"من القدس سفرة ومعلومة" أطباق لها تاريخ
وعن فكرة تأليف كتابها قالت إلهام إن الطبخ يعتبر إحدى هواياتها التي طورتها شقيقتها سهام بغدادي، وهي مؤلفة عدة كتب في عالم الطهي، إذ رافقت شقيقتها في عدة دورات عقدتها الأخيرة لتعليم الطهي، وواكبت مرحلة إصداراتها التي دفعتها بعد وفاتها لإكمال المسيرة وتعريف العالم بالمطبخ المقدسي.
وجبات رمضان
قضت إلهام بغدادي عاما ونصف العام في البحث الدقيق عن أرشيف الأكلات المقدسية، ونظمت عددا من الزيارات لمسنين مقدسيين ومقدسيات لتتعرف أكثر على تاريخ هذه الأكلات، وتخصص جزءا من كتابها لها، وجاور اسم القدس عددا من وصفات الطعام وأبرزها "السواديست" و"محشي الفقوس" و"شيخ المخشي" و"عدس برقاق" وغيرها.
وتحدثت عن علاقة هذا الكتاب بالشهر الفضيل، قائلة إن الكثير من النساء يصبن بالحيرة في رمضان، ويصعب عليهن اتخاذ القرار اليومي حول ما يمكن إعداده لمائدة الإفطار، ويأتي هذا الكتاب لتسهيل هذه المهمة عليهن، فجميع الوصفات مدعمة بالصور، وصيغت طريقة تحضيرها بلغة بسيطة جدا يمكن لكل سيدة فهمها.
وإلى جانب الأكلات، يضع الكتاب بين يدي القراء طريقة تحضير الحلويات الرمضانية، وعلى رأسها القطايفـ، بالإضافة إلى الحلويات المرتبطة بالأعياد.
وخصصت بغدادي جزءا من كتابها لمعلومات صحية ووصفات طبيعية من الأعشاب تعالج بعض المشكلات الصحية.
صابون إلهام
مسيرة نجاح إلهام لم تكن سهلة، وبدأت بمكابدة المصاعب بعد انفصالها عن زوجها الذي أنجبت منه خمسة أطفال، لتجد نفسها مضطرة لتربيتهم وإعالتهم وحدها، فقررت الحصول على شهادة في تخصص التربية الخاصة، وتبعتها بأخرى في الطب المكمل وعلاج البشرة قبل ست سنوات، وهي الخطوة التي حلّقت بها إلى عالم ريادة الأعمال.
"أنا ضد استخدام الصابون والمرطبات التي تحتوي على مواد كيميائية للوجه، ومن هنا بدأت ولمدة ثلاثة أعوام إعداد تجارب استخدمت فيها الخضراوات والفواكه المختلفة لإنتاج الصابون، حتى رأى أول منتج لي النور عام 2017 وهو صابون البقدونس".
تعددت نكهات الصابون التي حضرتها بأناملها المقدسية، وتشبع منزلها بروائحها المختلفة، ومنها الخيار والتوت والكاكاو والطماطم والبقدونس والبصل بالإضافة إلى صابون التوابل. وبعد إطلاق اسم "إيحاء" على مشروعها، شاركت بأول بازار في المدينة المحتلة مؤخرا، ولاقت منتجاتها رواجا واستحسانا لدى السيدات المقدسيات.
منتجات طبيعية
سعت إلهام لابتكار خطوط إنتاج جديدة فصنعت مُرطبا طبيعيا لعلاج الحروق من الدرجة الثانية، وثانيا لتشققات القدمين وثالثا للإزالة العرق.
وفي لمحة سريعة عن فوائد هذه المنتجات، قالت "أوصي عميلاتي دائما باستخدام المنتجات خلال شهرين فقط، لأنها طبيعية ولا تحتوي على مواد حافظة، وهذا يعطي نتائج فعالة في العلاج".
بعد عودتها من المدرسة يوميا تقضي وقتها بين ممارسة هوايتها في الطبخ، وبين إنتاج قطع جديدة من الصابون التي تضيف لها إلى جانب الخضراوات والفواكه الطازجة ماء الورد وبعض الزيوت والمواد الخام الأخرى، التي تجلبها من البلدة القديمة في نابلس أو تستوردها من المملكة الأردنية.
وتطمح الريادية المقدسية -التي قدم أجدادها من مدينة بغداد العراقية- إلى القدس قبل ثلاثمئة عام إلى إنشاء مصنع للصابون لتساعد الكثير من النساء على علاج بشرتهن بمواد طبيعية بحتة، كما تحلم أن يصل كتابها "من القدس سفرة ومعلومة" لجميع أنحاء العالم بعد أن أرسلته لعدة نساء في الأردن وأميركا وفرنسا، وأن يترجم للغة الإنجليزية، متمنية أن تساندها وزارة الثقافة الفلسطينية في ذلك.