القدس عاصمة لإسرائيل.. من أكثر قرارات ترمب إثارة للجدل

مراد هاشم-واشنطن 

وفقا لكتاب "نار وغضب"، كان قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس مقررا أن يصدر في أول يوم من رئاسة دونالد ترمب، لكنه اتخذ القرار بعد بضعة أشهر رغم الاعتراضات العربية والدولية الواسعة، والتحذيرات في الداخل من خطأ التوقيت، ومخاطر العواقب على مصالح وعلاقات وأمن الولايات المتحدة.

كل الحسابات خلف قرار ترمب بنقل السفارة إلى القدس هي حسابات داخلية ومحلية، وتتعلق بمحاولة ترمب وسعيه لإعادة الانتخاب لعام 2020، وهو يطمح إلى الحصول على الصوت اليهودي الأميركي، وعلى أموال اليهود الأميركيين، وكذلك على دعم الإنجيليين المسيحيين واليمين المتطرف في الحزب الجمهوري.

حقق ترمب بقراره مكاسب لإسرائيل، وبين مؤيديه من اليمين الأميركي المحافظ المتشدد، لكنه خسر العالم الذي وجّه له صفعة قوية بقرار اعتمد بأغلبية ساحقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، رغم التهديد والوعيد الأميركي.

وعلى ما يبدو، خسر ترمب أيضا دوره كراع ووسيط في عملية السلام، وقد يكون أجهض أيضا مشروعه المعروف "بصفقة القرن" قبل أن يولد.

من جميع النواحي يصعب اعتبار القرار خطوة مفيدة؛ فهو يجعل تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أكثر صعوبة من أي وقت مضى.

ترمب أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة مجددا بعد سنوات من التهميش، وأظهرت الاحتجاجات والمظاهرات في أنحاء العالم وحملات التضامن الواسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن وضع القدس ليس شأنا فلسطينيا فقط، وأن لحقوق الفلسطينيين الكثير من المؤيدين.

قرار ترمب جاء على خلاف تقليد اتبعه الرؤساء الأميركيون منذ أكثر من عقدين لتأجيل العمل بقانون أصدره الكونغرس بهذا الشأن، وقد بدا القرار لكثيرين محاولة غير موفقة للهروب إلى الأمام من مشكلات كثيرة تلاحقه.

المصدر : الجزيرة