إجراءات الاحتلال تمس الخدمات الصحية لفلسطينيي القدس

السواحرة - القدس - فلسطين - المسن أبو حسين ينتظر على حاجز الشيح المؤدي للقدس
يرفض الاحتلال السماح لزوجة المقدسي أبو حسين وأبنائه بمرافقته لعبور حاجز الشياح نحو القدس (الجزيرة نت)

عمر رجوب-السواحرة (شرق القدس) 

منذ نحو عام يتكبد المسن محمد عمر أبو حسين عناء التنقل بين مراكز العلاج داخل القدس المحتلة ومنزله الواقع في بلدة السواحرة الشرقية خارج الجدار العازل، ولا يسمح الاحتلال الإسرائيلي له بالتنقل بمركبته ولا اصطحاب رفيق له من أبنائه أو زوجته في رحلة العلاج، رغم خطورة حالته الصحية.

حالة أبو حسين جزء مما يتعرض له المقدسيون من تضييق في الوصول للخدمات الصحية داخل المدينة، بعدما عزل جدار الاحتلال القدس عن محيطها، وقيّد وصول السكان لها من خلال الحواجز العسكرية، في انتهاك واضح لأحد أهم الحقوق الأساسية لكل إنسان.

على حاجز الشيّاح العسكري الذي يربط بلدة السواحرة الشرقية وجبل المكبر شرق القدس، كان أبو حسين (63 عامًا) يهم باجتياز الحاجز إلى داخل القدس، ويقول للجزيرة نت إنه يذهب كل أسبوع إلى مستشفى "شعاري تصيدق" الإسرائيلي، وكل يومين إلى مركز طبي في بلدة المكبر لتعقيم جراحه الناتجة عن غسيل الكلى مرتين يوميا.

مشقة مسن
ويرفض الاحتلال الإسرائيلي السماح لزوجة المسن المريض أبو حسين وأبنائه بمرافقته، "فأنا أذهب من هذا الحاجز، وهم يعبرون من حاجز آخر ونلتقي بعد الحاجز، وهذا يأخذ وقتًا وجهدًا أكثر وغالبًا يهاجمني التعب في الانتظار على الحاجز".

‪في القدس ٢٧ عيادة بينها مركز طوارئ وعيادة متنقلة تتبع وزارة الصحة الفلسطينية‬  (الجزيرة نت)
‪في القدس ٢٧ عيادة بينها مركز طوارئ وعيادة متنقلة تتبع وزارة الصحة الفلسطينية‬  (الجزيرة نت)

ويقول المدير الطبي لمركز المقاصد الطبي في بلدة أبو ديس (شرق القدس) عبد الله أبو هلال إن الإجراءات الإسرائيلية على الحواجز العسكرية تحول دون وصول المريض إلى مراكز العلاج داخل المدينة في أقل وقت ممكن، كما يرفض الاحتلال دخول بعض المواطنين للعلاج في مستشفيات القدس بحجة المنع الأمني.

ويستذكر أبو هلال حادثة استشهاد الطفلة نور عفانة (14 عاماً) من بلدة أبو ديس عام 2013، مبينا أنها توفيت لتأخر وصولها إلى مستشفى بيت جالا الحكومي، بسبب إغلاق حاجز "الكونتينر" على المدخل الجنوبي للبلدة.

وقال إن إجراءات الاحتلال على الحاجز أدت إلى أزمة مرورية خانقة، حالت دون تمكن الإسعاف من تجاوز المركبات؛ مما اضطره لتحويل مسار الإسعاف إلى مستشفى رام الله الحكومي، لكن الطفلة فارقت الحياة في الطريق.

من جهته، قال مدير مديرية الصحة الفلسطينية بالقدس عطا قريع إن مستشفيات القدس توفر علاجا متخصصا لكل الفلسطينيين مثل غسيل الكلى وعلاج الأورام السرطانية في مستشفى أوغستا فيكتوريا (المطلع)، وجراحة القلب المفتوح في مستشفى المقاصد، وجراحة الأعصاب في مستشفى مار يوسف، والعناية المركزة لحديثي الولادة في مستشفيي الهلال الأحمر والمقاصد، وجراحة العيون في مستشفى سانت جون، وإعادة التأهيل للأطفال المعاقين في مستشفى الأميرة بسمة.

قريع: إجراءات الاحتلال تحول دون تقديم الخدمات الصحية للفلسطينيين في أنحاء القدس (الجزيرة نت)
قريع: إجراءات الاحتلال تحول دون تقديم الخدمات الصحية للفلسطينيين في أنحاء القدس (الجزيرة نت)

انتهاك حق أساسي
وذكر أن إمكانية الوصول المحدودة إلى القدس تؤثر على النظام الصحي من حيث وصول المرضى إلى الرعاية الطبية، والحصول على الخدمات، ووصول العاملين في المجال الطبي والطلاب إلى أماكن عملهم وتدريبهم.

وأكد قريع أن منظمة الصحة العالمية ترى أن الحصول على الخدمات الصحية عنصرًا رئيسيًا من عناصر الحق في الصحة، بينما يمثل الجدار وحده أكبر عقبة مفروضة على حركة الفلسطينيين من وإلى القدس، مما يحد من وصولهم إلى المرافق الصحية ويحول دون تقديم الخدمات الصحية لهم.

ووفق قريع، ففي القدس ٢٧ عيادة، بينها مركز طوارئ وعيادة متنقلة تتبع وزارة الصحة الفلسطينية، بالإضافة إلى تسع عيادات تتبع الهلال الأحمر الفلسطيني وجمعية المقاصد، وتقدم للمقدسيين الخدمات الطبية العادية.

المصدر : الجزيرة