استياء فلسطيني من إجراءات داخلية الاحتلال بالقدس

1-اكتظاظ المقددسيين على أبواب مكتب وزارة الداخليةالقدس الشرقية في واد الجوز
مكتب الداخلية الوحيد للاحتلال شرق القدس يكتظ بالمراجعين وبعضهم ينتظر لساعات (الجزيرة)
أسيل جندي-القدس

منذ إعلان الاحتلال نهاية مايو/أيار الماضي إجراءه الجديد القاضي بالتوقف عن إصدار الهويات الزرقاء القديمة والبدء بإصدار الهويات "البيومترية" الذكية، بالإضافة لاعتماد نظام المواعيد للمراجعين، يكتظ مكتب الداخلية الإسرائيلية الوحيد في القدس بالفلسطينيين ويمتد انتظار بعضهم على الأبواب لساعات متواصلة قبل السماح لهم بالدخول
.

ويقدم مكتب الداخلية خدماته لقرابة 360 ألف مقدسي يتابعون كافة معاملاتهم من خلاله، ويمنعون من التوجه لمكتب آخر غرب القدس مخصص لليهود.

 وتعرض عدد من المصابين بـ الأمراض المزمنة كـ السكري وضغط الدم وأمراض القلب -خلال الأيام الماضية- لفقدان الوعي خلال انتظار السماح لهم بالدخول عبر البوابات الإلكترونية للتفتيش ثم لإجراء المعاملات.

الجزيرة نت رصدت ردود أفعال المقدسيين على الإجراءات الجديدة للداخلية الإسرائيلية والتي يجبرون على التعامل معها، ورغم الرفض الشديد الذي أبداه معظم المراجعين للحديث عن الإجراءات خوفا من الملاحقة فإن الغضب والتوتر كان باديا على وجوه الجميع أمام المكتب بحي واد الجوز.

تضييق ومماطلة
الفتاة المقدسية أسيل السيفي (19 عاما) توجهت لمكتب الوزارة للحصول على موعد لتمديد وثيقة السفر الخاصة بها بهدف السفر إلى مصر لحضور حفل تخرج شقيقها بتخصص الطب في إحدى الجامعات المصرية، وتفاجأت بأن الموعد الذي أُعطي لها يتجاوز موعد التخرج بأيام.

مكتب داخلية الاحتلال شرق القدس مخصص لنحو 360 ألف فلسطيني بالقدس المحتلة 
مكتب داخلية الاحتلال شرق القدس مخصص لنحو 360 ألف فلسطيني بالقدس المحتلة 

وقالت "صعّب علينا إجراء معاملاتنا.. كنا نمدد وثيقة السفر بسهولة لكننا الآن نمر برحلة عذاب من أجل تمديدها أو تجديدها، أمضيتُ ثلاث ساعات من أجل الحصول على موعد مستقبلي لا يناسبني بتاتا".

ووصف أبو صبحي الخطيب اليوم الذي يتوجه به لمكتب الداخلية في واد الجوز بـ "الأسود" مُبديا استياءه من الانتظار الطويل على البوابة الخارجية، ثم التفتيش الدقيق وصولا للقاعة الداخلية التي ينتظر فيها المقدسيون أدوارهم من أجل متابعة معاملاتهم التي لا تنتهي بزيارة واحدة عادة.

وقال "الوزارة تدّعي أن إعطاء المواعيد جاء ليخفف على المراجعين لكننا نرى عكس ذلك، كثيرة هي القوانين والإجراءات التي يصدرونها لكنها حتما ليست لصالح الفلسطينيين".

وليس بعيدا عن ذلك، قال المسن المقدسي عبد الكريم عودة إنه توجه وزوجته لمكتب الوزارة من أجل استصدار الهوية الذكية -رغم عدم ارتياحهما لهذه الخطوة- وتفاجآ بالازدحام على البوابة الخارجية.

وأضاف "أعاني من مشاكل صحية في العمود الفقري ولا يمكنني الانتظار لساعات، يجب أن يكون مقر مكتب العمل منفصلا عن وزارة الداخلية للتخفيف من الاكتظاظ والتسهيل على المراجعين".

وفي تعليقه على الإجراءات الجديدة، قال المحامي المختص في شؤون القدس خالد زبارقة إن الهدف الذي أعلنته الداخلية هو تنظيم دخول المراجعين لمكاتب التسجيل، لكن من خلال المتابعة تبين أن ما يحدث في مكتب الداخلية بالقدس يزيد من معاناة المقدسيين بدلا من التخفيف عليهم في أيام الحر الشديد.

عودة يعاني من مشاكل بالعمود الفقري ويضطر للانتظار ساعات طويلة للحصول على هوية 
عودة يعاني من مشاكل بالعمود الفقري ويضطر للانتظار ساعات طويلة للحصول على هوية 

تقليص الوجود
وتطرق لسياسة تعامل مكتب الوزارة بالقدس مع الفلسطينيين على أساس الخطر الديمغرافي الذي يشكله هؤلاء، مضيفا: بدلا من قيامها بدورها الطبيعي في تنظيم المعاملات المدنية المتعلقة بالزواج والطلاق وتسجيل الأطفال وتجديد الإقامات وغيرها، تصر الداخلية الإسرائيلية على التعامل مع الفلسطينيين تحت عنوان: كيف يمكن تقليص الوجود العربي بالقدس للحد الأدنى؟

ووفق زبارقة فإن ما يؤكد على ذلك رفض جميع مكاتب الداخلية غرب القدس استقبال المقدسيين، ودعوتهم للتوجه لمكتب شرق القدس لمتابعة معاملاتهم "لأن أهداف مكتب حي واد الجوز تتعدى الأهداف المدنية لوزارة الداخلية إلى أهداف سياسية تتعلق بالتضييق على الوجود العربي في القدس بل السعي لإنهائه أيضا".

يُذكر أن عضو الكنيست عن القائمة العربية المشتركة حنين الزعبي احتجت لدى وزير الداخلية أرييه درعي باسم المواطنين المستائين من الوضع في مكاتب التسجيل، وطالبت الوزير بوقف إصدار الهويات الذكية والعودة للهويات الزرقاء لحين إيجاد حلول ملائمة.

المصدر : الجزيرة