باب العامود.. أكبر أبواب القدس وساحة للمقاومة

محمود الفطافطة-القدس

هو أهم أبواب القدس الرئيسة، وأكثرها شهرة. وسُمي بهذا الاسم نسبة إلى عامود كان بارزاً في الفترة الرومانية، ولم يعد موجودا، لكن يشار إلى موقعه بعلامة، ويعتبر أجمل الأبواب في البلدة القديمة بالقدس الشرقية.

أصبح هذا الباب رمزاً للسياسات الإسرائيلية بالمدينة، بدءاً من القمع والاغتيال، مروراً بمحاولات تهويده، والتضييق على ساكنيه. وخلافاً لسائر أبواب البلدة القديمة، فإن لباب العامود مدرجاً كبيراً يؤدي إلى الباب الذي أقامه السلطان سليمان القانوني سنة 1538.

سُمي باب العامود بـ "باب دمشق" نسبة إلى وجهة المسافرين من خلاله باتجاه دمشق، كما سُمي "باب نابلس" لأنه يتجه نحو نابلس. وكان الباب قبل الحصار على القدس أوائل التسعينيات المكان الذي تنطلق منه وتصل إليه الحافلات من جميع أنحاء الضفة والقطاع.

شكلت ساحة باب العامود متنفسا لسكان مدينة القدس، حيث كانوا يلجؤون إلى مدرجاته للترويح عن أنفسهم، وتناول المشروبات في مقاهيه. ويرتاده الرسامون والسياح ليلتقطوا الصور التذكارية.

يتميز الباب بالانحناء وفقاً لنمط العمارة العثمانية للمحافظة على المدينة والدفاع عنها، وهذا ما كان يحقق الأمن لحراس المدينة وصعوبة اختراقه. ومنذ الأعوام الثلاثة الماضية حولت شرطة الاحتلال الباب وساحته إلى ثكنة عسكرية، وأقامت ثلاث نقاط تفتيش في الطريق المؤدية إليه. كما اقتلعت الأشجار من محيطه، ونصبت عشرات كاميرات المراقبة.

ويطلق الفلسطينيون على باب العامود لقب "ساحة الشهداء" بعد أن استشهد عشرون فلسطينياً برصاص الاحتلال في ساحة الباب، آخر ثلاثة أعوام فقط.

ونظراً لاعتبار باب العامود شريان الحركة إلى البلدة القديمة، فقد أثرت الإجراءات الإسرائيلية سلباً على الحركة التجارية مما أدى إلى إغلاق أكثر من 270 محلاً تجارياً. ويهدف الاحتلال من إجراءاته على الباب إلى السيطرة الكاملة على البلدة القديمة باعتباره المدخل الرئيس لها.

المصدر : الجزيرة