مطعم البراق بالقدس.. معركة الصمود بوجه الاقتلاع
ريم الهندي-القدس
اسم المطعم أثار غضب سلطات الاحتلال الإسرائيلية كونه يحمل الاسم العربي الإسلامي للحائط الذي تسيطر عليه إسرائيل وتسعى منذ احتلال القدس لتهويده بالكامل، إلا أن غيث نجح في انتزاع رخصة المطعم بالاسم الذي أراده.
افتتح غيث مطعمه عام 2000 ليتلقى فورا عرضا لبيعه مقابل مليون دولار ارتفع ليصل إلى مئة مليون دولار، قبل أن يعلن الاحتلال الحرب على العائلة ومصدر رزقها بعد أن أصرت على رفض البيع.
تدور هذه الحكاية على بعد أمتار من مدخل حائط البراق في المسجد الأقصى، وأطرافها بلدية الاحتلال بالقدس وجهازُ الشرطة ومستوطنون من جهة، مقابل سعيد غيث وعائلته من جهة أخرى.
مضايقات متواصلة
ويرى غيث أن المعاناة ترجع لوجوده بإحدى أهم مناطق القدس، ووجود بيوت للمستوطنين قرب منزله ومطعمه، إضافة لعدة محلات مغلقة يجري العمل على تحويلها إلى متحف وكنيس لليهود.
ولا ينسى غيث الاعتداء على نجليه بالضرب المبرح من قبل جنود الاحتلال في بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 لمجرد أن أحدهما طلب من الجنود إفساح الطريق ليمر بسيارته، ويقول إن هذه الواقعة كانت منذ افتتاحه المطعم وجاءت في سياق الضغوط الأولية على العائلة لإجبارها على مغادرة المنطقة.
ويتحدث صاحب المطعم عن "أيام سود" تعيشها عائلته في كل عيد يحتفل به المستوطنون في القدس، حيث يُجبرون على إغلاق المطعم، مما يزيد من معاناته، خصوصا مع تواضع إقبال الزبائن مقابل زيادة في المصاريف.
ويوضح أن سلطات الاحتلال تلزمه بدفع ضرائب عديدة أبرزها "الأرنونا"، فيدفع نحو 13 ألف دولار أميركي ضريبة عن مطعمه، ويعلق قائلا "أدفعها حتى لا أكون مكسورا أمامهم أو أتيح لهم فرصة لتهديدي وابتزازي، وأضطر إلى أن أقطع الأكل عني وعن أفراد عائلتي حتى أدفع هذه الضرائب"، مبينا أنه لا يرفض أي مطالب جديدة حتى يغلق على الاحتلال كل المنافذ لمصادرة المطعم.
وقف قانوني
ويُمنع غيث من إقامة أي احتفالات بمطعمه لاجتذاب الزبائن بدعوى أن ذلك يزعج المستوطنين في المنطقة، في حين يُسمح لأصحاب مطعم "المبكى" بإقامة احتفالات يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، ومضايقته بشكل مستمر دون أي تدخل من أذرع الاحتلال.
ويضيف أن آخر ما توصلت إليه بلدية الاحتلال للضغط عليه هو إجباره على تغيير اللافتة التي تحمل اسم المطعم بدعوى أنها تتعارض مع شكل الحجر، مما كلفه نحو 1800 دولار.
ويشير سعيد غيث إلى أنه أقدم مؤخرا على "وقف مطعمه ومنزله بشكل رسمي وقانوني" كي يمنع أيا من ورثته مستقبلا من بيع هذه الأملاك لأي جهة، حتى لا تصل بشكل مباشر أو غير مباشر لأيدي المستوطنين.