أطفال غزيون مصابون بالسرطان يزورون الأقصى

أطفال من غزة مصابون بمرض السرطان يزورون القدس والمسجد الأقصى
مجموعة من خمسين طفلا غزيا وصلوا الأقصى الخميس (الجزيرة نت)

محمد أبو الفيلات-القدس

لم تستطع الغزية سمر شعبان إخفاء فرحتها عندما سمح لها الاحتلال الإسرائيلي بالصلاة في المسجد الأقصى، فرغم زيارتها المتكررة للأراضي المحتلة عام ١٩٤٨ على مدار سنوات لعلاج ابنتها المصابة بمرض السرطان فإنها لم تتمكن من زيارة القدس لأن تصريحها لا يسمح لها بالوصول إلا لمستشفى "أخلف" في تل أبيب.

أما أمس الخميس فكان مختلفا، حيث تمكنت السيدة الغزية وبجهود مؤسسة بسمة أمل من الوصول إلى الأقصى بصحبة خمسين مريضا بمرض السرطان يرافقهم خمسون من ذويهم.

وتقول سمر شعبان -وهي من سكان حي الزيتون في قطاع غزة– إنها ترافق طفلتها ذات الخمس سنوات والمصابة بمرض سرطان الدم، موضحة أن حلمها لزيارة المسجد الأقصى أصبح حقيقة "فلطالما ابتهلت إلى الله أن أزور القدس وأصلي في المسجد الأقصى، وأنا اليوم داخله".

وكان من بين الزوار الطفلة دعاء أبو طير (ست سنوات) المصابة بسرطان الدم، وتقول بينما تضع الكمامة على أنفها خشية انتقال الجراثيم وعواقبها في ظل ضعف جهازها المناعي بسبب الجرعات العلاجية التي تخضع لها إنها رغم طول الانتظار على حاجز بيت حانون بين إسرائيل وغزة فإنها لا تشعر بالتعب على الإطلاق، فبعد أن شاهدت قبة الصخرة على شاشات التلفاز وسمعت من والديها الكثير عن جمال المسجد هي سعيدة جدا اليوم بزيارته.

وخلال الزيارة تعرف الأطفال ومرافقوهم على معالم المسجد الأقصى، وتجولوا في المتحف الإسلامي الذي يحوي الكثير من الآثار الإسلامية النفيسة التي تعود لكافة العصور الإسلامية التي حكمت القدس، وزاروا مكتبة الأقصى التي تعد من كبرى مكتبات القدس وتحتوي كتبا ومراجع قيمة ونادرة.

من جهتها، بينت المنسقة العامة في مؤسسة "بسمة أمل" هيا عودة الله أن المؤسسة تسعى لتوفير السعادة لمرضى السرطان بقطاع غزة كونهم يعانون ويلات المرض وويلات الحصار، ولذلك نظمت المؤسسة زيارة إلى المسجد الأقصى لـ150 طفلا غزيا مصابين بمرض السرطان، موضحة أنهم سيصلون على ثلاث دفعات كون الاحتلال لم يسمح لهم بالخروج من قطاع غزة دفعة واحدة.

وتضيف الناشطة في الجمعية -ومقرها في غزة- أن مؤسستها المهتمة بتقديم خدمات لمرضى السرطان بقطاع غزة اختارت المسجد الأقصى ليكون وجهة الغزيين، وذلك لعلمها أن أهالي قطاع غرة متعلقون بالقدس والمسجد الأقصى وشغوفون بمثل هذه الزيارة.

وأشارت إلى عقد عدة فعاليات ترفيهية للأطفال في ساحات المسجد الأقصى ومكتبته، وتوزيع هدايا وملابس جديدة على كل منهم، عدا عن توفير وجبات طعام لهم ولذويهم قبل مغادرتهم القدس إلى قطاع غزة مساء أمس.

المصدر : الجزيرة