مشروع "قوافل الأقصى" يطوي البعد عنه

فلسطين-المسجد الأقصى-تزور المسنة نعمة العفيف المسجد الأقصى رغم كبر سنها 91 عاماً-تصويرجمان أبوعرفة-الجزيرةنت-6-2-2017-
مشروع قوافل الأقصى ينقل آلاف المصلين شهريا إلى المسجد الأقصى ضمن رحلات تستمر طوال اليوم (الجزيرة نت)

جمان أبو عرفة-القدس

متوكأة بيدها اليمنى على عصاها الخشبية وبالأخرى على إحدى النسوة نزلت المسنة نعمة العفيف (91 عاما) درجات الحافلة التي أقلتها من قريتها كفر قاسم في الداخل الفلسطيني إلى المسجد الأقصى، ثم صعدت تلة باب الأسباط وواصلت مسيرها نحو قبة الصخرة متخطية كل نساء المجموعة اللواتي يصغرنها سنا.

تقول الحاجة نعمة للجزيرة نت إنها كانت تأتي إلى المسجد في صباها عبر القطار قبيل الاحتلال الإسرائيلي، وتواصل زيارته اليوم عبر مشروع قوافل الأقصى الذي تشرف عليه جمعية الأقصى لرعاية الوقف والمقدسات التابعة للحركة الإسلامية/الجناح الجنوبي.

يمكن مشروع قوافل الأقصى آلاف الفلسطينيين من قرى ومدن أراضي 1948 من زيارة المسجد الأقصى يوميا عبر حافلات تقلهم مجانا بمعدل مئة حافلة شهريا، وتتوزع الحافلات على المناطق حسب الأيام بما يوفر زيارات يومية إلى المسجد في أوقات الصلاة المختلفة من الفجر حتى العشاء.

تحمل المشقة
تنطلق صباح الاثنين من كل أسبوع حافلة مشتركة تضم مصلين من قرى كفر قاسم، وكفر برا، وجلجولية والطيرة يصلون إلى المسجد قبيل صلاة الظهر.

وتقول فاطمة الشنطي (63 عاما) للجزيرة نت إنها تقطع مسافة 48 كيلومترا من قرية كفر قاسم لتزور الأقصى برفقة مجموعة من صديقاتها وبعض أزواجهن.

‪الحافلات ضمن مشروع قوافل الأقصى تقل آلاف الفلسطينيين شهريا من الداخل الفلسطيني إلى الأقصى‬ (الجزيرة)
‪الحافلات ضمن مشروع قوافل الأقصى تقل آلاف الفلسطينيين شهريا من الداخل الفلسطيني إلى الأقصى‬ (الجزيرة)

وتؤكد فاطمة أن الطريق بعيد ومكلف لكن الحافلات تهون عليها مشاق السفر. وتضيف "أتمنى أن أقضي وقتي كله فيه، وأبني بيتا بجانبه حتى أزوره كل يوم وليس يوما واحدا فقط، ليس لنا مكان عزيز غيره".

لا يعمر المصلون أثناء زيارتهم المسجد الأقصى فقط، بل يعرجون على أسواق القدس والبلدة القديمة، الأمر الذي ينعش الاقتصاد في المدينة ويدعم صمود أهلها.

تقول أم راسم طه (66 عاما) إنها تحب شراء الكعك المقدسي لدى زيارتها القدس، وتذكر أنها كانت تزور الأقصى منذ عام 1976 عندما فتحت الطريق إلى المدينة، ثم أكملت زيارته عبر مسيرة حافلات البيارق ومن ثم مشروع قوافل الأقصى. وتضيف "نأتي صيفا وشتاء لنعمر الأقصى ولا نتركه فارغا أمام المستوطنين المقتحمين له، نقرأ القرآن ونصلي ونستمع إلى دروس العلم".

وتأسس مشروع قوافل الأقصى عام 2000، وعاد مؤخرا إلى الواجهة بعد حظر الاحتلال الحركة الإسلامية/الجناح الشمالي التي كانت تقوم على مشروع حافلات مسيرة البيارق وتنقل فلسطينيي الداخل إلى مدينة القدس.

وما زال الاحتلال يعتقل أفرادا من القائمين على مسيرة البيارق بتهم، منها "نقل مصلين إلى الأقصى" فيما بات يعرف بملف عشاق الأقصى.

ويقول مدير جمعية الأقصى غازي عيسى للجزيرة نت إن مشروع قوافل الأقصى يكمل مسيرة البيارق ويسد ثغرات الأقصى ولا يذره فارغا، ويهدف إلى تشجيع الناس على شد الرحال إليه ودعم جيرانه من أهل القدس.

متبرعون من أهل الخير يتكفلون بمصاريف الحافلات المتجهة إلى الأقصى (الجزيرة)
متبرعون من أهل الخير يتكفلون بمصاريف الحافلات المتجهة إلى الأقصى (الجزيرة)

كفالة الحافلات
وأشار عيسى إلى أن هذا المشروع غير ممول من أحد إنما يقوم على دعم أهل الخير الذين يكفلون حافلات بشكل يومي دوري، كما تقوم الجمعية بتغطية قسم من المصروفات وتنشر إعلانات تشجع على التبرع لدعم نقل المصلين إلى الأقصى وتعرض أسهما للبيع بقيمة خمسين دولارا للسهم الواحد.

وتقول مدلين عيسى -وهي مركزة المشروع (مسؤولة عن كل القوافل والمندوبين) في الداخل الفلسطيني- إن إحدى النساء تواصلت معها بعد رؤيتها الإعلان وأرسلت مع طفلها مبلغا من المال رغم إمكانيات الأسرة الصعبة.

وتتولى جمعية الأقصى التواصل مع أهالي القرى والبلدات من أقصى الشمال الفلسطيني إلى جنوبه مرورا بمنطقة المثلث والمدن الساحلية من خلال أئمة المساجد وذوي النشاط الدعوي فيها.

وتشرف الجمعية أيضا على مشروع "عيون البراق" الذي يؤهل مجموعات من الشبان عبر دورات نظرية وعملية ليقوموا باصطحاب المصلين القادمين من الداخل الفلسطيني وتوعيتهم وتثقيفهم تاريخيا عبر جولات إرشادية في المسجد الأقصى والقدس.

المصدر : الجزيرة