"شهيد" و"انتفاضة" تقودان صحفية مقدسية للمحاكمة

عوض الرجوب-الاحتلال يحاكم صحفية مقدسية لاستخدامها كلمتي "شهيد" و"انتفاضة" -الصحيفة سماح الدويك متهمة بالتحريض على شبكات التواصل الاجتماعي (الجزيرة نت)
الصحفية سماح الدويك متهمة بالتحريض على شبكات التواصل الاجتماعي (الجزيرة نت)

ريم الهندي-القدس

"بنت أبيها"، هكذا تصف منى دويك ابنتها الأسيرة الصحفية سماح دويك من القدس؛ فالفتاة عرفت منذ طفولتها بشخصيتها الكتومة، إضافة إلى جرأتها وعصبيتها، لتكون بذلك شبيهة بوالدها تماما، عدا عن حبها للتعبير وقوة ألفاظها، وإقبالها بنهم على قراءة الأدب، ليكون اختيارها دراسة الصحافة قرارا غير مفاجئ لأحد.

تخرجت سماح دويك من جامعة القدس عام 2013، وتوجهت نحو كتابة التقارير والقصص الصحفية والتغطيات الميدانية.

وتقول الوالدة إن ابنتها اكتسبت مع مرور الزمن شخصية قوية نتيجة اشتراكها في عدة مخيمات صيفية ودورات تدريبية مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، منها دورة إسعاف استمرت ثلاثة مستويات.

سجن قاس
صباح العاشر من أبريل/نيسان الماضي اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة سماح دويك في منطقة رأس العامود ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى وفتشته بالكامل، وخلال تفتيشهم وقعت علبة حناء في يد أحد الجنود، فسأل نوال دويك: "ما هذا؟"، فأجابت "حنا"، ليرد سائلا: "ووين المخدرات؟ وين السلاح؟"، لتجيب نوال: "السلاح عندك أنت".

انتهى الأمر باعتقال سماح ومصادرة جهازي حاسوب شخصيين، والهاتف النقال الخاص بوالدتها، إضافة إلى كتب خاصة بتعليم التجويد، وكتاب جامعي يخص إسراء شقيقة سماح.

ولاحقا علمت العائلة أن ابنتها متهمة بالتحريض على خلفية منشورات نشرتها على حسابها الشخصي عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

يقول الموكل بالدفاع عن الأسيرة سماح المحامي رمزي كتيلات إن محكمة الاحتلال ترفض التعامل معها كصحفية، قائلة إنها تحاسب على خلفية منشورات على فيسبوك، وليس بسبب مواد صحفية في إطار عملها.

بينما تقول النيابة إن عمل سماح صحفية جعلها شخصية معروفة، ولديها أكثر من ثلاثة آلاف صديق على حسابها الشخصي، مما زاد من خطورة منشوراتها، حسب زعمها.

وتقول الأم إنها زارت ابنتها في السجن، وتروي معاناتها في تلك الرحلة، وكيف تعرض أفراد العائلة لتفتيش جسدي دقيق، ومنعت إدارة السجن إدخال قطع من الثياب لابنتهم الأسيرة. 

تقول علا شقيقة سماح إن زجاجا عازلا فصل بينها وبين شقيقتها، فتحدثا عبر سماعة الهاتف، مضيفة أن الإضاءة في جهة سماح كانت خافتة؛ مما جعل رؤيتها صعبة، كما أن عناصر الحراسة في السجن كانوا يجرون عربات حديد لها صوت مزعج جدا، مما جعل الحديث مع سماح صعب أيضا.

اعتصام سابق احتجاجا على سياسات الاحتلال باستهداف الصحفيين واعتقالهم (الجزيرة)
اعتصام سابق احتجاجا على سياسات الاحتلال باستهداف الصحفيين واعتقالهم (الجزيرة)

تهمة التحريض
وخلال جلسة المحاكمة حددت محكمة الاحتلال الأول من يونيو/حزيران المقبل موعدا لعقد جلسة إضافية، ومنحت المحامي كتيلات والنيابة فرصة التفاوض للتوصل إلى صفقة تنهي القضية.

ويوضح كتيلات أن النيابة تطالب بحكم مماثل للأحكام الصادرة مؤخرا على خلفية قضايا التحريض، أي ما يتراوح بين تسعة أشهر وعام كامل، وهو ما يراه حكما جائرا كون المصطلحات التي تحاسب سماح على استخدامها -وهي "الشهيد" و"الانتفاضة"- دارجة في الإعلام الفلسطيني والعربي.

وتتحدث إسراء شقيقة سماح منوهة إلى حلمها المشترك مع سماح بالسفر إلى تركيا للحصول على الدراسات العليا في تخصص كل منهما، وقبل ذلك التطوع مع حرس المسجد الأقصى في رمضان، مؤكدة أنها ما زالت بانتظار تحرر شقيقتها لإكمال طريقهما نحو الحلم الكبير.

المصدر : الجزيرة