بفعل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه في مدينة القدس، فقد آلاف الفلسطينيين حق إقامتهم في المدينة، وذلك بناء على الحدود الإدارية للمدينة من وجهة نظر الاحتلال الذي يعتبر القدس جزءاً من إسرائيل.
ويعتبر الفلسطينيون الذين يقيمون بضواحي مدينة القدس فاقدين لحق الإقامة فيها، كما هو حال المقدسيين الذين يقيمون في باقي المحافظات الفلسطينية، أو الطلبة الذين يتلقون تعليمهم خارج فلسطين، وأولئك الذين يقيمون بشكل مؤقت في الخارج.
وتشير بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن مصادرة وإلغاء بطاقات الهوية المقدسية المعلنة رسميا من داخلية الاحتلال بلغت 14.481 بطاقة بين عامي 1967-2014، بينها هويات أرباب أسر، مما يعني سحب هوية الأفراد المسجلين ضمن هوية رب الأسرة بشكل تلقائي.
حق الإقامة ووفقا للجهاز -نقلا عن مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في فلسطين (بتسيلم)- فقد أسقطت الداخلية الإسرائيلية حق الإقامة عن 107 مقدسيين خلال عام 2014، بينما أسقط هذا الحق عن 106 مقدسيين خلال عام 2013.
وفيما يتعلق بعدد طلبات لمّ الشمل للأزواج والأولاد بمكتب داخلية الاحتلال بالقدس الشرقية، طبقا لبيانات مؤسسة الميثاق لحقوق الإنسان بالقدس، فقد يشمل الطلب الواحد عدة أفراد خلال عامي 2012-2013، وقد بلغ 1.255 طلبا، صودق على 405 طلبات منها، ورفض 174 طلبا، وجمد 84 طلبا، و592 طلباً ما زالت قيد المعالجة.
234 شهيدا فلسطينيا بالقدس خلال الفترة بين عامي 1988 و2015 (الجزيرة)
شهداء ومعتقلون
بلغ عدد شهداء القدس 209 شهيدا خلال الفترة من 1988 إلى 2014، يضاف إليهم شهداء الهبّة الأخيرة، والبالغ عددهم 34، منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول وحتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2015، منهم 24 شهيدا من داخل المدينة، والباقي من بلداتها وباقي المحافظات الفلسطينية الذين استشهدوا على أرضها.
وعلى جانب الاعتقالات، تشير معطيات مركز معلومات وادي حلوة إلى اعتقال 2297 مقدسيا خلال عام 2015، بينهم 860 قاصرا، و219 سيدة.
ولم تكتف سلطات الاحتلال بالانتهاكات السابقة، بل تقوم بهدم المنازل الفلسطينية ووضع عراقيل ومعوقات لإصدار تراخيص البناء للفلسطينيين، حيث تم هدم 215 منشأة ومسكنا بمحافظة القدس عام 2015، إضافة إلى تهديد 150 منشأة أخرى بالهدم، وفق معطيات مركز أبحاث الأراضي.
ووفق جهاز الإحصاء الفلسطيني، فقد بلغ عدد البيوت المهدمة منذ عام 1967 وحتى نهاية 2014 حوالي 1725 منزلا، أسفر هدمها عن تشريد 8166 فردا.
الجدار العازل
يُعد الجدار العازل من أبرز انتهاكات الاحتلال لحقوق المقدسيين، حيث بلغت نسبة الأسر الفلسطينية بمحافظة القدس التي تجد صعوبة في زيارة الأهل والأقارب بسببه 52.2%، وذلك وفق استطلاع أجري عام 2013.
كما أفاد 53.1% من المقدسيين بصعوبة ممارسة النشاطات الاجتماعية، و62% يجدون صعوبة في ممارسة النشاطات الترفيهية والثقافية والدينية، و39.8% يواجهون صعوبة في الوصول للخدمات الصحية، و52.5% يشكون من زيادة تكلفة المواصلات.
وبفعل الجدار، عزلت عشرات القرى والأحياء الفلسطينية خارج القدس، لتفصل قرابة 120 ألف فلسطيني عن مركز حياتهم بالمدينة، وفق معطيات جمعية حقوق المواطن الإسرائيلية.
الاستيطان
في ملف الاستيطان ومصادرة الأراضي، بلغ عدد المستوطنات الإسرائيلية 26 مستوطنة نهاية 2013. ويتضح من البيانات أن معظم المستوطنين يسكنون محافظة القدس بواقع 281.684 مستوطنا من بين حوالي 580.800 مستوطن يسكنون 148 مستوطنة بالضفة.
ووفق منشورات مركز معلومات وادي حلوة بالقدس، فقد استولت جمعيتا العاد الاستيطانية وعطريت كوهنيم خلال 2015 على عدة عقارات فلسطينية، في حين واصلت سلطات الاحتلال توسيع المستوطنات بالمدينة.
وأكد المركز بناء 356 وحدة استيطانية خلال الفترة بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول 2015، إضافة إلى عمل بنية تحتية لمشاريع بناء 1800 وحدة أخرى بمستوطنات رامات شلومو وراموت وجيلو.
وذكر أنه تم طرح عطاءات لبناء أكثر من 1160 وحدة استيطانية، والموافقة على خطط لبناء 2493 وحدة، فضلا عن مساعي جمعيات استيطانية للحصول على تراخيص لبناء عشرات الوحدات الأخرى.
شرطة الاحتلال تمنع المرابطين من دخول الأقصى عند باب السلسلة (الجزيرة)
الأقصى المبارك
في الملف الساخن دوما، استهدف المسجد الأقصى بشكل مباشر منذ عام 1967. فقد تعرض المسجد المبارك لمحاولة حرق على أيدي متطرف يهودي يوم 21 أغسطس/آب 1969، وارتكب الاحتلال مجزرة في باحاته يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول 1990.
وبشكل غير مسبوق في الأعوام الأخيرة، تسارعت خطى جهات حكومية وشرطية وقيادات يمينية يهودية متطرفة عليه، لتهويده، حيثعقدت عام 2015 جلسات خاصة وعامة لبحث "فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على المسجد الأقصى" وسحب الوصاية الأردنية منه، وتخصيص أماكن خاصة لصلاة اليهود وتخصيص أيام معينة خاصة في الأعياد.
وخلال 2015، واصلت السلطات الإسرائيلية إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين ووضعت قوائم للممنوعين من دخوله، وصلت إلى سبعين اسما أغلبهم من النساء، بينما اقتحمت القوات الإسرائيلية المدججة بالأسلحة قلب المسجد القبلي.
وتحولت الأعياد اليهودية المختلفة إلى موسم لإغلاق معظم أبواب الأقصى المبارك، والتحكم بدخول وخروج المصلين منه، واعتدت عليه نحو ثلاثمئة مرة خلال عام 2015، بزيادة مئة اقتحام عن العام الذي سبقه، بينما بلغ عدد المقتحمين للمسجد المبارك خلال عام 2015 حوالي 14 ألف مقتحم.