الآلاف يتظاهرون بإسطنبول غضبا للأقصى

آلاف الأتراك شاركون في وقفة للغضب للأقصى بعد صلاة الجمعة في مدينة اسطنبول
آلاف الأتراك شاركوا في وقفة للغضب للأقصى بعد صلاة الجمعة في مدينة إسطنبول (الجزيرة)

خليل مبروك-إسطنبول

شارك آلاف الأتراك وأبناء الجاليات العربية والإسلامية في "وقفة الغضب" التي شهدتها مدينة إسطنبول التركية اليوم الجمعة، تضامنا مع المسجد الأقصى المبارك، ودعما لأهالي القدس، ورفضا لإغلاق الحرم القدسي في وجه المصلين وإقامة البوابات الإلكترونية على مداخله.

ونظمت الوقفة مؤسسات تركية ناشطة في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، ضمن فعاليات "جمعة الغضب للأقصى" التي أقيمت في العديد من دول العالم.

وتوافدت حشود كبيرة من المتضامنين مع الشعب الفلسطيني إلى ميدان "بايزيد" في المنطقة الأوروبية لمدينة إسطنبول، حيث أقيمت صلاة الجمعة في جامع بايزيد المجاور، وأدى المصلون الصلاة في ساحاته.

أتراك يرفعون علما فلسطينيا يحتوي نجمة العلم التركي وهلاله خلال وقفة الغضب للأقصى بإسطنبول (الجزيرة)
أتراك يرفعون علما فلسطينيا يحتوي نجمة العلم التركي وهلاله خلال وقفة الغضب للأقصى بإسطنبول (الجزيرة)

ورفع المشاركون في الوقفة أعلام تركيا وفلسطين، ورسوما تجسد تاريخ العلاقة بين الشعبين، وارتباط الأتراك بالمسجد الأقصى ومدينة القدس، كما رددوا هتافات "الموت لإسرائيل"، وطالبوا بمعاقبتها على "جرائمها في القدس والمسجد الأقصى"، وأضرموا النار في العلم الإسرائيلي تعبيرا عن غضبهم.

كما طالبوا بوقف الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، وإعادة المسجد الأقصى إلى السيادة الإسلامية، وعبروا عن رفضهم الشديد للإجراءات الإسرائيلية داخله، معتبرين إقامة البوابات الإلكترونية على مداخله استفزازا لمشاعر كافة المسلمين.

ووجه النشطاء والقائمون على المسيرة في كلمات ألقوها بالوقفة عددا من الرسائل عبروا فيها عن دعمهم للمقدسيين، مؤكدين أن أهالي القدس هم "جزء من أمة كبيرة من العار أن تتركهم وحدهم"، كما طالبوا المؤسسات الدولية بالعمل على صيانة حرية العبادة التي كفلتها الشرائع السماوية والقوانين الدولية.

وانتقد رئيس وقف الشباب التركي إسماعيل إيمانة حالة الصمت في العالم الإسلامي تجاه ممارسات إسرائيل في المسجد الأقصى، قائلا إن "البوابات الإلكترونية هي اعتداء على العالم الإسلامي، وعلى المسلمين أن يقفوا جميعا بوجه إسرائيل وإلا فإنهم سوف يفقدون قبلتهم الأولى".

المتحدثون في وقفة الغضب للأقصى في إسطنبول طالبوا بمعاقبة إسرائيل (الجزيرة)
المتحدثون في وقفة الغضب للأقصى في إسطنبول طالبوا بمعاقبة إسرائيل (الجزيرة)

أما رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (آي أتش أتش) بولنت يلدرم فدعا إلى دعم المرابطين في المسجد الأقصى ومساندتهم في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية.

وقال رئيس مؤسسة شباب الأناضول صالح تورهان إن ما يجري في المسجد الأقصى ومدينة القدس هو جزء من حالة الظلم التي يعيشها الفلسطينيون منذ أن فرض عليهم الاحتلال الظالم.

وشهدت مدينة إسطنبول انطلاق مسيرات أخرى من عدد من مساجد المدينة بعد صلاة الجمعة، في وقت خصصت رئاسة الشؤون الدينية خطبة الجمعة الموحدة في عموم البلاد للحديث عن مكانة القدس في العقيدة الإسلامية وفضل الصلاة في المسجد الأقصى ودور المسلمين في حمايته.

وكانت المدينة قد شهدت العديد من الفعاليات الاحتجاجية على منع إسرائيل الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، واعتصم أتراك غاضبون أمام مقر القنصلية الإسرائيلية في منطقة "ليفنت" في أكثر من ليلة، لكنهم تفرقوا دون أي اصطدام بالقوى الأمنية.

ووجهت إحدى المشاركات التركيات في المسيرة رسالة للجرحى الأتراك الذين أصيبوا خلال اعتداء قوات إسرائيلية على فلسطينيين كانوا يعتصمون في مدينة القدس ليلة أول أمس رفضا للإجراءات الإسرائيلية فيها، وقالت إن "الدم التركي اختلط بالدم الفلسطيني مجددا في القدس، بعدما سالت دماؤنا في عرض البحر لأجل فلسطين في سفينة مرمرة".

تركي يرفع شارة رابعة في وقفة الغضب للأقصى بمدينة إسطنبول (الجزيرة)
تركي يرفع شارة رابعة في وقفة الغضب للأقصى بمدينة إسطنبول (الجزيرة)

وقالت للجزيرة نت إنها حضرت مع كل أفراد عائلتها للوقفة "كي يعلم الإسرائيليون أن الشعب التركي كله يقف مع فلسطين"، مطالبة الأمة الإسلامية بالتوحد والعمل على تحرير المسجد الأقصى.

من ناحيتهم قال مشاركون آخرون في الوقفة للجزيرة نت إن الأعداد الكبيرة من الأتراك التي شاركت في الوقفة تعكس حبّ الشعب التركي لفلسطين وللقدس والمسجد الأقصى المبارك.

ووفقا للشبان فإن إسرائيل "تلعب بالنار" عندما تعبث بحرمة المسجد الأقصى الذي يوحد المسلمين تركا وعربا وأكرادا ومن كافة القوميات والأجناس، وفقا لتعبيرهم.

بدوره عبر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية عن شكره للدعم الرسمي والشعبي التركيين للقضية الفلسطينية ولمدينة القدس، واعتبر المسجد الأقصى قضية المسلمين جميعا.

وحذر هنية في كلمة عبر الهاتف للمشاركين في الوقفة من مخاطر السياسة الإسرائيلية المتمثلة في منع الصلاة في المسجد الأقصى وفرض التقسيم الزماني والمكاني عليه.

المصدر : الجزيرة