"صقور حزما" أول فريق مقدسي برياضة الكونغ فو

 عاطف دغلس-حزما (شمال القدس)

بين خفة الحركة وليونتها تتلخص حكاية الكابتن وابن القدس حسن الخطيب التي بدأها لاعبا قبل سنوات عدة في رياضة الكونغ فو (القتال للدفاع عن النفس) ليغدو مدربا وصاحب فريق رياضي هو الأول من نوعه بمحافظة القدس الذي ينتسب للاتحاد الفلسطيني للكونغ فو.

وابتدعت الكونغ فو قبل خمسة آلاف عام على يد رهبان المعابد في الصين، ومارسوها كنوع من العبادة، لكنها انطلقت حديثا في بكين في أول بطولة دولية عام 1991، أما فلسطينيا فقد بدأت عام 2005 وعرفت باتحاد رسمي لها واعترف به عربيا ودوليا.

اختار حسن (23 عاما) منزله في بلدته حزما (شمال مدينة القدس) ليكون أول ملتقى للعب والتدريب، فابتدأ وتلميذان ممارسة اللعبة، مستفيدا من خبرته السابقة والتدريب في مركز صقور فلسطين بمدينتي رام الله وطوباس بالضفة الغربية، قبل خمس سنوات.

تطور سريع
يقول الخطيب إن اللعبة بدأت تتطور قبل ثلاث سنوات، إذ نظم في حينه حفل للخريجين بالموسم الأول ولاقى ذلك قبولا واسعا بين الشبان بالبلدة وذويهم، موضحا أن عدد اللاعبين تجاوز الخمسين بعد أن ظلوا فترة زمنية يعدون بأصابع اليد، إضافة إلى تخريج دفعتين منهم بعد استكمالهم شروط اللعب الفنية والزمنية.

الخطيب أسس فريقه الأول في محافظة القدس وانتسب للاتحاد الفلسطيني بلاعبيه المسجلين (الجزيرة)
الخطيب أسس فريقه الأول في محافظة القدس وانتسب للاتحاد الفلسطيني بلاعبيه المسجلين (الجزيرة)

وتقسم الكونغ فو لقسمين: التاولو (الأساليب) وهي مجموعة حركات قتالية وهمية ووقفات صعبة، وتتأتى بأقل من دقيقتين، والساندا (فن القتال)، ويلعب الفلسطينيون أكثر في القسم الثاني، وهي تختلف عن لعبة الكراتيه المشهورة والمستمدة أساسا من الكونغ فو.

وثمة ما ساعد حسن على النهوض بفريقه "صقور حزما" ولعبته بعد أن ظلوا فترة يتدربون في أماكن عامة غير مؤهلة، حيث وفرت البلدية مبنى النادي وتم تجهيزه ببعض المستلزمات، إضافة إلى تسجيل لاعبين جدد.

لدى حسن الخطيب ثلاثة فرق تتوزع بين الشبان والأشبال والفتيات، ويتميزون بلعبهم الاحترافي للكونغ فو الذي أهل بعضهم للفوز في بطولات المدارس على مستوى وزارة التربية والتعليم، لكن طموحهم يكبر يوما عن آخر وترحل عيونهم لدخول مدينتهم القدس واللعب فيها وتمثيلها عالميا.

وحتى يتحقق الحلم، يواصل محمد صبيح اللاعب الأساس في فريق حسن تدريباته اليومية بلا انقطاع، فقد اكتسب مزيدا من الثقة بالنفس وتطويع الجسم وتخطيه الصعوبات، لا سيما في حركات الركل واللف بين 360 و700 درجة.

ويقول صبيح خلال التدريب إن اكتسابه مهارات جديدة يوميا جعله يتمسك باللعب أكثر والاستعداد لخوض البطولات، ويضيف أن الكونغ فو تحافظ على الرشاقة والخفة وثبات الوزن.

‪لاعبو الكونغ فو يقولون إنها رياضة تحافظ على الرشاقة والثبات وخفة الوزن‬ (الجزيرة)
‪لاعبو الكونغ فو يقولون إنها رياضة تحافظ على الرشاقة والثبات وخفة الوزن‬ (الجزيرة)

أمل يحطمه الجدار
رغد متوكل وعبد الجبار كنعان ينسجمان أكثر في لعبة الكونغ فو، فقد دخلت رغد وزميلاتها مراحل متطورة من اللعب في النادي وباتت تتمتع بليونة عالية جعلتها تتقن حركات الفسخ والقفز بالهواء وأهلتها للمشاركة بالعروض المدرسية.

بينما يواصل عبد الجبار تدريباته اليومية التي ابتدأها وشقيقه الأصغر مع الكابتن حسن بمنزله دون أن ينشغل عن دراسته، مبينا أن الرياضة زادت نشاطه وتفوقه، وأنه يواصل التدريب استعدادا للمشاركة العالمية.

وخلف الجدار الذي يعزله عن مدينته المقدسة تعيش أحلام المعلم حسن أو "شي لاوشي" وهي كلمة صينية تعني المعلم، ويطمح إلى دخول القدس وتنظيم بطولات فيها وانضمام لاعبين من داخل المدينة لفريقهم وتبني أوسع من المستوى الرسمي لتسهيل مشاركاتهم ببطولات محلية وعالمية.

المصدر : الجزيرة