سياسة ممنهجة لإفراغ القدس من الفلسطينيين

اتبع الاحتلال الإسرائيلي منذ استيلائه على الشطر الشرقي من القددس عام 1967 وسائل عدة لإفراغ المدينة من سكانها الفلسطينيين وجعلهم أقلية فيها، فعزز إجراءات تهويد المدينة وبناء المستوطنات، وهدم آلاف المنازل فيها، وضرب عصب اقتصادها.

كما تدفق آلاف الإسرائيليين فورا من غربي القدس إلى شرقها، وكانت أولى الخطوات أن هدم الاحتلال حيَّ المغاربة الملاصق للمسجد الأقصى وهجّر سكانه وبدأ في توسيع ساحة حائط البراق الذي أصبح مبكى اليهود وقبلتَهم.

ويقول رئيس الأكاديمية الفلسطينية للشؤون الدولية في القدس مهدي عبد الهادي إن سياسة ممنهجة لأسرلة القدس وجعلها مدينة يهودية بدأت بالسيطرة على الأراضي وأسرلة الأرض وإخراج الفلسطيني من ملكيته وحقوقه.

وسرعان مع تغلغل الاستيطان في قلب الأحياء العربية في الشطر الشرقي من القدس، فأصبح يسكنها اليوم نحو مئة وخمسين ألف مستوطن، كما ظهرت سبعون بؤرة استيطانية في البلدة القديمة.

وتمثلت سياسة إفراغ القدس من الفلسطينيين في هدم آلاف من منازلهم بذريعة عدم الترخيص، وقد وضع الاحتلال عراقيل وشروطا تجعل أمر استصدار إذن بالبناء ضربا من المستحيل.

ويقول عبد الكريم لافي، وهو مهندس بناء في القدس، إنه لا مقارنة بين إعطاء الرخص لليهود مقابل العرب، إذ إن "الرخصة للعربي هي رخصة تهجير والرخصة لليهودي هي رخصة تثبيت".

وعزل الاحتلال القدس عن امتدادها الفلسطيني وأبقى مئة وعشرين ألف فلسطيني في ضواحيها خلف الجدار، وعطل بذلك عجلة اقتصاد المدينة وأثقل كاهل تجارها بالضرائب وسحب الإقامة من عشرات آلاف المقدسيين.

المصدر : الجزيرة