عائلة فتى مقدسي تطالب بالتحقيق في إعدامه

فلسطين رام الله 28 ديسمبر 2016 طفل من أقارب الشهيد محمد زيدان يحمل صورته خلال مظاهرة للمطالبة بتسليم جثامين الشهداء المحتجزة
محمد زيدان كان متوفقا في الرياضيات رغم معاناته من فشل في كليته الوحيدة (الجزيرة نت)

ميرفت صادق-ضواحي القدس

منذ إعدامه على حاجز مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تنتظر عائلة الشهيد الفتى محمد زيدان (14 عاما) تسلم جثمانه، وهي تقلب ذكرياتها مع الابن الذي عرف بـ"بطل الرياضيات" وبتفوقه الدراسي. 

كان محمد -وهو من بلدة بير نبالا شمال القدس- يدرس في الصف التاسع الأساسي ويعاني من مشاكل صحية، حيث يعيش بكلية واحدة منذ ولادته ويعاني من فشل فيها، وكان على وشك البدء بغسيلها بعد فترة طويلة من خضوعه للعلاج.

يوم استشهاده في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي خرج محمد من المنزل بعد أن أخبر أمه بأنه يشعر بالملل ولن يتأخر خارج البيت، لكن بعد أقل من ساعة سمعت العائلة خبر استشهاد شخص على حاجز المخيم، وفق والده نبيل زيدان.

خرج ولم يعد
خرج الوالد -كما فعل الكثيرون- إلى منطقة الحاجز وكان مغلقا، وهناك علم بأن الفتى الذي أعدم هو نجله الأوسط، وذلك بعد أن استدعاه جنود الاحتلال للتحقيق وأظهروا له صورا فوتوغرافية قريبة تؤكد هويته.

فاطمة زيدان: كان محمد مريضا ويمر بهذا الحاجز يوميا ولا يمكن أن يشكل خطرا على جيش محصن (الجزيرة نت)
فاطمة زيدان: كان محمد مريضا ويمر بهذا الحاجز يوميا ولا يمكن أن يشكل خطرا على جيش محصن (الجزيرة نت)

وفيما أعلن جيش الاحتلال أن زيدان حاول طعن جندي إسرائيلي على الحاجز قال والده "حتى لو صدق ادعاء جيش الاحتلال فالحاجز والجنود محصنون ولا يمكن لطفل مريض أن يعرضهم للخطر".

وحسب والده، فإن الاحتلال وافق منتصف ديسمبر/كانون الأول الجاري على تسليم جثمان بشروط "مجحفة"، وهي حضور عدد محدود من المشيعين مع دفنه ليلا ودفع تأمين مالي لضمان ذلك، وهو ما رفضته العائلة، معتبرا أن المقصود هو السيطرة على الجنازة وإذلال العائلة، وطالب بتسليم جثمان ابنه بدون قيد أو شرط.

 لم يسمح الاحتلال لعائلة زيدان بمعاينة جثمان ابنها محمد أو مشاهدته، وقال والده إنه كان على بعد أمتار منه بعد إعدامه ولكن جنود الاحتلال منعوه من الاقتراب.

وكان محمد زيدان قد نزل من حافلة تقل ركابا من مخيم شعفاط إلى القدس لغرض التفتيش حسب إجراءات الحاجز، قبل أن يعدم بإطلاق الرصاص عليه.

وقال سائق الحافلة أمين الرموني للجزيرة نت في حينه إن زيدان نزل مع عدد من الركاب الذين تقل أعمارهم عن الخمسين عاما للتفتيش، وبعد ذلك سمع الجميع صوت إطلاق نار.

وقال الرموني إن حافلته كانت متوقفة بانتظار صعود الركاب ولم يشاهد أحدا يحمل سكينا خلافا لرواية جيش الاحتلال.

والأربعاء الماضي كان والد زيدان وأقاربه يشاركون في اعتصام لـ11 عائلة فلسطينية تطالب بتسليم جثامين أبنائها المحتجزين في ثلاجات الاحتلال، وجميعهم قتلوا عام 2016. 

وقال والد الشهيد زيدان إنه طالب بالتحقيق في ظروف إعدام ابنه وإظهار شريط مصور للحادثة، وقد وكل محامين للبحث في ذلك، لكنه توقع مماطلة إسرائيلية في كشف الحقيقة.

الاحتلال ما زال يحتجز جثامين تسعة شهداء اثنان منهم من القدس (الجزيرة نت)
الاحتلال ما زال يحتجز جثامين تسعة شهداء اثنان منهم من القدس (الجزيرة نت)

من جهتها، قالت جدة الشهيد فاطمة زيدان بينما كانت تحمل صورة له "إن تسليم جثامين شهدائنا حق إنساني، خاصة بعد إعدامهم دون أن يشكلوا أي خطر على الجنود". 

مريض ومتفوق
وحسب جدته، فإن محمد كان فتى مريضا ويمر عن هذا الحاجز يوميا، وقالت "على الحاجز كتيبة مدججة بالسلاح وترتدي واقيات ضد الرصاص فكيف لفتى مريض بالكلى أن يشكل خطرا عليهم حتى يتم إعدامه؟".

 ويعرف محمد باعتباره واحدا من أبرز الطلبة المتفوقين علميا في مدرسته، وحاز على المرتبة الثالثة بأولمبياد الرياضيات على مستوى فلسطين، وكان يطمح لإكمال تعليمه الجامعي في هذا التخصص.

تقول الجدة إنها زارت عائلة حفيدها قبل أيام قليلة من استشهاده، وكان يحب أن يحضر لها الكنافة في كل زيارة.

وقالت المنسقة في حملة استرداد جثامين الشهداء سلوى حماد إن الاحتلال يحتجز جثامين 11 شهيدا -قبل تسليم اثنين الليلة الماضية- قتلوا هذا العام، بينهم شهيدان من القدس هما مصباح أبو صبيح والطفل محمد زيدان، مؤكدة أن أغلبية الشهداء أعدموا بدم بارد دون أن يشكلوا خطرا حقيقيا على جنود الاحتلال ومستوطنيه، وقد كان بالإمكان السيطرة عليهم واعتقالهم.

المصدر : الجزيرة