نتنياهو يعاقب رواد الأقصى بشح الخدمات

متوضأ في المسجد الأقصى
أماكن الوضوء والخدمات الصحية لا تكفي لرواد المسجد الأقصى (الجزيرة)
محمد أبو الفيلات-القدس

لا يألو الاحتلال جهدا في التنغيص على رواد المسجد الأقصى والمصلين فيه. فاستكمالا لسياسة إبعاد المصلين عنه واحتجاز هويات الوافدين إليه، منع الاحتلال مؤخرا دائرة الأوقاف الإسلامية من افتتاح وحدة حمامات عامة لراحة المصلين أنشأتها بالقرب من باب الغوانمة، أحد أبواب المسجد الأقصى.

وتقوم دائرة الأوقاف في القدس منذ عامين، بترميم وتحديث وحدة المراحيض القديمة التي كانت مهجورة في منطقة باب الغوانمة، حيث أنشأت داخل الوحدة الجديدة 100 مرحاض لخدمة المصلين الذين يترددون بكثافة على الأقصى خاصة في رمضان، إلا أن الاحتلال أفشل المشروع بذريعة وجود آثار.

وحاولت الأوقاف بالمشروع تعويض النقص في عدد الحمامات في المسجد التي لا تخدم سوى 5% من المصلين وخاصة في شهر رمضان، حيث يصطف المصلون على أبواب خمس وحدات صحية موجودة حاليا في طوابير طويلة للوضوء وقضاء الحاجة.

نفي مؤكد
ونفى مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس محمد عزام الخطيب بشدة ادعاء الاحتلال وجود آثار داخل وحدة الحمامات الجديدة، موضحا أن دائرة الأوقاف الإسرائيلية كانت تتردد على المكان من الأيام الأولى لبدء العمل ولم تكن هناك أي دلائل على هذا الادعاء. وأشار إلى أن تكلفة إنشاء الوحدات الجديدة وصلت إلى ثلاثة ملايين شيكل.

وصدر قرار منع الأوقاف من افتتاح وحدة الحمامات الجديدة مؤخرا من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بهدف إيصال رسالة إلى الأردن المسؤول عن المسجد الأقصى وإلى العرب كافة بأن السيادة الإسرائيلية هي القائمة على المسجد وبأنه لا يستطيع أي أحد إقامة أي أعمال دون إذن الاحتلال، وفق تفسير رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث ناجح بكيرات.

وبحسب بكيرات فإن الاحتلال يهدف أيضا إلى تجفيف المسجد الأقصى "فالاحتلال يعطي تصاريح لأهل الضفة الغربية للصلاة في المسجد الأقصى، وفي ذات الوقت يمنع عنهم الخدمات".

ولم يستبعد بكيرات أن يكون هدف الاحتلال من خطوته محاولة منع تنمية الوقف الإسلامي في مدينة القدس "لأن تنمية الوقف تعيد المعالم الإسلامية للمدينة إلى أصلها وتعيد استخدامها، على عكس ما يطمح إليه الاحتلال وهو الاستيلاء على المباني".

وتعد منطقة باب الغوانمة التي كان يفترض افتتاح الوحدات الصحية فيها من أهم المناطق في المسجد الأقصى المبارك، لكونها تقع في الزاوية الشمالية الغربية من المسجد الأقصى التي يمر أسفلها نفق احتلالي، ولذلك يريد الاحتلال أن تكون منطقة خالية من المسلمين، وفق بكيرات الذي أشار إلى قيام مستوطن عام 1996 بحرقه، وقبل ذلك اقتحامه من قبل الجندي هاري غولدمان، وإطلاق الرصاص على المصلين في قبة الصخرة مما أدى إلى استشهاد بعضهم واصابة العشرات منهم.

دورات المياه في المسجد الأقصى لا تكفي سوى 5% من المصلين (الجزيرة)
دورات المياه في المسجد الأقصى لا تكفي سوى 5% من المصلين (الجزيرة)

ليس الأول
وليست وحدة الحمامات الجديدة في باب الغوانمة المشروع الوحيد الذي توقفه سلطات الاحتلال، حيث سعت دائرة الأوقاف الإسلامية للقيام بعدة مشاريع خدمية في المسجد الأقصى، منها مظلات كهربائية كبيرة في ساحاته على غرار المظلات الموجودة في ساحات الحرم النبوي في المدينة المنورة، وإصلاح الطريق المحاذي للرواق الغربي، وتنظيف ساحات الجهة الشرقية للأقصى من الحجارة، لكن الاحتلال لم يسمح بشيء من ذلك.

ويرى رئيس أكاديمية الأقصى أن الاحتلال لا يريد أي نجاح لأي مؤسسة عربية في مدينة القدس سواء كانت دائرة الأوقاف الإسلامية أو غيرها؛ ليبقى هو المسيطر.

وقال إن ذلك اتضح عندما أرادت دائرة الأوقاف الإسلامية ترميم المصلى المرواني في المسجد الأقصى، وإعادة افتتاحه عام 1996 حيث أخذ الاحتلال يتذرع بعدة ذرائع لمنع افتتاحه، وعندما افتتح أخذ يروج دعاية ترهيبية للمصلين بأنه متهالك ويعرض حياة المصلين للخطر، وذلك لصد الناس عن الصلاة فيه.

المصدر : الجزيرة