القدس تتجسد بأعمال فناني غزة

أحمد عبد العال-غزة
ولم تغب المدينة المقدسة عن لوحات رسمها فنانون من غزة، فهي حاضرة بكل تفاصيلها، بأسواقها العتيقة ومعالمها التراثية والدينية وبيوتها وقبابها، وفي مقدمة كل ذلك يأتي المسجد الأقصى، بوصفه رمزا للصراع على المدينة المقدسة وكل فلسطين.
وفي غزة، يؤكد فنانونها أن الأغلبية منهم لا تخلو أعمالهم من رسومات المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وكل ما يتعلق بالمدينة المقدسة، وذلك رغبة في التعريف بها وتعزيز هويتها الإسلامية المقدسة.

توثيق المعالم
وتحاول الفنانة التشكيلية الفلسطينية آية عبد الرحمن توثيق جزء من معالم المدينة المقدسة التي عاش فيها أشخاص من أعراق وديانات مختلفة.
وتعكف الفنانة -التي تنحدر عائلتها من أصول مقدسية- على توثيق قصص وتاريخ ومعالم القدس التراثية والدينية عبر لوحات ونقوش ومجسمات فنية، للتعبير عن ارتباط الفلسطينيين الروحي بها، وتعريف الفلسطينيين والشباب في المهجر ببلادهم ومعالمها، وتذكيرهم بها بشكل متواصل.
ولا تقتصر أعمال الفنانة التشكيلية الفلسطينية على ذلك، فهي تصنع نماذج للأحجار ذات النقوش المختلفة التي ترمز للعائلات المقدسية، في محاولة للتعريف بكل ما تحتويه المدينة المقدسة من معالم وتقاليد وتفاصيل.
وكانت العائلات المقدسية تضع حجرا يرمز لها على أبواب البيوت، ويحتوي على نقوش متنوعة تصنع يدويا تعرف العائلة من خلاله، وتكون من هذا الحجر نسخة في الغرفة التي عرج منها النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة الإسراء والمعراج.
كما تصنع الفنانة نماذج ومجسمات لمعالم في مدينة القدس، من أبرزها مسجد قبة الصخرة، إضافة إلى صنع نماذج للفسيفساء الزرقاء التي تزين قبة الصخرة باستخدام مادة "الجص" وألواح خشبية وبعض الألوان.

لوحات بالحناء
بدورها، اختارت الفنانة التشكيلية الفلسطينية فاطيما الغول تجسيد معالم إسلامية وتاريخية من مدينة القدس ومدن فلسطينية أخرى في لوحة رسمتها بالحناء فقط.
وتضمنت لوحة "نقش الحناء" -التي استغرقت الفنانة عدة أشهر في رسمها- نقوشا لمعالم بمدينة القدس وباحات المسجد الأقصى، ومبان تاريخية ودينية من مدينتي بيت لحم وحيفا، منها كنيسة المهد وبرج الساعة.
ويطالب الفنانون الجهات المختصة بدعم أعمالهم لمواصلة العمل، لإيمانهم بأن الفن إحدى أهم الوسائل لإثبات حق الفلسطينيين في أرضهم ومقدساتهم، ومقاومة عمليات الخداع التي يقوم الاحتلال باستخدامها لتهويد مدينة القدس.