تمجيد "الهيكل" في البحرين يثير استياء الفلسطينيين

ميرفت صادق-رام الله

استهجنت أوساط فلسطينية وقيادات مقدسية استقبال رجال أعمال بحرينيين تجارا من اليهود الأميركيين في العاصمة المنامة، والسماح لهم بأداء أغنية تمس بشكل مباشر بالمسجد الأقصى وعروبة القدس المحتلة وإسلاميتها.

وأظهرت مشاهد مصورة مشاركة رجال أعمال من البحرين وفدا يهوديا الرقص والغناء بمناسبة عيد الأنوار اليهودي، وتخلل ذلك تمجيد ما يسمى "بناء الهيكل" على أنقاض المسجد الأقصى في القدس.

ودان مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني استقبال رجال أعمال يدعمون "إقامة الهيكل المزعوم"، ووصف تصرفاتهم بالمخجلة والمسيئة للعرب والمسلمين. 

وقال إن من استقبلهم "لا يمثل الشعب البحريني، ولا يمثلون إلا أنفسهم، وهم غالبا رقصوا على أنغام وأناشيد ربما لا يعرفون معناها، ولكنهم أيضا لم يهتموا بحق المسلمين الديني والوطني". 

احتفال بالبحرين
وكانت القناة العاشرة الإسرائيلية قد عرضت الاثنين مشاهد للاحتفال، وقالت إنه "بمناسبة إشعال الشمعة الأولى لعيد الأنوار"، وجاء بمشاركة رجال أعمال بحرينيين حيث غنى يهود بلباس متدينين أغنية يرددها المستوطنون في ساحة البراق جنوب المسجد الأقصى، ومن كلماتها "سوف يبنى الهيكل.. وأرض صهيون سوف تمتلئ".

الكسواني دعا السلطات البحرينية إلى اتخاذ إجراءات ضد من شارك في الاحتفال (الجزيرة)
الكسواني دعا السلطات البحرينية إلى اتخاذ إجراءات ضد من شارك في الاحتفال (الجزيرة)

وقال الكسواني للجزيرة نت إن "بناء الهيكل" يعني هدم المسجد الأقصى الذي هو جزء أساسي من عقيدة كل المسلمين، مضيفا "الجميع مستاء من هذه المشاهد المخجلة".

ودعا السلطات البحرينية إلى اتخاذ إجراءات ضد من شارك في الاحتفال، الذي "لا يعبر عن الشعب والحكومة البحرينية الداعمة للفلسطينيين".

وقد بُرر الاستقبال بأنه لإقامة اتفاقيات تجارية مع رجال الأعمال اليهود، لكن الكسواني قال إن الفلسطينيين يعانون من الحصار الاقتصادي وهناك سياسة إسرائيلية تستهدف هدم بيوتهم وتصفية وجودهم في القدس، مطالبا العرب بدعم المقدسيين عوضا عن إقامة علاقات تجارية مع من يريد هدم المسجد الأقصى. 

من جهته وصف عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات الأب مانويل مسلّم، ما جرى بالتطبيع البائس والمعيب مع إسرائيل وسياساتها، وقال إنه إقرار بادعاءات إسرائيل حول حقها في فلسطين والقدس.

تأييد ودعم
وأضاف أن "هذه السلوكيات تعني تأييدا لإسرائيل ومن يدعمها، في هدم المسجد الأقصى ومنع رفع الأذان ومصادرة أراضي الفلسطينيين والاستيطان عليها". 

‪مسلّم: ما جرى تطبيع بائس ومعيب مع إسرائيل وسياساتها‬ (الجزيرة)
‪مسلّم: ما جرى تطبيع بائس ومعيب مع إسرائيل وسياساتها‬ (الجزيرة)

وقال مسلّم -وهو من أبرز الشخصيات المسيحية في فلسطين- للجزيرة نت إن المجموعة التي استقبلت رجال الأعمال اليهود واحتفلت بهم "حولت الأعداء إلى أصدقاء وأدارت ظهرها لقضية العرب والمسلمين الأولى، بينما يخوض الفلسطينيون صراعا مع إسرائيل للحفاظ على مقدساته الإسلامية والمسيحية". 

بدوره، استهجن وزير القدس السابق حاتم عبد القادر دعوة رجال أعمال يهود مؤيدين لإقامة الهيكل، في الوقت الذي تتعرض فيه القدس لحملات تهويد غير مسبوقة من الاحتلال الإسرائيلي. 

وقال: "ننظر بخطورة لهذه الحادثة التطبيعية في دولة عربية شقيقة كالبحرين التي تعد تاريخيا من أبرز الداعمين للفلسطينيين". 

وأضاف: "البحرين شعبا وحكومة قدمت المساعدات والدعم لمدينة القدس وأهلها، ونرجو أن يكون ما جرى حادثة معزولة وليس ظاهرة جديدة في العالم العربي"، واصفا الاحتفال بعيد "الحانوكا" في البحرين بأنه "استفزاز واضح لمشاعر العرب والفلسطينيين والمقدسيين خاصة، ولا يليق بالشعب البحرين القبول بهذا الاحتفال".

ويأتي هذا الحدث -حسبما قال عبد القادر- في الوقت الذي تتسابق فيه دول أجنبية للدفاع عن الحق الفلسطيني في الأرض والمقدسات، وآخرها تقديم أربع دول أجنبية مشروع قرار يدين الاستيطان في مجلس الأمن.

وقال إن الاستقبال يشكل إحباطا للفلسطينيين وتراجعا في دعم القضية الفلسطينية وإعطاء مزيد من الأضواء لإسرائيل لمواصلة عدوانها.

البرغوثي: البحرين تستعد لدعوة إسرائيل للمشاركة في مؤتمر للفيفا أيضا (الجزيرة نت)
البرغوثي: البحرين تستعد لدعوة إسرائيل للمشاركة في مؤتمر للفيفا أيضا (الجزيرة نت)

سياق التطبيع
من جانبها، قالت حركة مقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها (بي دي أس) إنها لم يتوفر لديها تأكيد حول هوية الوفد "إن كان وفدا إسرائيليا أم فقط يهوديا من الولايات المتحدة".

لكن عمر البرغوثي -وهو من مؤسسي حركة المقاطعة- قال: "إننا ننظر لهذا الأمر في سياق مسلسل التطبيع الرسمي من قبل حكومة البحرين مع أطراف إسرائيلية، وخاصة بعد مشاركة وزير الخارجية البحريني في جنازة مجرم الحرب شمعون بيريز، واللقاءات المتكررة لسفيرة البحرين في الأمم المتحدة مع شخصيات إسرائيلية صهيونية، رسمية وغير رسمية".

وقال البرغوثي إن البحرين تستعد لدعوة إسرائيل للمشاركة في مؤتمر للفيفا أيضا، "وهذا يدل على الميل الواضح باتجاه التطبيع مع النظام الاحتلالي والاستعماري والعنصري".

وشدد على أن "هذا التطبيع يتناقض جوهريا مع المواقف التاريخية لشعب البحرين الذي لطالما أيد نضال الفلسطينيين من أجل حقوقهم غير القابلة للتصرف بموجب القانون الدولي".

المصدر : الجزيرة