم المصليات عادة وتطرد المصلين بالقوة.

.. وفلسطينيون بمنطقة باب الرحمة خلال مرور المستوطنين بجوارها في الأقصى اليوم
.. وفلسطينيون بمنطقة باب الرحمة خلال مرور المستوطنين بجوارها في الأقصى اليوم

وسائل جديدة
ومؤخرا حاول المقدسيون الوجود في منطقة باب الرحمة بعد ملاحظتهم تكرار أداء الصلوات التلمودية فيها، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر شبانا يصلون أو يتلون القرآن بصوت مرتفع، بينما يمر المستوطنون بجوارهم خلال جولتهم الاقتحامية، ومع تكرر هذا المشهد لجأت الشرطة لاعتقال المصلين الموجودين في تلك المنطقة بالتحديد أثناء خروجهم من الأقصى.

وتضج المنصات الاجتماعية أيضا بصور المتطرفين الذين يتعمدون التقاط الصور التذكارية مع مصلى قبة الصخرة المشرفة، مع نشر عبارات تؤكد أحقيتهم في هذا المكان باعتباره "جبل الهيكل".

ويقابل الناشطون الفلسطينيون هذه الاستفزازات بالتغريد على كل من وسوم "الأقصى الصبح فاضي، باب الرحمة النا، كلنا حراس الأقصى" في محاولة لصد هذه الاعتداءات بالعالم الافتراضي، في ظل تقييدهم ومنعهم من الوجود في باحات المسجد للدفاع عن أولى القبلتين.

المصدر : الجزيرة