يتكون من 14 مرحلة.. درب الآلام بالقدس القديمة

2-رجل دين مسيحي يزود السياح ببعض المعلومات حول طريق الآلام في البلدة القديمة بالقدس كما يظهر بالصورة
مسار درب الآلام تغير عبر العصور ولا يزيد طوله اليوم على كيلومتر واحد (الجزيرة نت)

أسيل جندي-القدس

درب الآلام هو طريق داخل البلدة القديمة من القدس سار به السيد المسيح عيسى عليه السلام منذ لحظة الحكم عليه وحتى صلبه وإعدامه، حسب الاعتقاد المسيحي. ويتكون الدرب من أربعة عشر مرحلة، تمثل كل منها فصلا من معاناته.

وتبدأ مراحل الدرب قرب باب الأسباط، وهو المكان الذي عرض فيه المسيح أمام المجلس الأعلى لليهود والوالي الروماني بيلاطس الذي حكم بصلبه، حتى دفنه بكنيسة القيامة في البلدة القديمة بالقدس.

ويسير الزوار المسيحيون حاملين الصليب في طريق الآلام على مدار العام، في حين يحرص المقيمون بالقدس وحولها من المسيحيين على السير به أثناء صيامهم قبيل عيد الفصح باستثناء الروم الأرثوذكس، وذلك تقليدا للسيد المسيح الذي أجبر على حمل الصليب منذ الحكم عليه وحتى صلبه، وفق الاعتقاد المسيحي.

وتتكون طريق الآلام من أربع عشرة مرحلة، التسعة الأولى منها خارج إطار كنيسة القيامة، والخمسة المتأخرة داخلها، وتغير الطريق الذي يسلكه المجسدون لدرب الآلام عبر الحقب المختلفة، ففي الفترة البيزنطية كانت المرحلة الأولى تبدأ من جبل الزيتون، وفي الفترة الصليبية اقتربت المرحلة الأولى لتبدأ من السفح الغربي لجبل الزيتون، أما طريق الآلام اليوم فتبدأ من المدرسة العمرية بالبلدة القديمة بالقدس.

كنيسة القيامة تضم المراحل الخمس الأخيرة من درب الآلام (الجزيرة نت)
كنيسة القيامة تضم المراحل الخمس الأخيرة من درب الآلام (الجزيرة نت)

مراحل تاريخية
تسمى المرحلة الأولى من درب الآلام مرحلة المحاكمة وتبدأ بالمدرسة العمرية، وتليها مرحلتان من العقاب هما الجلد وحمل الصليب، وتُكوّنان معا المرحلة الثانية مقابل المدرسة العمرية حيث كنيسة الجلد وكنيسة فرض الحكم للآباء الفرنسيسكان، وتمثلان قصة جلد السيد المسيح قبل فرض الحكم عليه وحمله للصليب لتبدأ مسيرة درب الآلام.

وبالوصول لتقاطع طريق الواد مع طريق المجاهدين قرب باب المجلس، أحد أبواب المسجد الأقصى، تقع المرحلة الثالثة داخل بطريركية الأرمن الكاثوليك وتُجسد سقوط المسيح للمرة الأولى وهو يحمل الصليب، في حين تأتي المرحلة الرابعة في القبو الواقع أسفل الكنيسة البولونية التي بنيت مباشرة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية على يد الجنود البولونيين، وتمثل لقاء المسيح بوالدته مريم العذراء، وهناك طبقة من الفسيفساء عليها زوج من الأحذية تدلل على هذه المرحلة.

وبالسير في طريق الواد وبالتحديد عند تقاطع عقبة المفتي من الشرق مع طريق الواد تقع المرحلة الخامسة من طريق الآلام وتسمى إعانة سمعان القيرواني للمسيح على حمل الصليب، ويجسدها حجر قرمزي به طبعة يد، وخُلّد المكان ببناء معبد تابع للآباء الفرنسيسكان عام 1895.

وصعودا لطريق باب خان الزيت تقع المرحلة السادسة وتسمى مرحلة فيرونيكا، وخلالها قامت امرأة بمسح وجه السيد المسيح الممتلئ بالعرق بمنديلها الأبيض، فطُبعت صورة السيد المسيح على المنديل، ويُخلّد الحدث بناء يعود لبطريركية الروم الملكيين عام 1900.

المرحلة السابعة من درب الآلام تقع عند تقاطع عقبة المفتي من الغرب مع طريق باب خان الزيت صعودا، وتمثل هذه المرحلة سقوط المسيح للمرة الثانية على التوالي، وبني هناك معبد عام 1905.

وعلى يسار الصاعد لحارة النصارى تقع المرحلة الثامنة، ويوجد بالموقع حجر كتب عليه "يسوع الناصر ينتصر"، وفي هذه المرحلة توجه السيد المسيح لنساء القدس ودلهن على ما يحدث. وقال لهن إذا فعلوا بالعود الأخضر هكذا ويرمز لنفسه فكيف يفعلون بالعود اليابس؟

وعند نهاية الصعود لمسار شرق كنيسة القيامة تقع المرحلة التاسعة مقابل كنيسة الملكة هيلانة للأقباط الأرثوذكس، والتي تخلد حدث سقوط المسيح للمرة الثالثة والأخيرة وهي آخر مرحلة خارج إطار كنيسة القيامة.

وبالدخول لكنيسة القيامة تبدأ المرحلة العاشرة في غرفة صغيرة على يمين الواقف في وسط الجلجلة وهي الصخرة التي صلب عليها السيد المسيح، وتخلد حدث تعرية السيد المسيح من ثيابه، وفي المرحلة الحادية عشرة تم تثبيت المسيح على الصليب ودُقّت قدماه بمسمار واحد وكل يد بمسمار وهي على يمين الجلجلة من الجهة الشرقية.

المكان الذي ودعت فيه مريم عيسى وفق الاعتقاد المسيحي ويشكل المرحلة الثالثة عشرة من مراحل درب الآلام (الجزيرة نت)
المكان الذي ودعت فيه مريم عيسى وفق الاعتقاد المسيحي ويشكل المرحلة الثالثة عشرة من مراحل درب الآلام (الجزيرة نت)

ما قبل النهاية
أما المرحلة الثانية عشرة فهي وقوف المسيح على خشبة الصليب حتى الموت، فيما يجسد تمثال من العاج مغطى بالزجاج المرحلة الثالثة عشرة، وهي لقاء يسوع بوالدته ووداع مريم العذراء له بعد إنزاله عن الصليب.

ويعتبر قبر المسيح في كنيسة القيامة المرحلة الرابعة عشرة والأخيرة من مراحل درب الآلام، وهو بناء يتكون من غرفتين من القرن الثامن عشر وتسمى الغرفة الأولى غرفة الملاك والأخرى القبر الخالي.

وعن أهمية هذه المراحل في الديانة المسيحية، قال كاهن رعية اللاتين في رام الله إبراهيم شوملي إنها تعبر عن أهم المراحل التي عاشها السيد المسيح خلال مسيرة الخلاص منذ القبض عليه في بستان الزيتون والحكم عليه بالموت.

وأضاف أن المسيحيين يسيرون بهذا الطريق حاملين الصليب من كافة أنحاء العالم لينالوا بركة هذه الأماكن فهي مهمة بقيمة السيد المسيح الذي عاش فيها وسار بها.

المصدر : الجزيرة