نساء في خط الدفاع الأول عن الأقصى

ولم تكتف النساء المعتصمات على أبواب الأقصى بالجلوس على بعد أمتار منها بل فضلن مقارعة جنود الاحتلال المتمركزين على الأبواب، ومن بين هؤلاء السادنة في المسجد الأقصى المبارك نجوى الشخشير التي بدأ اعتصامها أمام باب المجلس في تمام الساعة السابعة والنصف صباحا.
ولم تأل الشخشير جهدا في مواجهة أحد أفراد شرطة الاحتلال الذي قال لها إنه لن يسمح بدخولها للمسجد إلا من خلال البوابة الإلكترونية فردت عليه قائلة "أشعر بأن الكهرباء ستسري في كل جسدي إذا مررت من البوابة التي وضعتموها، سأدخل للأقصى لكن ليس من خلال بواباتكم، لن تذلونا".
ورددت نجوى الشخشير هتافات "الأقصى إلنا إلنا ما إلكم هيكل عنا"، و "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، وتجولت بين النساء لرفع معنوياتهن وحثهن على التوجه إلى الأبواب بشكل يومي للتصدي للإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى.
أما المقدسية أم عبد عويضة فوقفت أمام باب المجلس وطلبت من الشرطي تمريرها بمحاذاة الأبواب الإلكترونية لأنها تعاني من أمراض القلب، وبعد رفضه قالت "حسبنا الله ونعم الوكيل.. أين حكام العرب من هذا الذل والإهانة؟ هبوا يا مسلمين لنصرة المسجد الأقصى.. لن تركع أمة قائدها محمد".
وأردفت "هذا مسرى الرسول، وسيكون دائما ملكا لنا.. نحن طاهرون وأنتم أنجاس تدنسون الأقصى واحتلالكم زائل".
وما إن وصلت المسنة أم جمال القادمة من الداخل المحتل حتى صدح صوتها بالدعاء أمام باب المجلس، ووصفت في حديثها للجزيرة نت الأبواب الإلكترونية الجديدة بأبواب الخزي والعار، مشيرة إلى أن إسرائيل تدعي أنها دولة ديمقراطية لكنها في الحقيقة تتعدى على أبسط الحريات وهي حرية العبادة.
وأردفت قائلة "الأقصى للمسلمين، ونحن لن نمر من هذه الأبواب التي يجب أن تزال وتلقى في الحاويات أو أن توضع على أبواب الكنس اليهودية فيختبئ اليهود خلفها، أما نحن فلا نقبل بها".
ومن اللافت توجه النساء المبعدات عن المسجد الأقصى المبارك والمدرجة أسماؤهن في قائمة الممنوعات من دخول الأقصى أو "القائمة الذهبية" وفق تسميتهن، للأبواب يوميا، وذلك في رسالة قوية يوجهنها للمحتل مفادها أن كافة إجراءاته التي اتخذت بحقهن لم تثنيهن عن التوجه للأبواب والدفاع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين المبعدات عنه قسريا.
ولا يقتصر دور النساء في القدس على الاعتصام على أبواب المسجد الأقصى رفضا لإجراءات الاحتلال الجديدة، بل يتعدى ذلك إلى تقديم الطعام والشراب للمعتصمين منذ ساعات الصباح، كما بدأت نساء البلدة القديمة اليوم بتحضير طعام الغداء في منازلهن والخروج به بعد صلاة الظهر لتقديمه إلى المعتصمين بشكل جماعي.
ولليوم الثالث على التوالي بدت مظاهر تلاحم المقدسيين واضحة في مواجهة الظروف القاسية التي تمر بها المدينة المحتلة، فيما يزداد عدد المصلين المعتصمين بشكل تدريجي يوميا، حيث أدى نحو ألفي مقدسي صلاة الظهر اليوم أمام بابي المجلس والأسباط.