مستوطنون يستولون على منزل بالقدس ويطردون ساكنيه

القدس -عائلة مازن قرش تفترض الأرض بعد أن طردها الاحتلال من منزلها في حارة السعدية وسلمه للمستوطنين صباح اليوم
عائلة قرش تفترش الشارع بعد استيلاء المستوطنين على منزلها في حارة السعدية (الجزيرة نت)

محمد أبو الفيلات- القدس

وثقت صفحة القدس بالجزيرة نت في بث مباشر لأكثر من ساعة صباح اليوم استيلاء الاحتلال على منزل فلسطيني في حارة السعدية بالقدس، وطرد الأسرة التي تسكنه إلى الشارع ثم طرد رب الأسرة إلى خارج أبواب القدس القديمة.

واستولت قوات الاحتلال على منزل المواطن المقدسي مازن كمال قرش وسلمته فورا للمستوطنين بعد إخراج ساكنيه منه عنوة بذريعة أن البيت ملك لجمعية عطيرة كوهنيم الاستيطانية وأنه مستأجر وغير محمي. 

وقال قرش للجزيرة نت إن عشرة عناصر من قوات الاحتلال اقتحموا منزله صباح اليوم الخميس، وأجبروه على إخلاء منزله الذي يسكنه منذ ٥٨ عاما، مشيرا إلى طرده وثمانية أفراد من عائلته، بينهم طفلان أصغرهم يبلغ من العمر شهرين. 

وأوضح أن عائلته مستأجرة للبيت منذ عام ١٩١٦ من إحدى العائلات المقدسية التي تعيش خارج فلسطين، مضيفا أنه ومنذ عام ٢٠١٠ يصارع هو والجمعية الاستيطانية في محاكم الاحتلال للبقاء في منزله إلا أن الأخيرة حكمت حكما نهائيا بإخراجه من منزله بتاريخ ١٥ سبتمبر/أيلول الجاري بزعم تملكه. 

قرش يبرز وثيقة استئجار عائلته لمنزله من مالكه قبل مئة عام (الجزيرة نت)
قرش يبرز وثيقة استئجار عائلته لمنزله من مالكه قبل مئة عام (الجزيرة نت)

ومنعت قوات الاحتلال قرش من الجلوس أمام منزله الذي أخلته منه، بذريعة أنه يشكل تهديدا على المستوطنين، واقتادته إلى خارج البلدة القديمة، ولم يعد بإمكانه البقاء في الحي الذي ولد فيه. 

وقالت ابنة قرش -بينما كانت تجلس على كرسي بلاستيكي أمام منزلها المصادر- إن قوات الاحتلال اقتحمت منزلهم ومنعتهم من إخراج ممتلكاتهم منه وإطعام طفليها، مضيفة أنها وأطفالها وعائلتها أصبحوا بلا مأوى ولا منزل يحميهم.

على كرسي آخر بجوار ابنتها، جلست  زوجة قرش وقالت إنها تعيش في المنزل منذ ٢٨ عاما، موضحة أنها تزوجت وأنجبت جميع أولادها فيه، والآن تشعر بأنها فقدت أحد أبنائها كونها عاشت في هذا المنزل أجمل أيام حياتها وجميع ذكرياتها فيه.

الاحتلال رفض السماح لقرش بالجلوس أمام منزله وأبعد خارج أسوار القدس القديمة (الجزيرة نت)
الاحتلال رفض السماح لقرش بالجلوس أمام منزله وأبعد خارج أسوار القدس القديمة (الجزيرة نت)

ويشير مازن قرش إلى أن محكمة الاحتلال حكمت بإخراجه من المنزل وتغريمه مبلغ ٢٧٠ ألف شيكل (نحو70 ألف دولار) يدفعها للجمعية الاستيطانية بدلا من إيجار استخدامه للمنزل منذ عام ٢٠١٠ أي منذ انتهاء مدة حمايته كمستأجر وفق قوانين الاحتلال. 

يذكر أن قوات الاحتلال استولت على الجزء الأكبر من المنزل ذاته عام ٢٠١٠، واقتحمه المستوطنون بينما كانت العائلة في إحدى الزيارات العائلية خارج المنزل، ومنعتهم من الدخول إليه، مشردة بذلك ٤٠ فردا من عائلة قرش، واليوم الخميس استكملت قوات الاحتلال السيطرة على المنزل الذي تبلغ مساحته الكلية ٤٢٠ مترا مربعا.

المصدر : الجزيرة