القدس تودع عاما أثقلته انتهاكات الاحتلال
ودعت مدينة القدس المحتلة عاما قاسيا أثقلته انتهاكات الاحتلال لأغلب حقوق ساكنيها وعلى رأسها الحق في الحرية والسكن، فواصلت الإعدامات الميدانية وسياسة هدم المنازل والمنشآت المدنية واعتقال المقدسيين، خاصة الأطفال، وانتهاك حرمة المقدسات.
فقد أوضحت دراسة إحصائية أعدها مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني أن القدس قدمت في العام المنقضي 24 شهيدا من بين 126 شهيدا فلسطينيا ارتقوا خلال 2016. مؤكدا تركيز الاحتلال على القتل غاية أولى وليس وسيلة دفاعية.
أما على صعيد الاعتقالات فأفادت لجنة أهالي الأسرى في القدس بأن سلطات الاحتلال اعتقلت في العام الفائت 2029 مقدسيا، بينهم 757 طفلا و79 سيدة.
ويفسر المدير العام للبحوث في المركز عماد أبو عواد كثافة الاعتقالات عموما في عام 2016 بمساعي الاحتلال لترويج انتصارات تجسد قوة الردع التي تمتلكها تلك الأجهزة، فضلا عن الإذعان لتوجيهات المستوى السياسي باعتقال أقارب منفذي العمليات.
هدم وتشريد
على صعيد الحق في السكن، أفاد تقرير لمركز عبد الحوراني للدراسات والتوثيق بأن الاحتلال هدم في القدس خلال العام المنقضي (2016) 188 منزلا و121 منشأة تجارية من بين 1023 منزلا ومنشأة فلسطينية هدمت خلال 2016، كما أصدر 227 أمر هدم لمساكن ومنشآت مدنية في المدينة. مشيرا إلى إجبار المواطنين في بعض الحالات على هدم منازلهم بأيديهم.
وذكر المركز التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية أن من أبرز عمليات الهدم التي نفذتها سلطات الاحتلال في القدس هدمها لستة منازل تعود لعائلات شهداء ادعت بأنهم نفذوا عمليات فدائية ضدها، والشهداء هم بهاء عليان وعلاء أبو جمل وهما من حي جبل المكبر، وحسين أبو غوش وعيسى عساف وعنان أبو حبسة وثلاثتهم من مخيم قلنديا شمال القدس، إضافة إلى منزلي مصباح أبو صبيح في حي كفر عقب شمال القدس.
وأشار المركز في تقرير حصلت الجزيرة نت على ملخص له إلى أن سلطات الاحتلال استهدفت التجمعات البدوية في محيط مدينة القدس بعمليات هدم واسعة تركزت في تجمع أبو نوار شرق بلدة العيزرية، حيث هدمت المدرسة الوحيدة فيها التي تتكون من 6 غرف صفية، ومنطقة جبل البابا وتجمع المعازي في منطقة جبع شمال شرق القدس مما أدى إلى تشريد عشرات الأسر غالبيتهم من الأطفال.
وذكر التقرير من عمليات الهدم استهداف 39 شقة بعضها مأهول وبعضها قيد الإنشاء لمواطنين في قلنديا البلد بحجة عدم الترخيص، ومسجد قيد الإنشاء في بلدة صور باهر.
وقد تركزت عمليات الهدم في مدينة القدس في كل من بيت حنينا وسلوان وجبل المكبر والطور والعيسوية وعناتا وشعفاط والعيزرية وراس العمود وصور باهر ووادي الجوز والنبي صموئيل، والبلدة القديمة، كما أجبر عدة مواطنين في مدينة القدس على هدم بيوتهم بأيديهم تفاديا لدفع غرامات مالية باهظة في حال هدمها من قبل جرافات الاحتلال.
من جهته، سجل مركز أبحاث الأراضي ومقره القدس أكثر من مئة اعتداء على المسجد الأقصى في 2016، بينما تفيد معطيات دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية في القدس المحتلة بأن عام 2016 شهد اقتحام 14806 متطرفين لباحات المسجد الأقصى، وهو الرقم الأعلى مقارنة بالأعوام السابقة.
استيطان واقتحامات
ووفق المصدر ذاته فإن شهر أكتوبر/تشرين الأول المنصرم شهد أكبر عدد اقتحامات من حيث المرات وعدد المقتحمين الذي بلغ 2856 متطرفا، مبينا أن هذا العدد الكبير مرده إلى احتفالات اليهود بعيد العرش.
على الصعيد الاستيطاني، تمت خلال العام 2016 المصادقة على بناء 2600 وحدة استيطانية، في حين تم إيداع 1400 وحدة للمناقشة، ويجري بناء 2400 وحدة استيطانية أخرى بعد أن أحيلت مناقصاتها لشركات البناء والمقاولة.
وخلال 2016 استولى المستوطنون على ثلاثة مبان فلسطينية بالقدس: مبنيان في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى والثالث في حارة السعدية بالقدس القديمة.