تجار القدس يشتكون الركود قبيل العيد

سوق خان الزيت بالبلدة القديمة بالقدس يكاد يخلو من المارة في آخر أيام رمضان المبارك
الاحتلال ألغى 83 ألف تصريح لدخول القدس كان يفترض أن يساهم أصحابها في إنعاش الاقتصاد المقدسي (الجزيرة نت)

أسيل جندي-القدس

يتوجه التاجر المقدسي جهاد الرجبي كل صباح إلى حانوته الواقع في طريق الواد بالبلدة القديمة من القدس، رغم يقينه بعدم جدوى ذلك، لانعدام الحركة الشرائية في أسواق القدس، فلم يعد شهر رمضان موسما لإنعاش التجار وتعويضهم عن الخسائر المادية التي يتكبدونها طوال العام.

ومع إجماع التجار على أن بناء الجدار العازل عام 2002 كان المقدمة لانهيار الاقتصاد المقدسي، فإن إجراءات الاحتلال وتدهور الأوضاع الأمنية بالقدس والضفة الغربية يعد العامل الأبرز في احتضار الحركة التجارية في المدينة خلال الشهور الأخيرة.

وقال الرجبي إنه لم يُكلّف نفسه هذا العام شراء بضائع جديدة قبيل رمضان لعرضها في محله المختص ببيع التحف السياحية والجلديات، ليقينه بأن رمضان سيمر كغيره من الشهور بل ربما أسوأ.

‪المحلات التجارية بالقدس خاوية رغم اقتراب عيد الفطر‬ (الجزيرة نت)
‪المحلات التجارية بالقدس خاوية رغم اقتراب عيد الفطر‬ (الجزيرة نت)

ركود
وأضاف التاجر المقدسي في حديثه للجزيرة نت "نعتمد بالأساس على فئة الشباب الذي يتجولون في أسواق القدس وأزقتها وينعشون تجارتها، وهؤلاء تم منعهم من دخول القدس في رمضان بعد إلغاء التصاريح التي تسمح لهم بذلك".

وبالانعطاف باتجاه سوق خان الزيت، يشكو التجار على اختلاف محالهم من شح المارة أيضا، فمطاعم البلدة القديمة التي يعتمد أصحابها على زوار المسجد الأقصى في العشر الأواخر تضرروا بشكل كبير بمنع دخول عشرات الآلاف منهم، واقتصار دخول المصلين أيام الجمعة فقط.

وأشار صاحب أحد المطاعم (نبيل الشاويش) إلى أنهم اعتمدوا على الحركة السياحية منذ عام 2002، لكن مع تصاعد الهجمة الإسرائيلية ضد التجار المقدسيين والمتمثلة بإبعاد السياح عن المناطق العربية، اقتصر دخل المطاعم على أهالي البلدة القديمة، بالإضافة لزوار المسجد الأقصى خاصة في شهر رمضان.

وتابع الشاويش أن الديون المتراكمة على المطعم ما بين ضريبة الأملاك (الأرنونا) والمخالفات والضرائب الأخرى تصل إلى مليون شيكل (نحو260 ألف دولار أميركي) ومع ذلك يصمد داخل مطعمه "أنا أمام خيارين أحلاهما مر: إما أن أُبقي المطعم مفتوحا وأتكبد مزيدا من الخسائر أو أُغلقه لمصير مجهول قد يكون استيلاء الجمعيات الاستيطانية عليه مستقبلا، لذلك أُفضل الخسائر في سبيل الحفاظ عليه".

ولا يختلف حال الأسواق خارج أسوار القدس التاريخية عن داخلها، فيعاني التجار في شارع صلاح الدين الأيوبي -وهو أكثر شوارع القدس حيوية- من الركود. وقال التاجر رامي قرّش إن لجوء المقدسيين لمراكز التسوق الإسرائيلية هو أبرز أسباب انعدام الحركة الشرائية في أسواق القدس العربية.

وأردف "نستورد أجود الملابس النسائية التركية وندفع مبالغ طائلة على الموانئ الإسرائيلية جمارك وضرائب، وفي النهاية تتراكم البضائع في محالنا ويمضي العيد تلو الآخر ونحن نتكبد مزيدا من الخسائر ولم نُغلق أبواب محالنا حتى الآن على أمل تغير الحال للأفضل".

‪قرش: التوجه للمراكز التجارية الإسرائيلية يحرم المحلات الفلسطينية من المتسوقين‬ (الجزيرة نت)
‪قرش: التوجه للمراكز التجارية الإسرائيلية يحرم المحلات الفلسطينية من المتسوقين‬ (الجزيرة نت)

صرخات الاقتصاد
وفي تعقيبه على تدهور الاقتصاد المقدسي بشكل متسارع، قال مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية زياد الحموري إن التجار اعتمدوا سابقا على السياح وأهالي الضفة الغربية وقطاع غزة، لكن مع إحكام القبضة الإسرائيلية على المدينة وإغلاقها بوجه الجميع أصبح من الصعب على المقدسيين أنفسهم التوجه لأسواق مدينتهم.

وأضاف الحموري أن قيام شرطة الاحتلال والقوات الخاصة بالتصعيد في الأقصى وإطلاق الرصاص والقنابل زاد من معاناة التجار، إذ امتنع الكثير من المواطنين عن التوجه للأقصى أو التجول بالأسواق.

وتابع "صرخات القطاع التجاري المقدسي مدوية، ومع ذلك لا يوجد دعم لتجار المدينة من الجهات المسؤولة لمساعدتهم على الصمود في محالهم وللحفاظ على وجودهم في المدينة".

يُذكر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ألغت 83 ألف تصريح دخول للقدس لأهالي الضفة الغربية بداية رمضان، خلافا للمتبع منذ سنوات بحجة وقوع عملية إطلاق نار وقعت مع مقدم شهر رمضان في تل أبيب والذي نفذها من الضفة.

المصدر : الجزيرة