51 عاما على احتلال ما تبقى من القدس

في فناء بيته القديم شرقي القدس، ترافق مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة أستاذ الفلسفة بجامعة القدس الدكتور سري نسيبة، حيث كان بيته شاهدا قبل 51 عاما على أحداث غيّرت وجه القدس.

لا زالت بقايا استحكامات استخدمها الجنود الأردنيون خلال حرب الأيام الستة موجودة في القدس، حيث يشير نسيبة إلى مكان استشهاد أحد الجنود الأردنيين أثناء الحرب، وقامت والدته وأبناء عمه بدفن جثمانه.

كان البيت يطل على الحدود الفاصلة مع إسرائيل، والتي كانت تعرف بالمنطقة الحرام، لكن كل شيء تغير اليوم، إذ نجح الاحتلال في تغيير كثير من معالم المدينة.

يقول نسيبة إن سلطة الاحتلال نجحت في بسط سيطرتها على القدس في قضايا كثيرة، وغيرت معالمها بشكل يمنع العودة من خلال المفاوضات إلى الخارطة الجغرافية نفسها التي كانت عام 67.

بعد الاحتلال مباشرة، وضم شرقي القدس، تعاملت سطات الاحتلال مع السكان الفلسطينيين كمقيمين وليسوا مواطنين، ولم تسمح لهم بالبناء إلا على مساحة 15% من شرقي المدينة؛ مما أجبرهم على البناء دون تراخيص، وجعل ما يقدر بعشرين ألف منزل فلسطيني اليوم مهددة بالهدم.

في المقابل، أقامت إسرائيل المستوطنات في محيط وقلب القدس وربطت بينها، وحولت الأحياء العربية إلى مجموعات مفصولة عن بعضها، وأحاطت المدينة بجدارٍ عزلها عن باقي الضفة الغربية.

وفي ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي جاء قرار ترامب الذي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ليضع عصا جديدة أمام عربة أي اتفاق مستقبلي، ومع القرار تمادت إسرائيل في سياسة الاستيطان ومحاولات تهويد المدينة واستهداف كل رمز فلسطيني فيها.

من جهتها، تقول الناشطة المقدسية هدى الإمام إن الاحتلال يعمل ما يريد فوق الأرض وتحتها من جسور وجدار وحواجز وأنفاق، لكن بقاء أهل القدس سيفشل كل مساعي الاحتلال.

ويشكل الفلسطينيون حاليا نحو 40% من نسبة السكان في المدينة، وتقول الإحصاءات الإسرائيلية إن أعدادهم في ازدياد رغم كل محاولات التضييق.

المصدر : الجزيرة